أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

بلاسخارت تعلّق شارة العار السياسي وفقدان الضمير الإنساني بلقاء الخزعلي

الممثلية الخاصة للأمم المتحدة في العراق تكتفي بالصمت حيال تأكيد ميليشيا العصائب بأن بلاسخارت عبّرت عن احترامها لما يطرحه قيس الخزعلي من آراء.

بغداد- الرافدين
مثّلَ لقاء الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت مع زعيم ميليشيا العصائب قيس الخزعلي سقطة سياسية مريعة عندما أضفت مرة أخرى شرعية على ميليشياوي مارس القتل على الهوية.
وفي الوقت الذي اكتفت الممثلية الخاصة للأمم المتحدة بالصمت حيال اللقاء ولم تشر له في موقعها الرسمي ولا منصاتها على مواقع التواصل، ذكر بيان لميليشيا العصائب أن بلاسخارت “عبّرت عن احترامها لما يطرحه الخزعلي من آراء ومواضيع تهم مصلحة البلاد العليا”.
يذكر أن ميليشيا العصائب هي إحدى أبرز الميليشيات الموالية لإيران وسبق أن أدرجتها الولايات المتحدة على لائحة الإرهاب.
ويأتي لقاء ممثلة الأمين العام مع زعيم ميليشيا ينظر له العراقيون بازدراء، بالتزامن مع إدانات متصاعدة لميليشيا العصائب في سرقة معدات مصفى بيجي وتهريبها إلى إيران، بعد أن سعى رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني لتبرئة الميليشيات من سرقة المعدات في مسرحية مبتذلة.
وأكد لقاء بلاسخارت مع الخزعلي أن ممثلة الأمين العام لم تعد قادرة على العمل بحيادية في العراق، عندما حمت الطبقة السياسية الفاسدة بما فيهم زعماء الميليشيات الطائفية.
وسبق أن وصف المحلل السياسي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى مايكل نايتس، لقاء أي مسؤول أممي بما فيهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وممثلته في العراق بلاسخارت مع زعماء الميليشيات بـ “رؤية كابوسية أخرى تخرج من العراق”.
ومرت تجربة العراقيين مع بلاسخارت معتمة على مدار سنوات، عندما مارست التزييف واكتفت برسم


كرم نعمة: ممثلة الأمين العام في دورها وكلامها ولقاءاتها مع زعماء الميليشيات تجسد ضحالة سياسية متعمدة، ولا أخلاقية السياسيين الدوليين عندما يتعلق الأمر بمصير العراقيين
صورة أمام المجتمع الدولي في كل إحاطاتها تضفي شرعية على طبقة سياسية فاسدة وملطخة أياديها بدماء العراقيين.
ويجمع عراقيون على ازدواجية بلاسخارت وفقدان الضمير الإنساني والمهني، بينما يفترض بها أن تكون داعمة لجيل ثار في كل المدن العراقية مطالبًا بهدم معبد العملية السياسية المشيد بالقتل والفساد وسرقة ثروة البلاد على حساب مصلحة العراقيين.
وأجمعوا على أن الصورة المزيفة التي تقدمها بلاسخارت للأوضاع السياسية في العراق تعكس فساد الممثلة الأممية كجزء من فساد الطبقة السياسية الحاكمة، مطالبين الضمير الإنساني بمحاسبتها على مثل هذا التزييف.
وسبق أن خانت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، الأمانة الوظيفية والإنسانية، عندما أضفت على حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني شرعية سياسية ووطنية زائفة، وتناست عن عمد معاناة العراقيين والرفض الشعبي المتصاعد لعملية سياسية ثبت فشلها منذ عشرين عامًا.
وأثارت آخر إحاطة لبلاسخارت أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ازدراء العراقيين وغضبهم عندما تخلت عن الأمانة الأخلاقية قبل الوظيفية التي منحت لها من قبل المجتمع الدولي، وقدمت صورة غير عادلة وبلا ضمير للوضع السياسي القائم في العراق.
ولم تقدم الممثلة الخاصة للأمين العام ما يتوجب عليها من عرض حقائق الفساد والصراع على المغانم بين القوى السياسية الحاكمة وسلاح الميليشيات خارج الدولة، ومصادرة الأصوات الرافضة للطبقة السياسية وقمعها، وأكتفت برسائل أمل وهمية عن دور مفترض تقوم به حكومة السوداني.
وقال الكاتب العراقي كرم نعمة إن بلاسخارت تناور في كل مطالعاتها وتصريحاتها ولقاءاتها بـ “الحقيقة المفقودة” وهي ازدواجية وتزييف سياسي يمثل الموقف اللاأخلاقي لممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق.

مايكل نايتس: لقاء أي مسؤول أممي بما فيهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وممثلته في العراق بلاسخارت مع زعماء الميليشيات، رؤية كابوسية أخرى تخرج من العراق
وأكد على أن ممثلة الأمين العام في دورها وكلامها ولقاءاتها مع زعماء الميليشيات تجسد ضحالة سياسية متعمدة، ولا أخلاقية السياسيين الدوليين عندما يتعلق الأمر بمصير العراقيين، منذ أن صمت العالم عن وصفة الظلم والفشل الأمريكية منذ عشرين عاما.
وكتب كرم نعمة “في حقيقة الأمر، أن السيدة بلاسخارت تعلق شارة العار السياسي أمام العراقيين وتزعم بزيف مكشوف أنها شارة الأمل”.
ووصف تحذيرات بلاسخارت للطبقة السياسية الفاسدة من عودة ثورة تشرين، بدفاع معلن عن أحزاب إيران في العراق التي قتلت ميليشياتها شباب ثورة تشرين.
ويأتي لقاء بلاسخارت مع الخزعلي بعد أيام من زيارتها إلى إيران التي أدينت من قبل أوساط شعبية وسياسية عراقية، مطالبين الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالاهتمام بملفات النازحين والمغيبين قسرا والفقر والمخدرات وسيطرة الميليشيات على مناطق عراقية ومنع عودة أهلها إليها، بدلاً من زياراتها لطهران.
ولم يكن هذا اللقاء الأول لبلاسخارت مع الخزعلي وزعماء الميليشيات الأخرى المصنفين في لائحة الإرهاب الأمريكية، فسبق أن التقت بالخزعلي نهاية عام 2021 وبزعيم ميليشيا “كتائب حزب الله” عبد العزيز المحمداوي، الملقب بأبو فدك.
ويقول مراقبون إن زيارة بلاسخارت إلى مقر ميليشيا العصائب ولقاء الخزعلي تبدو خطوة غير موفقة من قبل البعثة الأممية، وتحمل رسائل سلبية للشارع العراقي، مفاده خضوع البعثة لابتزاز الميليشيات.
وسبق وأن هاجم الخزعلي بلاسخارت قبل الانتخابات مستحضرًا نظرية المؤامرة، حيث حذر في أحد التصريحات من الإشراف والتدخل التفصيلي في الانتخابات النيابية، واتهم بلاسخارت بالانحياز.
بلاسخارت فقدت ضميرها المهني والأخلاقي
اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى