أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

الإطار التنسيقي يلزم ميليشياته الولائية بالانصياع للقوات الأمريكية

الرئيس الأمريكي جو بايدن يحذر رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني: الدعم الأمريكي لحكومتك ليس مجانيًا ولا مفتوحًا.

بغداد- الرافدين
كشف مستشار لرئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني، إن الاجتماع الأخير لزعماء الإطار توصل إلى اتفاق يلزم الميليشيات المنضوية داخل الإطار بعدم استفزاز القوات الأمريكية داخل العراق أو سوريا.
واتفق المجتمعون على “الانصياع التام للقوات الأمريكية وعدم استفزازها من أجل المحافظة على حكومة الإطار واستمرار حكم الطائفة المتمثل في حكومة السوداني”.
ونقل موقع “ميدل إيست آي” البريطاني عن أحد زعماء الإطار تأكيده على أنه تم الاتفاق في الاجتماع على تجنب احراج السوداني وعدم الصدام مع الأمريكيين، وأن هذا القرار يلائم مصالحهم ومصالح إيران في المنطقة بعد اتفاق بكين مع السعودية، ولم يطعن في القرار زعماء الإطار رغم أن بعضهم فضل التزام الصمت.
ويكشف الانصياع التام للتوجهات الأمريكية عن سياسة التخادم القائمة بين الولايات المتحدة وإيران في إبقاء الوضع على ماهو عليه ودعم حكومة الإطار التنسيقي الذي تنضوي تحته الميليشيات الولائية.
وذكر تقرير للموقع تفاصيل اتصال هاتفي جرى بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني، والذي تضمن، بحسب مسؤول مقرب من السوداني، تهديدات ضمنية حول ضمان المصالح الأمريكية، والتي قد تؤدي إلى استهداف ميليشيا النجباء المنضوية في الحشد الشعبي وزعيمها أكرم الكعبي.
وساد الارتباك داخل الميليشيات في العراق بعد أن وصلت رسائل أمريكية واضحة من أن أكرم الكعبي “سيتم القضاء عليه أينما كان”.
وتأكيدا لمخاوفهم بشكل أكبر، قال أحد زعماء ميليشيا النجباء إن إيران طلبت من الكعبي “مراجعة اجراءاته الأمنية”.
وعبر بايدن عن “استياء” ادارته من “الهجمات التي نفذتها الميليشيات العراقية بدعم إيراني ضد القوات الأمريكية في سوريا.
ونقل التقرير الذي كتبته مراسلة الموقع في بغداد سؤدد الصالحي، عن أحد المقربين من السوداني، قوله إن بايدن أوضح لرئيس حكومة الإطار التنسيقي أن إدارته “تدعم حكومته بدرجة واسعة، إلا أن هذا الدعم ليس مجانيًا ولا مفتوحًا”.
وقال إن السوداني سعى “لتهدئة الوضع” وتقديم ضمانات للأمريكيين بما يتعلق بميليشيات الحشد خوفا من خروج الأمور عن السيطرة.
وتراجعت الهجمات على القوات الأمريكية في سوريا من قبل الميليشيات الولائية، كما أنه توقف بشكل كامل أي تهديد تطلقه الميليشيات للسفارة الأمريكية في بغداد.
وساعد الاتفاق السعودي الإيراني في بكين في ذلك، عندما أصدر الحرس الثوري الإيراني تعليميات ملزمة لأذرعه في العراق بالتوقف عن أي استفزاز للقوات الأمريكية في العراق وسوريا.
وكشف التقرير عن سياسية التخادم الأمريكي الإيراني بعد عدة لقاءات أجرتها السفيرة الأمريكية في العراق آلينا رومانوسكي مع زعماء أحزاب وميليشيات في الإطار التنسيقي.
الى ذلك، ذكر تقرير موقع “ميدل ايست آي” أن زعيم ميليشيا العصائب قيس الخزعلي لعب دورا محوريا في المحافظة على حكومة السوداني، بينما نجح نواب ميليشيا حزب الله في العمل كجماعة ضغط في البرلمان، حيث قاموا بتسهيل العديد من بنود الميزانية التي عارضتها الاحزاب الكردية.
وبحسب الخزعلي نفسه، فان الميليشيات الولائية، قررت بعد تشكيل حكومة السوداني التوقف عن استهداف المصالح والقوات الأمريكية بذريعة الحفاظ على “حكم الطائفة للعراق”.
وتنامى نفوذ ميليشيا العصائب بشكل كبير، في حين أن الخزعلي يتصرف كنوع من الوصي على حكومة السوداني.


إيلي أبو عون: الإيرانيون لا يريدون فتح جبهة جديدة قبل التسوية في الجبهات الأخرى، أو على الأقل التهدئة

وقال قيادي في ميليشيا مدعومة من إيران إن هذه الديناميكية تخلق عداوة بين رفاق الخزعلي في الميليشيات الأخرى والشركاء السياسيين المتخوفين الذين بدأوا يشعرون أن الخزعلي قد تحول الى “قطار يمكنه دهس أي شخص يعترض طريقه”.
وأضاف أن “الخزعلي يعتبر هذه الحكومة هي حكومته وقراراته في الطليعة ضمن الإطار التنسيقي حاليا”.
وأوضح انه بالنسبة الى الباقين فإنهم لا يستطيعون مواكبة سرعة صعود الخزعلي أو نفوذه، والكل يشعر أن الخزعلي قد يتنازل عنه اذا لزم الأمر، أو يسحقه وهو يمضي في طريقه لتحقيق أهدافه.
وأصبح الخزعلي وهو ميليشياوي احترف القتل على الهوية ومدرج ضمن قوائم الإرهاب الأمريكية “مقصدا” للسفراء والدبلوماسيين، بمن فيهم من جانب الاتحاد الأوروبي والذين يلتقطون الصور معه.
وبينما عزا الخزعلي كل الذي يحدث اليوم الى “الهدنة المؤقتة” في مراوغة سياسية، فان قادة ميليشيات أخرى يرون الأمر من زاوية أخرى حيث قال أحدهم ان “معظم الميليشيات بدلت من تكتيكاتها ولم تعد تمثل تهديدا حقيقيا للأمريكيين”. في إشارة الى الانصياع التام لتعليمات فيلق القدس الإيراني.
واكتفت الميليشيات في اصدار بيانات استنكار وتهديدات هنا وهناك لحفظ ماء الوجه.
وقال قيادي في الإطار التنسيقي إن المرشد الإيراني علي خامنئي في آخر اجتماع مع زعماء الميليشيات في المنطقة حضره من العراق زعيم ميليشيا بدر هادي العامري وميليشيا العصائب قيس الخزعلي ورئيس الحشد الشعبي فالح الفياض، قال للوفود انه يجب دعم الوضع الحالي في العراق والالتزام بقرارات الإطار التنسيقي.
وقال الباحث في “مجلس الامن والديانة” في روما ايلي ابوعون إن “موقف الإيرانيين ليس مرتبطا حصريا بالتغييرات داخل العراق أو الاتفاق مع السعودية، وانما هو مرتبط بما يحدث في المنطقة ككل”.
وأضاف “الإيرانيون لا يريدون فتح جبهة جديدة قبل التسوية في الجبهات الأخرى، أو على الأقل التهدئة. هناك تغيير في التكتيكات، واية معارك غير ضرورية، يجب ان تتوقف الآن”.

التعليمات تأتي من طهران
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى