أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

الاتحاد الأوروبي يمدد حظر شركات الطيران العراقية في مجاله الجوي

شركة (فلاي بغداد) المملوكة لزعيم تيار الحكمة عمار عبد العزيز الطباطبائي تتذرع بأن حظرها جاء على خلفية النتائج المترتبة على حظر الخطوط الجوية العراقية من دون أن تتعرض إلى أسباب افتقادها لشروط السلامة الدولية.

بغداد- الرافدين
مثل قرار الاتحاد الأوروبي باستمرار عدم السماح إلى أي شركة طيران عراقية التحليق في أجواء الدول الأوروبية بسبب افتقارها لشروط السلامة التي حددتها وكالة سلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبي. ضربة جديدة لحكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني.
ويجمع اقتصاديون على أن مزاعم السوداني والوعود الإعلامية الزائفة عن الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي واستعادة البلاد مكانتها الدولية، تنكسر أمام هذا القرار الأوروبي المتعلق بسلامة المسافرين.
وتخضع شركة الخطوط الجوية كغيرها من مؤسسات الدولة للمحاصصة الحزبية ما جعلها تصنف من أسوأ شركات الطيران وغير مطابقة لمتطلبات السلامة الدولية نتيجة الفساد وسوء الإدارات.
وجدد الاتحاد الأوروبي حظر رحلات شركة “فلاي بغداد” التي يمتلكها زعيم تيار الحكمة عمار عبد العزيز الطباطبائي، في إشارة إلى نتائج غسيل الأموال المسروقة من المال العام وتأسيس شركات لا تحظى بمصداقية دول العالم.
وتم حظر “فلاي بغداد” من العمل في المجال الجوي للاتحاد الأوروبي بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة حددتها وكالة سلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبي.
والخطوط الجوية العراقية، مدرجة أيضًا في قائمة الحظر الأوروبي. لكنها تسير رحلات إلى الاتحاد الأوروبي باستخدام طائرة بوينج 737-800 التابعة لشركات أخرى، من مطارات بغداد والنجف وأربيل مما يشكل تكلفة مضافة على أموال الدولة وعلى المسافرين على حد سواء.
في آخر تحديث للمفوضية الأوروبية لقائمة السلامة الجوية للاتحاد الأوروبي، حذرت المسافرين من التعامل مع أي رحلات الخطوط الجوية العراقية وشركة “فلاي بغداد” بشأن مخاوف السلامة.
وتظهر البيانات أن “فلاي بغداد” المملوكة لزعيم تيار الحكمة أنها تشغل 11 طائرة: طائرة واحدة من طراز بوينغ 737-700، وخمس طائرات من طراز 737-800، وثلاث طائرات من طراز 737-900ER، وطائرة ميتسوبيشي CRJ200ER، وطائرة واحدةCRJ900ER . غير أن رحلات هذه الطائرات غير مسموح لها المرور في أجواء أي من دول الاتحاد الأوروبي.
وقالت المفوضية الأوروبية إن “مخاوف السلامة التي حددتها وكالة سلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبي (EASA) أدت إلى قرار استبعاد (فلاي بغداد) خلال اجتماع لخبراء سلامة الطيران في الدول الأعضاء في بروكسل في السادس عشر من تشرين الثاني الماضي تحت رعاية لجنة السلامة الجوية في الاتحاد الأوروبي”.
وتقتصر الرحلات العراقية بواسطة الخطوط الجوية العراقية و “فلاي بغداد” إلى دول في آسيا والشرق الأوسط بما في ذلك الإمارات والهند وإيران وباكستان والسعودية ولبنان وسوريا. ومن المثير للاهتمام أن الخطوط الجوية العراقية تسلمت أيضا طائرات جديدة من كل من إيرباص وبوينغ، في حين تشغل (فلاي بغداد) أسطولا من الطائرات المستعملة.
ولم تجد شركة (فلاي بغداد) المملوكة لعمار الحكيم غير ذريعة أن جميع النواقل العراقية محظورة من الطيران إلى الدول الأوروبية على خلفية النتائج المترتبة على حظر الخطوط الجوية العراقية الذي حصل العام 2015. من دون أن تتعرض إلى أسباب افتقادها لشروط السلامة الدولية.
وتعاني شركة الخطوط الجوية العراقية من الفساد والإهمال بسبب صراع الأحزاب عليها باعتبارها مصدرًا مهما للمال والنفوذ.
وأعلنت هيئة النزاهة عن أرقام صادمة في ذمة الشركة، فضلًا عن مؤشرات خطيرة حول أعطال الطائرات وعددها وتكاليف إصلاحها، ضمنتها في تقرير لها عن الخطوط الجوية العراقية.
وبينت هيئة النزاهة في تقريرها قيام الشركة بإبرام 3 عقود تشغيل مشترك ليست ذات جدوى مع شركاتٍ أجنبية ومحلية، مبينة أنه تم منح الشركة الأولى حق بيع السلع والبضائع على متن طائراتها، فيما تم التعاقد مع الشركة الثانية لتقديم خدمات الشحن الجوي لتشغيل رحلات القطاعين العام والخاص بنسبة أرباح 74 بالمائة لمصلحة الشركة ناهزت ملياري دينار، ونسبة 26 بالمائة للخطوط الجوية بلغت ما يقارب 750 مليون دينار.
وقالت هيئة النزاهة إن العقود الموقعة بين شركة الخطوط الجوية العراقية وشركة “منزيز” البريطانية يشوبها فساد كبير.
وأوضحت الهيئة أن العقد يشمل تقديم الخدمات الأرضية لمطاري بغداد والموصل، كبد شركة الخطوط الجوية خسائر بلغت أكثر من 36 مليون دولار، فضلًا عن منح الامتياز الحصري للشركة البريطانية لمدة 10 سنوات ما يضاعف الخسائر ومما أدى إلى حرمان الخطوط من فرصة تصحيح التعاقد أو إبرام عقد مع شركات أخرى.
وكشفت الهيئة أن حجم الديون المستحقة على شركة الخطوط بلغت 356 مليار دينار فيما بلغت الفوائد والقروض 67 مليار دينار.
وتمتلك شركة الخطوط الجوية العراقية حاليا 35 طائرة (بوينغ وإيرباص) 18 طائرة منها عاطلة وخارج الخدمة وتحتاج لمبلغ يتجاوز 170 مليون دولار لتصليحها وفقًا لهيئة النزاهة، وهو مبلغ لاتمتلكه الشركة فعليًا.
وكانت شركة الخطوط الجوية العراقية، وطائراتها التي أطلق عليها المنتسبون تسمية “الطائر الأخضر” اعتزازا، واحدة من أفضل شركات الطيران العربية لسنوات طويلة، قبل أن تتراجع سمعتها مع تراجع سمعة المطارات العراقية منذ تولي حكومات الاحتلال السلطة في البلد.
ويشتكي مسافرون عراقيون من سوء الخدمات المقدمة من الخطوط الجوية العراقية إضافة إلى تأخر مواعيدها في كثير من الرحلات في عدم لا مبالاة توضح حجم الإهمال لهذه الشركة.
وتكتفي الحكومات المتعاقبة بتغيير شكلي للموظفين أو إدارات الشركة بعد أي فضيحة أو سخط شعبي، في خطوة لا تغير من واقع الشركة ولا خدماتها شيئا.
وسبق أن أقرت لجنة النقل والاتصالات البرلمانية بوجود مخالفات جسيمة ترتكب في المطارات العراقية.
وقالت رئيسة اللجنة زهرة البجاري إن هيئة النزاهة شخصت تلكؤ عدد من الشركات المتعاقدة مع سلطة الطيران في تنفيذ المشاريع بمطار بغداد، كعقد تجهيز وتركيب وتشغيل منظومة الإنذار المبكر والتحرّي عن الحريق المحال إلى شركة فرنسية والمتوقف منذ عام 2016، وعقد تأهيل المباني المحال إلى شركة مصرية.
وأضافت أن المطارات تتحصل على إيرادات كبيرة، ويفترض أنها تذهب إلى خزينة الدولة، وأن يصرف جزء منها على تطوير خدماتها.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى