أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

السوداني ينفذ تعهده لخامنئي بالربط السككي واستكمال طريق طهران إلى المتوسط

يمثل الربط المتوقع أن يضع حجر الأساس له من قبل رئيس حكومة الإطار التنسيقي يوم السبت الثاني من أيلول، أهمية كبيرة لإيران حيث يكسبها مزايا السيطرة على الأسواق في العراق وسوريا ولبنان وحتى الأردن.

البصرة- الرافدين
حذرت أوساط برلمانية واقتصادية ومراكز بحوث دولية من أن رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني يفتح طريق الاقتصاد العراقي مشرعا أمام الهيمنة الإيرانية عبر الربط السككي بين الشلامجة – البصرة – اللاذقية.
وأجمعت على أن السوداني تعهد أمام المرشد الإيراني علي خامنئي في أول زيارة له إلى طهران بعد أسابيع من ترؤس الحكومة، بأن يجعل من العراق أكبر سوق في المنطقة للبضاعة الإيرانية ويفتح الأراضي العراقية لإستراتيجية طهران بالإطلالة على المتوسط.
ويمثل الربط المتوقع ان يضع حجر الأساس له من قبل السوداني يوم السبت الثاني من أيلول، أهمية كبيرة لإيران حيث يكسبها مزايا مثل السيطرة على الأسواق في العراق وسوريا وحتى الأردن.
ونقلت صحيفة “الأوبزرفر” البريطانية عن مسؤولين أوروبيين تأكيدهم على أن الإيرانيين يفخرون بإنجازاتهم ويعملون لتأمين ما تبقى من الطريق المؤدي إلى البحر الأبيض المتوسط.
ومن شأن هذا الربط أن يمنح إيران القدرة على نقل وحداتها العسكرية وإمداداتها بين طهران وسواحل البحر الأبيض المتوسط في حال تمكنت طهران من ذلك، ما يعني مزيدًا من الهيمنة الإيرانية على العراق وبلاد الشام.
يأتي ذلك بعد أن اعترف مسؤولون إيرانيون بأن الربط السككي ما بين البصرة والشلامجة سيؤدي إلى إكمال الحلقة المفقودة في مشروع إطلاله إيران على البحر المتوسط عبر سوريا ولبنان.
وأكد تقرير لصحيفة “فايننشال تريبيون” الإيرانية التي تصدر بالإنجليزية على الأهمية السياسية لمشروع الربط أكثر من القيمة الاقتصادية التي ستجنيها إيران.
وأوضح التقرير أن العراق سيتحمل الكلفة الأكبر في بناء المشروع الذي سيتطلب 18 شهرًا من العمل قبل افتتاحه.
وخصص العراق 230 مليون دولار كخطوة أولى، لتنفيذ مشروع خط السكك الحديد البصرة- شلامجة الذي تم الاتفاق مع إيران على الشروع به خلال الاسابيع القادمة.
وشدد المسؤولون الإيرانيون على أن استكمال خط السكة الحديدية سيخلق ممر عبور بين الشرق والغرب إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط، ويمر عبر العراق إلى سوريا وصولًا إلى ميناء اللاذقية.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الاقتصادية مهدي سفاري، إن الخط سيكون بطول 32 كيلومترًا من الشلامجة إلى البصرة، وأن العراق خصص ميزانية تقارب 230 مليون دولار لخط سكة الحديد، وهذا يحدث لأول مرة.
وكان سفاري يتحدث بعد الزيارة التي قام بها وزير النقل في حكومة الإطار التنسيقي رزاق محيبس السعداوي إلى طهران، حيث جرى وضع اللمسات النهائية على الاتفاقيات والمشاريع الثنائية، بما في ذلك السكك الحديدية العابرة للحدود.
وقال النائب عامر عبد الجبار إن مشروع الربط السككي الذي تنوي الحكومة تنفيذه مع إيران أو الكويت يعني القضاء على الأهمية الاستراتيجية لميناء الفاو الكبير.
وأضاف أن ميناء الفاو سيخسر حقه الحصري بنقل البضائع من الخليج العربي إلى أوروبا وبالعكس، كما سيفقد إيرادات السفن الداخلة للفاو وايرادات الوكالات البحرية وإيرادات الخدمات البحرية وفرص عمل لعمال الشحن والتفريغ عبر تقليل أرباح الميناء.
وسبق أن كشف النائب السابق عن البصرة وائل عبد اللطيف، أن هناك قوى سياسية تعطل إكمال مشروع ميناء الفاو الكبير لصالح الكويت أو إيران وخصوصًا بعد تقليصه من 108 أرصفة إلى 90 رصيفًا.
في وقت أكد مركز عمران للدراسات الاستراتيجية المعني بشؤون بلاد الشام والعراق، على أن مشروع الربط السككي بين إيران والعراق وسوريا يخضع لعلاقة إيران بالفاعلين الإقليميين والدوليين ومدى منحهم الضوء الأخضر لتنفيذه.
وأوضح المركز في دراسة له “طرح المشروع على الطاولة الآن يرتبط بما شهدته الفترة الأخيرة من تقارب سعودي – إيراني، وسط وجود توافق أمريكي روسي للسماح بهذه الخطوة، لتكون متنفسًا اقتصاديًا للنظام السوري من خلال تنشيط الحركة الاقتصادية عبر الخط، ولاسيما أن منفذ التنف السوري كان معطلًا على مدى الأعوام الماضية، وهو الأمر الذي دفع إيران ولو بشكل أولي لتنفيذ مشروع الربط السككي”.
وتتمتع طهران بنفوذ عسكري وميليشياوي وسياسي واقتصادي كبير في العراق وسوريا يجعل لها صدارة القرار في ملف الربط السككي.


عامر عبد الجبار: مشروع الربط السككي الذي تنوي الحكومة تنفيذه مع إيران أو الكويت يعني القضاء على الأهمية الاستراتيجية لميناء الفاو الكبير
في غضون ذلك حذر مسؤول حكومي إيراني رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني مما أسماه بـ “المجازفة الاقتصادية” في مشروع الربط السككي بين ميناء الفاو الكبير في جنوب العراق وتركيا.
وقال المسؤول الإيراني خلال زيارة غير رسمية إلى بغداد كموفد من المرشد علي خامنئي، خلال لقاء مع السوداني بأن مشروع الربط السككي مع تركيا الذي ينوي العراق تنفيذه خلال عام 2024 غير ذي جدوى اقتصادية للعراق بالنظر لتكلفته العالية ومردوداته القليلة، مطالباً بالتركيز على استكمال مشروع الربط السككي مع إيران.
وكشف مصدر إعلامي عراقي عن نقل المسؤول الإيراني رسالة من خامنئي إلى السوداني تحثه بالتركيز على المشاريع الاقتصادية مع إيران بذريعة “التقارب الجغرافي والطائفي والمصير المشترك بين البلدين.
وقدم المسؤول الإيراني للسوداني دراسة تؤكد أن الربط السككي الذي بدأ العمل به ما بين البصرة والشلامجة، سيوفر للعراق عوائد اقتصادية ضخمة، مقارنا التكلفة العالية مع مشروع الربط السككي مع تركيا.
ولم يعرف بعد موقف حكومة السوداني من التحذير الإيراني، وعما إذا كانت ستستمر في المشروع مع تركيا أم سيقتصر العمل على الربط السككي مع إيران عبر مدينة البصرة.
وكان خامنئي قد دفع خلال زيارة السوداني إلى طهران نهاية العام 2022 إلى المزيد من “مذكرات التفاهم والتعاون بين إيران والعراق” في إشارة لربط السيادة والاقتصاد العراقي بإيران.
وقال “في الفترات السابقة جرت مفاوضات وتفاهمات جيدة لكنها لم تصل إلى مرحلة العمل. لذلك علينا أن نتحرك نحو العمل فيما يتعلق بجميع الاتفاقات، وخاصة في مجال التعاون الاقتصادي وتبادل البضائع والسكك الحديدية”.
وكان العراق وتركيا قد أعلنا عن مشروع من خط سكة حديد مزدوج لقطارات الشحن والركاب وطريق سريع بطول 1190 كم لشاحنات البضائع يبدأ من ميناء الفاو الكبير في جنوب العراق حتى يصل إلى تركيا، وسيتم الشروع به مطلع عام 2024 بكلفة تقدر بمليارات الدولارات.
وسيمر خط السكة الحديد والطريق عبر تسع محافظات عراقية وينتهي به الأمر عند الحدود مع تركيا.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى