أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

الحمى النزفية في العراق.. طفرات متزايدة أمام نظام صحي متهالك

خبراء بيطريون: الحمى النزفية توطنت في العراق بسبب عدم مكافحة حشرة القراد على مدار السنوات الماضية، وما يحصل اليوم هو وباء الحمى النزفي.

بغداد – الرافدين
سجلت محافظات عراقية حالات وفاة وإصابات بالحمى النزفية، مع ضعف إجراءات الحكومة في التصدي لانتشار المرض، والتي لا تتناسب مع التهديد الذي يواجه مستقبل الثروة الحيوانية.
وكشفت وزارة الصحة عن تسجيل 545 حالة مؤكدة بالحمى النزفية، منذ بداية العام الحالي 2023، منها 70 حالة وفاة حتى الآن، إذ سجلت محافظة ذي قار 132 إصابة مؤكدة منها 13 حالة وفاة، تليها محافظة البصرة التي سجلت 81 إصابة و11 وفاة، وتوزعت بقية الحالات على محافظات عراقية أخرى.
ودق خبراء بيطريون ناقوس الخطر لتجاهل الحكومة التحذيرات المستمرة من مخاوف انتشار الفيروس على نطاق أوسع ولاسيما في ظل انهيار الواقع الصحي وانتشار عوامل التلوث البيئي، مشيرين إلى أن الحمى النزفية توطنت في العراق، وما يحصل اليوم هو وباء الحمى النزفي.
وأضاف الخبراء أن “عدم مكافحة حشرة القراد على مدار السنوات الماضية تسبب بانتشار المرض في العراق”.
وأكدوا أن “وزارة الصحة لم تتبن أي خطط لمواجهة الحمى النزفية والحد من انتشارها، نتيجة اللامبالاة المستمرة للحكومة بحياة المواطنين، مبينين أن أسباب المرض الرئيسة ترتبط بالذبح العشوائي المنتشر في شوارع المدن، والتقلبات المناخية مع قلة مكافحة الحشرات من قبل وزارة الصحة”.
وحمل الطبيب البيطري ثامر الربيعي، وهو خبير في شؤون الوبائيات، الأجهزة الحكومية المتخصصة مسؤولية انتشار المرض كونها المسؤولة عن مكافحة حشرة القراد بشكل فاعل في مراحلها المبكرة خلال فصل الربيع.
كما انتقد الربيعي عدم وجود رقابة حقيقية لأعمال الذبح خارج المجازر الرسمية أو حتى عقوبات رادعة بحق من يذبحون الماشية وسط الأحياء السكنية.
ونبه الربيعي إلى أن المرض خطير واحتمالية الوفاة فيه عالية جدًا، إذا ما وصل المريض إلى مرحلة النزف من فتحات جسمه، كما أن عدم وجود لقاح أو علاج له حتى الآن، يزيد من خطورته، ما يستوجب مراجعة الطبيب مبكرًا عند الشعور بالأعراض.
وعلى الرغم من الموازنات الانفجارية التي يقرها العراق يجمع عاملون في مجال الصحة على أن المستشفيات في العراق لا تمتلك الإمكانيات اللازمة للعناية بمصابي فيروس الحمى النزفية.
وأضافوا أن “الوضع الصحي في العراق مترد، ويعد فقيرًا نسبيًا بسبب النقص في مستلزمات الأدوية والأجهزة الطبية، فضلًا عن البنى التحتية التي بحاجة إلى تطوير”.
وقال أخصائي طب الطوارئ الدكتور عرفان يونس الشمري في مداخلة له على قناة الرافدين الفضائية “على الرغم من انتشار مرض الحمى النزفية لا توجد مستشفيات متخصصة بالأمراض المعدية في العراق الذي يعد موطنًا للأمراض الخطيرة”.
وأضاف الشمري أن “هناك ثلاث دوائر مسؤولة عن السيطرة على المرض الأولى هي دائرة البيطرة في وزارة الزراعة ومهمتها الرئيسة العناية بالحيوان من خلال إعطائه اللقاحات المطلوبة وتهيئة البيئة الصحية، ووزارة الداخلية التي يجب عليها منع الرعي والجزر العشوائي، ووزارة الصحة بتوفير المستشفيات المختصة بالأمراض الانتقالية وأي خلل في هذه الدوائر الثلاث سيتسبب بتفاقم المرض”
وانتقد عضو نقابة الأطباء العراقيين علي السلامي “ضعف الإجراءات الحكومية للحد من تفشي المرض والتجاهل الواضح من قبل وزارة الصحة لمتابعة الحمى النزفية ووضع المعالجات العاجلة لها، مؤكدًا أن هذا الإهمال يتسبب بارتفاع أعداد الإصابات والوفيات”.
وشدد على أنه “يجب أن تكون هناك لجان خاصة من قبل وزارة الصحة والزراعة والأجهزة الأمنية لمتابعة المجازر، ومنع الذبح العشوائي ونقل الحيوانات من دون فحص، وفرض غرامات وعقوبات على المخالفين، وأنه بخلاف ذلك فإن المرض سيتفاقم بشكل كبير”.
وقال أمين سر اتحاد الجمعيات التعاونية في محافظة البصرة، توفيق علي مزيد، إن “ذروة انتشار فيروس الحمى النزفية كانت، خلال شهري حزيران وآب الماضيين، حيث تعرض المئات من الأشخاص للإصابة ووفاة عدد كبير منهم”.
وأضاف أن “تأثير إصابات الحمى النزفية انعكس بشكل خطير على السكان، لأن الحيوانات كانت واسطة سهلة لنقل المرض، مما عرض العديد من المواطنين للإصابة بمرض الحمى النزفية”.
وفي السياق، أكد الخبير الزراعي، عادل المختار، أن انتشار الحمى النزفية ترك انعكاسات خطيرة تهدد الثروة الحيوانية في العراق، منتقدًا انعدام الوقاية والإهمال المتعمد من قبل وزارة الزراعة والدوائر والمراكز البيطرية، مما ساهم في انتعاش الوباء وانتقاله المباشر والسريع.
وأضاف عادل المختار أن “الحظائر الحيوانية موبوءة بالعديد من الأمراض الخطيرة، مما يعد إهمالًا كبيرًا للثروة الحيوانية، وأن الدوائر المعنية بالثروة الحيوانية لا تتابع أو تكشف، فضلاً عن عدم وجود قاعدة بيانات”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى