أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

حكومة الإطار التنسيقي في مواجهة احتجاجات الرفض الشعبي

المركز العربي للدراسات: الواقع السياسي والمعيشي في العراق صادم ومرعب، على الرغم من مرور عشرين عامًا على غزو الولايات المتحدة للعراق.

بغداد- الرافدين
أظهرت موجة التظاهرات في العاصمة بغداد ومحافظات عدة احتجاجًا على تردي الخدمات وغياب فرص العمل، الفشل الواضح لحكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني، في إدارة الدولة وتبدد وعودها عن كونها “حكومة خدمات”.
ويعاني العراقيون من غياب الخدمات وفرص العمل على الرغم من توفر الدرجات الوظيفية الفائضة، والميزانيات الانفجارية، نتيجة الفساد المسيطر على مفاصل الدولة طوال 20 عامًا، ما شكل ردود فعل غاضبة في الشارع العراقي.
وشهد ملعب المدينة في بغداد في ختام بطولة غرب آسيا تحت سن 23 والتي فاز فيها المنتخب الأولمبي العراقي على نظيره الإيراني بركلات الترجيح، هتافات مناهضة لحكومة الإطار التنسيقي وميليشياتها الولائية.
ويؤكد مراقبون بأن الهتافات، أظهرت نقمة الجمهور العراقي وإجماع غالبية العراقيين على التنكيل بحكومة الإطار التنسيقي إلى حد وصفها بحكومة المنتخب الإيراني، الأمر الذي يؤكد أن الاحتجاجات قادمة وستفند مزاعم زعماء الإطار التنسيقي بأن العراق يعيش مرحلة هدوء سياسي.
واندلعت تظاهرات في العاصمة بغداد، ومحافظات بابل، والمثنى، وذي قار، احتجاجًا على إهمال حكومات الاحتلال المتواصل في تحقيق مطالبهم بتوفير الدرجات الوظيفية والخدمات الأساسية.
ونظّم عشرات الخريجين والأوائل على الكليات مظاهرة في منطقة (العلاوي) وسط بغداد الثلاثاء؛ احتجاجًا على الإهمال الحكومي في عدم توفير فرص العمل، وعدم تدوير الدرجات الوظيفية الفائضة، مهددين بتحويل تظاهراتهم إلى اعتصام مفتوح إلى حين تلبية مطالبهم.
ويرى مراقبون، بأن النقمة قائمة ومستمرة لدى المجتمع العراقي وتنتظر لحظة الانفجار، وأن هذه التظاهرات بداية تصعيد شعبي بعد اتضاح الفشل وتلاشي وعود حكومة الإطار التنسيقي بوصفها “حكومة خدمات” كما زعمت، بينما لم يشعر المواطن بأي تغيير أو تقدم في الخدمات.
وعبر عدد من المواطنين في بغداد عن استيائهم بسبب السياسات الحكومية التي انتجت ملايين العاطلين عن العمل، نتيجة عدم تخصيص درجات وظيفية والتعطيل المتعمد للقطاع الخاص وفتح الباب على مصراعيه أمام العمالة الأجنبية الأمر الذي زاد من تردي أحوال العراقيين الباحثين عن عمل.
وقال مواطن من أهالي بغداد، “إن المعاناة مستمرة منذ أكثر من 15 عامًا، مع استمرار تردي الخدمات وأزمات الماء والكهرباء وغياب الخدمات الأساسية”.
وأشار مواطن آخر إلى تنصل مسؤولي الدوائر الحكومية عن المسؤولية، في إشارة إلى الوعود الحكومية الكاذبة، مشددًا على أنهم لا يرون أي مسؤول حكومي إلا وقت الانتخابات، ثم بعد ذلك يختفي.
وفي محافظة المثنى، خرج سكان قضاء الخضر في احتجاجات غاضبة؛ جراء استمرار السلطات الحكومية في عدم توفير الخدمات الأساسية في القضاء، والتي فاقمت من معاناة المواطنين، داعين إلى محاسبة المسؤولين والجهات المتورطة في إهمال تطوير البنى التحتية.
وخرج متظاهرو مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار، احتجاجًا على انهيار الخدمات وتهالك الشوارع وغياب العمل البلدي ما أدى إلى تكدس القمامة في الشوارع، فيما تتذرع بلدية المدينة بأنها تعمل بنصف حاجتها الفعلية من المعدات والآليات، ما يحول دون تقديم الخدمات بالشكل اللائق.
وقال مدير البلدية، علي عبد الستار، إن مديرية بلدية الناصرية لم يعد بإمكانها إزالة النفايات يوميًا من المناطق السكنية في مركز المحافظة بسبب قلة الآليات الموجودة لديها وتقادمها.
وعلى الرغم من تجدد التظاهرات والاعتصامات؛ لا تتخذ حكومة بغداد أيّة قرارات أو إجراءات فيما يخص المطالبات المتكررة للخريجين وغيرهم، مما تسبب بارتفاع مستويات الفقر والبطالة في العراق إلى معدلات غير مسبوقة منذ عقود، بحسب بيانات رسمية.
ووصف المركز العربي للدراسات في واشنطن، الواقع السياسي والمعيشي في العراق، بالصادم والمرعب، على الرغم من مرور عشرين عامًا على غزو أمريكا للعراق.
وقال المركز في تقرير له، إن الوضع في العراق، ما يزال هشًا، حيث يواجه تحديات سياسية واقتصادية كبيرة، مع استمرار الفساد بمعدلات قياسية، مؤكدًا على وجود خيبة أمل عامة في العراق، مع استمرار المحاصصة الطائفية، وفشل الحكومات المتعاقبة في معالجة المشاكل الحقيقية التي تواجه البلاد، من البطالة والتضخم وضعف البنية التحتية، ونقص الدعم الاجتماعي.
وأشار إلى أن هذا الواقع يدفع الشباب العراقي، لمواصلة الاحتجاجات وتحدي الطبقة السياسية، التي تحدُّ من نموه وإمكاناته، وتريد بقاء الوضع على ما هو عليه.

واقع صادم ومرعب ينذر بثورة شعبية عارمة
اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى