أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

النازحون.. معاناة تتفاقم مع ارتفاع درجات الحرارة والإهمال الحكومي

مع وصول درجات الحرارة إلى نصف درجة الغليان يعاني النازحون من انعدام المواد الإغاثية وانقطاع الكهرباء وندرة المياه في خيام لا تقيهم حر الصيف.

الأنبار – الرافدين
سجلت مخيمات النزوح في محافظة الأنبار عشرات الإصابات بضربات الشمس وحالات الإغماء والجفاف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة في البلاد إلى ما يقارب من نصف درجة الغليان، فيما تستمر حكومة الإطار التنسيقي برئاسة السوداني، بتجاهلها للظروف غير الإنسانية التي يعيشها النازحون وافتقارهم إلى أبسط مقومات الحياة اليومية.
وذكر مرصد “أفاد” الحقوقي في بيان له تسجيل ما لا يقل عن 50 إصابة بـ”ضربة الشمس” وحالات إغماء واسعة خلال الأسابيع الأخيرة نتيجة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة وانعدام التيار الكهربائي والمياه.
وقال المرصد “وصل إلى مستشفى الفلوجة والمركز الصحي في العامرية منذ يوم 12 تموز الحالي، نحو 50 نازحا مصابين بضربة شمس أفقدت قسما منهم الوعي، بينما يعاني آخرون من أعراض مؤلمة في الرأس والجلد مع جفاف سجل في العديد من الأطفال وكبار السن”.
وأكد المرصد أنه “مع تسجيل محافظة الأنبار درجات حرارة وصلت إلى 49 درجة مئوية، يواجه الآلاف من النازحين الأحوال الجوية الصعبة بخيام مهترئة وانعدام للكهرباء مع ندرة للمياه التي يمكن أن تخفف عنهم حرارة الصيف، خاصة مع لجوء قسم من النازحين إلى الماء لتبريد سطح الخيام ومحيطها خلال وقت الظهيرة”.
وندد مرصد “أفاد” بالتعامل اللاإنساني من السلطات تجاه النازحين في مخيمات بزيبز والعامرية المركزي، والتنصل عن تنفيذ وعود إغلاق ملف النزوح والتهجير بشكل تام، إلى جانب عدم إيصال مساعدات عاجلة مثل مولدات الكهرباء ومبردات الهواء فضلا عن أطباء للعلاج وأدوية للأمراض المزمنة.
ويرزح النازحون للعام التاسع على التوالي في مخيمات أشبه بمعسكرات النفي، تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، مع استمرار تنصل الحكومات المتعاقبة من مسؤوليتها تجاههم، وسيطرة الميليشيات الموالية لإيران على مناطقهم ومنعهم من العودة إليها.
وتستمر حكومة الإطار التنسيقي ممثلة بوزيرة الهجرة إيفان جابرو بالكذب والتناقض بخصوص ملف النزوح، فرغم أنها وعدت في أكثر من مناسبة بإنهاء ملف النزاحين وإعادتهم إلى ديارهم خلال ستة أشهر، أقرت بصعوبة ذلك وعجز الحكومة عن إنهاء الملف.
واتهم حقوقيون وزيرة الهجرة والمهجرين في حكومة الإطار التنسيقي بالتنصل من واجباتها تجاه النازحين والتعمد بإهمال ملفهم، وخضوعها لسلطة الميليشيات التي تحتل مناطقهم.

حسين دلي: وزيرة الهجرة إيفان جابرو منذ خمس سنوات في منصبها وليس لها دور حقيقي في إنقاذ النازحين أو توفير احتياجاتهم.

المتحدث باسم مرصد أفاد الحقوقي، حسين دلي، في حديث لقناة الرافدين، قال “وضع النازحين المأساوي لا يخفى على أحد من المسؤولين، والمخيمات في الأيام العادية تعاني من نقص المستلزمات والمواد الإغاثية والأطعمة، واليوم يضاف لها مشكلة ارتفاع درجات الحرارة مع الخيم المهترئة التي لا تقي ساكنيها الحرارة”.
وأضاف دلي أن “المساعدات التي تصل للنازحين هي نشاطات فردية من بعض المواطنين، وهناك تنصل واضح من الحكومة الحالية ووزارة الهجرة والمهجرين وهي المسؤولة المباشرة عن وضع النازحين ومعاناتهم”.
وبين أن وزيرة الهجرة إيفان جابرو منذ خمس سنوات في منصبها وليس لها دور حقيقي في إنقاذ النازحين أو توفير احتياجاتهم. وأن حديث الوزيرة عن عدم وجود مستحقات للوزارة لا يعفيها من المسؤولية بل يزيد منها، كونها أصبحت وزارة بلا معنى ولا داعي لوجودها.
وتستغل الأحزاب السياسية ملف النازحين لتحصيل مكاسب من غير الاكتراث بمعاناتهم في انعكاس لحالة الفساد السياسي والأخلاقي للسلطات الحاكمة في البلاد.
وقال عضو البرلمان هادي السلامي، إن “وضع مخيمات النزوح غير إنساني، خصوصا مع الارتفاع الهائل في درجات الحرارة الذي يهدد حياة كثيرين. ورغم ذلك لا تلتفت الحكومة لهم، وتنشغل الكتل والأحزاب السياسية عن معاناتهم وتكتفي بالبحث عن كيفية الاستعداد للانتخابات المقبلة”.
وأضاف السلامي “الدعم الحكومي قليل بالنسبة إلى الاحتياجات الحالية للنازحين. وفي ظل الظروف القاسية السائدة يجب أن تتحمل كل الأحزاب المسؤولية، وتحدد مصير النازحين الذين تضرروا كثيرا”.
وبين أن “بعض النازحين أبلغوا نوابا مستقلين أنهم يتمنون الموت على البقاء في المخيمات”.
وسبق وأن أكد قسم حقوق الإنسان في هيئة علماء المسلمين في العراق على أن وزارة الهجرة في حكومة بغداد لا تعترف بمسؤوليتها تجاه النازحين، في ظل سعي السلطات إلى فرض الإغلاق القسري على المخيّمات دون توفير بدائل معتبرة.
وأشار إلى أن بعض المحافظات المنكوبة تشهد هجرة عكسية بسبب سيطرة ميليشيات الحشد واستمرار افتعالها عمليات أو أحداثا أمنية لتبرير بقائها، وأبرز تلك الميليشيات هي كتائب حزب الله والعصائب وكتائب الإمام علي، إضافة إلى حشد الشبك، وبابليون.
ورغم توقف العمليات العسكرية في المحافظات المنكوبة منذ سنوات، ما تزال القوات الحكومية والميليشيات الولائية تمنع سكان هذه المحافظات من العودة إليها بحجج كاذبة وبصمت وتواطؤ حكومي.
ويوجد في العراق أكثر من 400 موقع غير رسمي تضم أكثـر من 14 ألف عائلة نازحة غير مسجلة. كما يوجد 2.5 مليون عراقي عائد من المخيمات لا يزالون يعيشون في حالة نزوح شبه دائم وباتوا بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة، نصفهم لا يجدون مأوى لهم، وهذا ما أكدته منظمة الهجرة الدولية.
وسبق أن أكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وجود 1.17 مليون شخص نازح في العراق مع 2.5 مليون شخص بحاجة لمساعدة إنسانية عاجلة.

 

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى