أخبار الرافدين
محمد الجميلي

طوفان الأقصى وبيان السوداني

أصدرت حكومة السوداني بيانًا حول عملية #طوفان_الأقصى التي فاجأت بها المقاومة الفلسطينية جيش الاحتلال الصهيوني، ومن يطلع عليه يظن نفسه في بلد غير العراق، وفي ظل حكومة غير هذه الحكومة التي شكلتها مليشيات الإطار الإيرانية، التي تبارى قادتها في إصدار بيانات التضامن مع المقاومة الفلسطينية، وهي بيانات اعتدنا على سماعها منذ أن بدأ هذا الكذب المخادع خمينيهم باسم أسبوع القدس، ثم أسسوا فيلق القدس لتحرير القدس، فشاهد العرب والعالم حروبه في البلدان العربية لقتل أهلها وتشريدهم، فدمروا عواصم عربية ومدنًا حضارية تحت راية جيش القدس المخادعة.
إن بيان حكومة السوداني عن #طوفان_الأقصى على لسان المتحدث باسمها باسم العوادي يدع العراقيين في حيرة، فكل ما جاء فيه من جرائم جيش الاحتلال الصهيوني ومعاناة للشعب الفلسطيني، هو عينه ما فعلته حكومات الاحتلال المتعاقبة وميليشياتها الولائية في العراق المنكوب بحق الشعب العراقي المبتلى.
وهذه مقاطع من بيان حكومة السوداني وتعليقات ضرورية عليه، لتذكير من أصدروا البيان بحقيقة الوضع في العراق، لعلهم ينتفعون ببيانهم لإصلاح ما أفسدوا.
يقول بيان حكومة السوداني:
“يؤكد العراق موقفه الثابت، شعبًا وحكومة، تجاه القضية الفلسطينية، ووقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني في تحقيق تطلّعاته ونيل كامل حقوقه المشروعة، وأنّ الظلم واغتصاب هذه الحقوق لا يمكن أن يُنتج سلامًا مستدامًا”.
أليس الشعب العراقي يحتاج أيضا حكومة تقف إلى جانب تطلعاته وتحصيل حقوقه المشروعة، فلماذا قُتل الشباب في #ثورة_تشرين عندما طالبوا بحقوقهم المشروعة، ولماذا ترفض حكومات الاحتلال المتعاقبة الإفراج عن الأبرياء في السجون، ومنهم كثير ممن قاوموا الاحتلال الأمريكي فسجنوا بتهمة الإرهاب، غير الذين تمت تصفيتهم أو تهجيرهم، ولماذا يعلم بيان الحكومة أن الظلم واغتصاب الحقوق في فلسطين لا ينتج سلامًا مستدامًا، ولا يعلم أن ظلمهم للشعب العراقي واغتصاب حقوقهم لا ينتج استقرارًا مستدامًا؟!
ويقول البيان:
“إنَّ العمليات التي يقوم بها الشعب الفلسطيني اليوم، هي نتيجة طبيعية للقمع الممنهج الذي يتعرض له منذ عهود مضت على يد سلطة الاحتلال الصهيوني”، “لهذا ندعو المجتمع الدوليّ أنْ يتحرك لوضع حدّ للانتهاكات الخطيرة وإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني”.
فلماذا لا تكون تظاهرات الشعب العراقي وثورة تشرين ومقاطعة الشعب الكبيرة لمسرحية الانتخابات الهزيلة، نتيجة طبيعية لقمع الحكومات المتعاقبة وميليشياتهم الولائية للعراقيين، فماذا ينتظرون بعد ثورة تشرين غير طوفان شعبي وسيل عرم يجتثهم ويدفع بهم إلى سقر وسوء المصير.
ويقول البيان عن معاناة الشعب الفلسطيني:
“الذي مازال يعاني الاحتلال وسياسات التمييز العنصريّ والحصار والتجاوز على المقدسات وانتهاك القيم والمبادئ الإنسانية”
يا حكومة السوداني وميليشياتها الإطارية، ويا داعميها وذيولها، هل ترون أن الشعب العراقي بكل أطيافه، وخصوصا السنة منهم، لا يعانون من سياسات التمييز العنصري لنظامكم الطائفي منذ عام ٢٠٠٣ وحتى اليوم، وهل نسيتم كيف حاصرتم مدنًا كاملة بحجة محاربة الإرهاب، وهل أنبكم ضميركم يومًا على ما تقومون به من سياسات الاجتثاث والتهجير والتصفيات والنهب المنظم لخيرات الشعب ومقدرات البلد؟ وهل حاسبتم مقتدى والمالكي وغيرهما من غثاء الإعلاميين والرواديد والمتحدثين فيما يسمونه زورًا المنبر الحسيني، بحق المقدسات، ومهاجمة عقائد المكون الأكبر في البلاد، بكل وقاحة وبجاحة في الليل والنهار؟
هل ترون أنفسكم حافظتم على القيم والمبادئ الإنسانية التي تتباكون عليها في فلسطين؟
لقد نسفتم كل القيم وسحقتم كل مبدأ إنساني ونفذتم أجندات أعداء العراق وشعبه، فهل تظنون أنفسكم في مأمن من طوفان مثل طوفان الأقصى؟!
وختامًا أقول: إن صور النصر في فلسطين ومشاهد الخزي للجيش الصهيوني وآلياته المحترقة في #طوفان_الأقصى، تذكرنا بالمشاهد نفسها لأبطال المقاومة العراقية في الفلوجة ومدن أخرى يوم أهانوا جيش الاحتلال الأمريكي، قبل أن يتآمر عليها القريب والبعيد، وقبل أن تجهز عليها المليشيات الولائية التي تدعي اليوم مناصرتها للمقاومين في فلسطين.
ولحكومة السوداني ومليشياتها نقول:
يا أيها الرجل المعلم غيره
هلا لنفسك كان ذا التعليم

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى