أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

مقتل “زاغروس” حزب العمال الكردستاني في سنجار يكشف “العلاقات التخادمية” مع ميليشيا الحشد

سنجار باتت موضعًا استراتيجيًا لإيران ولا يستطيع حتى رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني الدخول إليها.

نينوى – الرافدين
كشف تحييد جهاز الاستخبارات التركي، للقيادي في ميليشيا حزب العمال الكردستاني “بي كا كا” المصنفة إرهابيًا بقضاء سنجار، مسعود جلال عثمان، عن التخادم الوثيق بين الميليشيات المسيطرة على القضاء التابع لمحافظة نينوى شمال العراق.
وكانت مصادر أمنية قد أعلنت، الجمعة، تحييد مسعود جلال عثمان أحد مسؤولي منطقة سنجار في ميليشيا الـ”بي كا كا”عبر عملية في سنجار.
ولفتت المصادر إلى أن عثمان الملقب “زاغروس جيكدار” ضالع في ممارسات التجنيد القسري لشبان في سوريا، كما أنه قام بإعطاء تعليمات لهجمات عديدة استهدفت القوات التركية.
وأشارت إلى، أن عثمان انتقل من سوريا إلى العراق عام 2018، وبات أحد ما يسمى بمسؤولي منطقة سنجار في الميليشيا، وعمل على إخضاع السكان المحليين باستخدام القوة.
وتم تحييد عثمان عبر عملية للاستخبارات التركية، أثناء توجهه للمشاركة في اجتماع للتنظيم داخل قضاء سنجار.
ولا تزال الميليشيات المصنفة إرهابيًا تسيطر على قضاء سنجار، والذي بات موضعًا استراتيجيًا وقضية سياسية للحرس الإيراني عبر ميليشيات الحشد الشعبي.
وقال مسؤولون أمنيون إن هناك “علاقات تكافلية” قائمة بين حزب العمال الكردستاني وبين الميليشيات المدعومة من إيران، حيث يؤمن الحشد الدعم المالي والغطاء الحكومي والملاذات الأمنية لـ (بي كا كا) وفروعه السورية، بينما يقوم حزب العمال وحلفاؤه بتأمين الحدود السورية وطرقات التهريب، في حين يواصل ضغطه على تركيا والحزب الديمقراطي الكردستاني في اقليم كردستان العراق”.
وعلى الرغم من مرور 8 سنوات على انتهاء المعارك في قضاء سنجار مع تنظيم “داعش”، واتفاق بغداد وأربيل في التاسع من تشرين الأول 2020 برعاية الأمم المتحدة. الذي يقضي بإخراج جميع الميليشيات من القضاء، إلا أن الكثير من أهالي القضاء ممنوعون من دخوله وإعادة الحياة إلى طبيعتها فيه.
وأكد مسؤولون في القضاء على أن عدد عناصر الميليشيات قد ازداد بنسبة الضعف عما كان عليه قبل توقيع الاتفاقية، وأن القضاء واقع تحت تأثيرات خارجية تسبّبت بإفشال الاتفاقية، حتى إن بعض الأهالي العائدين إلى المدينة في الفترة الماضية بدأوا بمغادرتها.
وعزت، مصادر سياسية وبرلمانية عراقية في وقت سابق مباشرة ميليشيا الحشد الشعبي بتشكيل لواء آخر له في قضاء سنجار يتألف من أكثر من ألفي مسلح، إلى استراتيجية الهيمنة التي يعمل عليها الحرس الثوري الإيراني منذ سنوات.
وتزامن إعلان تشكيل اللواء الجديد مع إلغاء رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني زيارة مقررة مسبقًا لقضاء سنجار.
وكان السوداني قد زار محافظة نينوى في أيار الماضي، لكنه ألغى زيارة قضاء سنجار الواقعة على بعد 115 كيلومترًا من الموصل، على الرغم من توجه الصحافيين والمسؤولين إلى المدينة استعدادًا للزيارة، من دون أن يوضح سبب ذلك.
وقال النائب في البرلمان الحالي، محما خليل، إن “الأجهزة الأمنية العراقية أوهمت رئيس الوزراء حول حقيقة الوضع في القضاء ومدى سيطرتها، والواقع أن مسلحي وأنصار حزب العمال الكردستاني هم من يسيطر على الأوضاع”.
واعتبر أن قضاء سنجار خارج سيطرة الدولة العراقية، وحزب العمال يواصل تمدده.
إلى ذلك أشارت مصادر أمنية كردية إلى أن ميليشيا الحشد الشعبي تعتبر سنجار منطقة استراتيجية لتواجدها وفق مخططات فيلق القدس الإيراني في شمال العراق، وأنها مستعدة للتعاون مع “الشيطان” من أجل التشبث فيها.
ويأتي ذلك أثر الصمت المطبق لحكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني، بشأن التسريبات الصوتية التي كشفها أحد العملاء داخل ميليشيا “بي كا كا” في اتصال صوتي مسجل مع القيادي في المجلس الإسلامي المنضوي في الإطار التنسيقي باقر جبر صولاغ وشخص آخر غير معروف، أوضح فيها أن عناصر “بي كا كا” في سنجار المحسوبين على الحشد، ليسوا من أكراد العراق وإنما من شمال شرق سوريا ومن جنوب شرق تركيا.
وأكد المتحدث في التسريبات التي نشرها المدون العراقي علي فاضل، أن هؤلاء العناصر جلبهم رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، ويتم دفع رواتبهم من قبل حكومة السوداني ضمن فصائل الحشد.
وأضاف في التسجيل الصوتي أن الفياض التقى بأحد زعماء ميليشيا كردية داخل سوريا لاستقدام هؤلاء العناصر، وضمهم لميليشيا الحشد.
وشدد على أن ميليشيا “بي كا كا” تعد الخطة للسيطرة على جبال سنجار.
وكان زعماء متنفذون في ميليشيا الحشد قد شكلوا غرفة عمليات مشتركة مع مسلحي تنظيم “بي كا كا” المصنف إرهابيًا للحيلولة دون عودة أهالي قضاء سنجار إلى مناطقهم.
وأجمع نازحون من سنجار في مخيمات بمدينة دهوك على أن الميليشيات المسيطرة على سنجار من الحشد الشعبي ومسلحي تنظيم “بي كا كا” تقف في طريق عودتهم، مع كل الصعوبات التي تنتظرهم بعد إغلاق مخيمات النزوح.
ويوصف الوضع في سنجار بالمأساوي، إذ لا يزال بحدود 300 ألف نازح من أهالي القضاء يعيشون في المخيمات.
وعن الأسباب التي تحول دون عودتهم يوضح النائب محما خليل أن “85 بالمائة من سنجار لا تزال مدمرة، فضلًا عن وجود فصائل غير عراقية فيها، وانعدام الخدمات والإعمار وفرض هيبة القانون والتعايش السلمي، وكذلك عدم شمول نازحي سنجار بمنحة المليون ونصف المليون دينار”.
ويؤكد، أن “كل هذه المعوّقات هي أمام أنظار الحكومة الحالية، إلا أنها ليست لديها رؤية حقيقية لعودة أهالي سنجار في الوقت الراهن، وهذا يعد وصمة عار في جبين الحكومات العراقية التي لم يزور رئيس منها القضاء حتى يشاهدوا بأعينهم ما يحدث فيه”.
ولا يخفي النائب “وجود أسباب خارجية وداخلية أدت بالإضافة إلى ضعف الحكومة وعدم جديتها إلى وصول سنجار إلى هذا الوضع المأساوي”.
ولا يزال قضاء سنجار نقطة التقاء وعمل مشترك بين فصائل وميليشيات مختلفة، تخدم أجندة إيران، وميليشيا حزب العمال الكردستاني “بي كا كا”. الأمر الذي جعلها قضية إقليمية على رأس أولويات زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المرتقبة للعراق.
وأكدت مصادر صحفية، أن الرئيس التركي سيفتح هذا الملف في زيارته المرتقبة للعراق ويحمل حكومة الإطار مسؤولية ما يحصل في سنجار عبر تعاون ميليشيات الحشد مع تنظيم “بي كا كا”.
وأوضحت المصادر، أن الرئيس التركي ينتظر من حكومة السوداني موقفًا أكثر مسؤولية حيال “حزب العمال الكردستاني”، غير المؤشرات السياسية تفصح أن ميليشيات داخل الحشد الشعبي تمارس سطوتها على السوداني بشأن استخدام عناصر حزب العمال كورقة بيدهم لتنفيذ أجندة إيرانية تمتد من شمال العراق حتى سوريا.

عناصر متورطة بقضايا إرهاب وإخضاع المواطنين بالقوة
اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى