أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

مرض الحمى النزفية يهدد أرياف ومربي الماشية في العراق

وزارة الصحة الحالية تؤكد ارتفاع حصيلة الإصابات بمرض الحمى النزفية منذ بداية عام 2023 إلى 95 إصابة بينها 13 وفاة.

بغداد – الرافدين

كشفت وزارة الصحة الحالية عن ارتفاع الإصابات بمرض الحمى النزفية في العراق إلى 95 حالةً من بينها 13 وفاةً منذ بداية العام 2023، بعدما كان المرض وصل إلى أعلى مستويات انتشاره في العام 2022.
وسجلت الوزارة 30 إصابة بالحمّى النزفية ضمنها 7 حالات وفاة خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام 2023 ما يؤكد الارتفاع الكبير بانتشار الحمّى وهو ما يدل على أنّ البلاد لم تتخلص من المرض، وسط إهمال واضح للإجراءات الوقائية.
وأكّد المتحدث باسم الوزارة سيف البدر في تصريح صحفي أن حدّة الانتشار هذا العام “أخفّ حتى الآن” من 2022 حين سجلت 212 إصابة بينها 27 وفاة.
وأشار المتحدّث باسم الوزارة إلى “ارتفاع حصيلة إصابات مرض الحمى النزفية منذ بداية العام الجاري إلى 95 بينها 13 حالة وفاة”.
وسُجلت غالبية الإصابات والوفيات هذا العام أيضًا في محافظة ذي قار “28 إصابة و6 وفيات”، لاسيما في المناطق الريفية الفقيرة التي تربى فيها الأبقار والأغنام والماعز والجاموس، وجميعها حيوانات وسيطة ناقلة لهذا المرض.
ويعدّ مربو الماشية والعاملون في مجال الجزارة، وفقا لوزارة الصحة، الأكثر عرضة للإصابة بالمرض.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن انتقال حمى القرم- الكونغو النزفية إلى البشر يحدث “إما عن طريق لدغات القراد أو بملامسة دم أو أنسجة الحيوانات المصابة خلال الذبح أو بعده مباشرة”.
ولا لقاح لهذا المرض عند الإنسان أو الحيوان. أما أعراضه الأولية فهي الحمى وآلام العضلات وآلام البطن، لكن عند تطوره، يؤدي إلى نزف من العين والأذن والأنف، وصولاً إلى فشل في أعضاء الجسم ما يؤدي الى الوفاة، بحسب وزارة الصحة في العراق.
وتؤدي الإصابة بفيروس الحمى النزفية إلى الوفاة بمعدل يراوح من 10 إلى 40 بالمئة من المصابين، وفق منظمة الصحة العالمية، وأول دخول لهذا المرض للعراق كان في عام 1979.
وأكد عضو نقابة الأطباء العراقيين، راسم الزيدي أنّ “العدد الذي كشفت عنه وزارة الصحة يمثل طفرة خطيرة بإصابات الحمى النزفية في البلاد، وهو ما يستدعي اتخاذ تدابير عاجلة للحد من أسباب انتشاره.
وقال إنه “يجب على الوزارة وضع خطة شاملة لجميع محافظات البلاد، لإنهاء مصادر الحمى النزفية وبأسرع وقت ممكن”.
وأوضح أنّ “المصادر معروفة وهي أماكن الجزر العشوائي وساحات بيع المواشي التي مازالت مستمرة وسط المناطق السكنية”، مشددًا على أنّ “الوزارة يجب أن تتحمل مسؤوليتها إزاء هذا الملف الخطير، وأن تضع له حداً من خلال المتابعة الصارمة، ووضع العقوبات القانونية لكل المخالفين”.
وحذر من أنه بـ”خلاف ذلك فسيبقى البلد بيئة غير آمنة من الأمراض وانتشارها”.
يذكر أن العراق قد سجل 6 إصابات فقط بين عامي 1989 و2009، ثم ثلاث وفيات في العام 2018، وصولا إلى “33 حالة مؤكدة، بما فيها 13 حالة وفاة” في 2021.
وعلى الرغم من استمرار تسجيل الإصابات بالمرض، إلا أنّ الإجراءات الوقائية من متابعة ومنع الجزر العشوائي وساحات بيع المواشي وتربيتها داخل المناطق السكنية، فضلاً عن عمليات المكافحة، تكاد تكون معدومة.
وأعلن المستشفى البيطري في ديالى، فرض حظر شامل على حركة المواشي والأغنام على منطقة زراعية شرق المحافظة لمدة 14 يومًا.

ذي قار تتصدر محافظات العراق بنسبة الإصابة بالحمى النزفية

وأكدت مدير المستشفى البيطري ابتسام محمد، إصابة قصاب بمرض الحمى النزفية في منطقة المسعودية بقضاء بلدروز شرق بعقوبة.
وأضافت، أن الإصابة تعد الرابعة خلال الأسابيع 8 الماضية، وأن فرض حظر شامل إجراء وقائي معتمد في احتواء مرض الحمى النزفية الذي ينتقل من الحيوانات المصابة إلى الإنسان.
ويأتي ذلك في ظل تهالك المؤسسات الصحية في العراق وسوء الرعاية الصحية والتوعوية فيه.
وصنّف موقع “نومبيو” الذي يعنى بالمستوى المعيشي لدول العالم، العراق في المرتبة الثالثة بأسوأ رعاية صحية بالعالم.
وقال الموقع في تقرير له العراق جاء بالمرتبة الثالثة بأسوأ رعاية صحية بالعالم من أصل 94 دولة مدرجة بالجدول.
وأكدت لجنة الصحة والبيئة النيابية، عدم تلبية الموازنة الطموحات في إنجاز المشاريع والمستشفيات، مبينة أن القطاع الصحي بحاجة إلى زيادة التخصيصات المالية في موازنة 2023.
وقالت عضو اللجنة، وفاء الشمري، إن القطاع الصحي من أكثر القطاعات الخدمية التي تحتاج إلى اهتمام وتخصيص مالي لتعلقه بحياة الناس.
وأشارت إلى أن الحكومات المتعاقبة فشلت في تقديم الخدمات الطبية، من ناحية الأدوية والمستلزمات الطبية لهم، أو إكمال بعض المستشفيات المتلكئة.
وكان رئيس لجنة الصحة والبيئة النيابية، ماجد شنكالي، قد أكد عدم قدرة القطاع الصحي على تحقيق أي تقدم في حال إبقاء التخصيصات المالية الحالية على حالها ضمن الموازنة المرصودة.
ومع انتشار مرضى الحمى النزفية في وسط وجنوب العراق سجلت المحافظات الشمالية ولاسيما في محافظة السليمانية تسجيل عدد من الإصابات بالتهاب السحايا.
وأعلنت إدارة مستشفى الدكتور جمال رشيد للأطفال في السليمانية، تسجيل قرابة 300 حالة إصابة بالتهاب السحايا.
وقال مدير المستشفى، بشدر عبد الله، إن كل يوم يتم تسجيل نحو 10 حالات إصابة بالتهاب السحايا في محافظة السليمانية، وتسجيل ما بين 250 إلى 300 حالة إصابة شهريًا.
وأضاف أن كل الإصابات وفقا للتحليلات المخبرية هي فيروسية، مشيرًا إلى أن الأدوية المطلوبة للعلاج متوفرة حاليًا في جميع المستشفيات، وأن نصف العلاجات عن طريق المتبرعين.
وطالب مدير المستشفى الأهالي بالالتزام بالإجراءات الوقائية والذهاب بأطفالهم إلى الطبيب المختص في حال ورود علامات الإصابة.
ومع ازدياد حاجة المستشفيات العراقية للأدوية، تتوسع في العراق تجارة الأدوية منتهية الصلاحية أو التي تأتي من شركات غير مرخصة أو ذات جودة رديئة.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى