أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

هل يتحول الصراع على المكاسب داخل ميليشيات الحشد إلى تقاتل دموي

موقع ""ميدل إيست آي" البريطاني: خامنئي رفض استقبال فالح الفياض الذي زار إيران للتشكي من انفلات الميليشيات الولائية.

بغداد- الرافدين
تصاعدت الخلافات بين ميليشيات الحشد الشعبي، مثيرة تساؤلات المراقبين بشأن ما يجري داخل الحشد، وهل سيبقى صراع على المغانم أم يتحول إلى تقاتل دموي.
ووصف تقرير مطول لموقع” ميدل إيست آي “البريطاني المتخصص بشؤون الشرق الأوسط الوضع داخل ميليشيا الحشد بالمربك، وأن التكهنات أبعد من الخلافات بين زعماء ميليشيات ورئيس الحشد فالح الفياض على انتزاع منصبه.
وذكر التقرير الذي كتبته مراسلة الموقع في بغداد سؤدد الصالحي إلى أن كافة المؤشرات تقود إلى تغييرات جوهرية في تكتيكات الميليشيات الموالية لإيران، وهو ما سيكون له تأثير على سياسة حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني وإعادة رسم خريطة النفوذ بين القوى الولائية.
ونقل الموقع عن أحد زعماء ميليشيا الحشد تأكيده زيارة الفياض إلى إيران، سعيا من أجل الاجتماع مع المرشد الإيراني علي خامنئي لكي” يشتكي إليه ما يفعله قادة الفصائل معه ومحاولاتهم للإطاحة به “، إلا أن السلطات الإيرانية لم تسمح له بمقابلة خامنئي فترك رسالة مكتوبة بالشكوى من انفلات الميليشيات وعدم خضوعها لإرادته.
ونقل الموقع عن سياسيين من الإطار التنسيقي قولهم إن هذه التغييرات بدأت فورا بعد انسحاب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من تشكيل الحكومة في آب الماضي، ما أتاح لمنافسيه المدعومين من إيران في الإطار التنسيقي، تشكيل الحكومة.
وأضاف أنه رغم أن الإطار التنسيقي يصور نفسه على أنه الجبهة التي توحد القوى الولائية، إلا أن خطاب الفياض بشأن عدم إجراء استعراض للحشد والخضوع التام لقرارات رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، يظهر بوضوح الخلافات والهشاشة التي تكتنف أحزاب التحالف المختلفة التي بدأت تتنازع فيما بينها بعد فترة وجيزة من تهميش الصدر.
وقال قيادي في إحدى ميليشيات الإطار التنسيقي” إن كافة قوى الإطار التنسيقي اعتبرت الصدر عدوها اللدود، وكان يتحتم عليها التخلي عن خلافاتها الداخلية والاتحاد لمواجهته “.
وأضاف أن” انسحاب الصدر أعادهم إلى نزاعاتهم القديمة وتنافسهم الشرس على المكاسب. وما يحدث في الحشد، ليس سوى أحد المظاهر الأساسية لهذا التنافس “.
وعبر عن توقعه أن الصراع لن يكون دمويا هذه المرة، ولكن سيكون هناك تنافس عنيف ولن يهدأ إلى أن يستقر الجميع في مواقعهم الجديدة على الخريطة السياسية.
وذكر التقرير أن ولاء ميليشيا الحشد، التي تضم حاليا 40 لواء وأكثر من 230 ألف عنصر، موزع بين ثلاثة رجال هم زعيم مرجعية النجف علي السيستاني، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والمرشد الإيراني علي خامنئي.
وعلى الرغم من أن الرجال الثلاث ليسوا أعضاء في الحكومة، وليست لديهم أي تمثيل مؤسساتي قانوني، إلا أن رئيس هيئة الحشد فالح الفياض يتمتع بصلاحيات مالية وإدارية كبيرة من أموال الشعب العراقي، بغض النظر عن انتمائه، حيث إن من يتولى المنصب لديه الحق بالوصول إلى مئات الملايين من الدولارات، بالإضافة إلى النفوذ داخل الحكومة وفي كافة أنحاء العراق والدول الأخرى.
وفتحت هذه الامتيازات” هدفا رائعا ومثيرا للشهية “وفق تعبير موقع” ميدل إيست آي “عند كافة القوى السياسية والميليشيات المسلحة، بما فيها من تدين بالولاء لإيران وتدار من قبل فيلق القدس في الحرس الإيراني.
ونقل الموقع عن قيادي في الحشد تأكيده على أن ميليشيا العصائب وكتائب حزب الله، يرفضون منذ ستة أشهر، حضور أي اجتماعات برئاسة الفياض.
وذكر أن الفياض، الذي يعتبر أحد مؤسسي الإطار التنسيقي، جرى استبعاده من اجتماعات الائتلاف السياسي الحاكم منذ تشرين الثاني الماضي، كما منع ممثله السياسي من المشاركة في هذه الاجتماعات مؤخرا.
ونقل الموقع عن مستشار لرئيس الحكومة محمد شياع السوداني قوله إن” بقاء الفياض في منصبه برئاسة الحشد يخدمنا كثيرا في هذه المرحلة، فالرجل ضعيف ويستجيب لما نطلبه منه مقابل بقائه في المنصب “.
وأضاف” الفياض سيساعدنا تدريجيا في تقويض نفوذ الفصائل وتقوية مركزية سلطة الحشد وهذا بالضبط ما نسعى إليه حاليا “.
غير أن مراقبين يرون أن تصريح مستشار السوداني مفرط بالتفاؤل، فرئيس الحكومة نفسه خاضع بشكل كلي لسياسة الإطار التنسيقي الذي تنضوي تحته الميليشيات الولائية.
ويرون أنه من غير الواضح حاليا المدى الذي سيتم فيه السماح للسوداني والفياض بالاستمرار في خطتهما لإعادة هيكلة الحشد والسيطرة على الميليشيات ومواردها.
وأكدوا على أن الجميع داخل الحكومة وخارجها يتوقع اندلاع اشتباكات عنيفة مع القوى التي ترى في هذه التطورات تهديدا لها وعلى مصالحها.
ونقل التقرير عن قيادي في ميليشيا حزب الله قوله إن بإمكان الفياض “أن يقول ما يشاء. لا نعترض على تلقي الحشد الأوامر من القائد العام للقوات المسلحة، لكن ليس كل الأوامر “. وأضاف” هناك 8 ألوية داخل الحشد تمثل المقاومة الاسلامية. لا الفياض ولا والده بإمكانهم أن يمسوهم أو المس برواتبهم أو معداتهم. وبخلاف ذلك، بإمكأنه ان يفعل ما يشاء بعيدا عنا “.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى