أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

سلاح الميليشيات والعشائر يتحكم بالشارع العراقي وحكومة السوداني تتفرج!!

تكرر اشتباكات الميليشيات المسلحة والنزاعات العشائرية الدموية يفند كذبة الاستقرار الأمني التي تروج لها حكومة الإطار التنسيقي

بغداد – الرافدين
أثار تجدد الاشتباكات المسلحة بين الميليشيات والنزاعات العشائرية المستمرة، الحديث عن هشاشة الوضع الأمني في البلاد وعجز القوات الحكومية من ضبط الأمن والسيطرة على السلاح المنفلت رغم مزاعم حكومة الإطار التنسيقي برئاسة السوداني باستقرار البلاد أمنيًا.
وتفند الاشتباكات التي تندلع بين مدة وأخرى بين الميليشيات وعمليات الاغتيال والخطف والنزاعات العشائرية، ما تروج له حكومة الإطار التنسيقي عبر آلتها الإعلامية من سيطرتها على السلاح المنفلت واستقرار الوضع الأمني.
وأفادت مصادر محلية في بغداد بمقتل وإصابة ستة أشخاص باندلاع نزاع عشائري عنيف شرقي العاصمة.
وقالت المصادر، إن شخصين قُتلا فيما أُصيب أربعة آخرون بجروح مختلفة في وقت مبكر من صباح اليوم نتيجة نزاع عشائري مسلح أُستخدمت فيه قنابل يدوية وأسلحة متوسطه وخفيفة ضمن منطقة الفضيلية شرقي بغداد.
ويشير مراقبون إلى أن القوات الأمنية تلعب دور المتفرج أثناء وقوع الاشتباكات والنزاعات المسلحة خشية الملاحقات العشائرية وعجز الدولة عن حمايتهم، على الرغم من أن الاشتباكات تهدد حياة المواطنين.
وبين مراقبون أن حل الجيش العراقي بعد عام 2003 وبناء قوات حكومية على أسس حزبية وطائفية أعطى الفرصة للعشائر للظهور كقوة كبيرة لا سيما مع زيادة تسليحها وامتلاكها أسلحة ومعدات متنوعة من الخفيفة إلى الثقيلة.
ويقول الباحث الاجتماعي زهير الطائي، إن “الطابع العشائري موجود في العراق منذ القدم، لكن ظهور تلك النزاعات يأتي بسبب ضعف تطبيق القانون وانفلات السلاح الذي بات متوفرا ويمكن اقتناءه بسهولة”.
وأضاف الطائي أن نظام المحاصصة السياسية أسهم في تغذية التنافس القبلي، وجعل من العراق بلدا مقسما إلى عدة هويات داخل السياسة والمجتمع ومتصارعة في داخلها وبينها.
وتتصدر محافظات ذي قار والبصرة وميسان وواسط ثم بغداد، المحافظات الأكثر تسجيلا للنزاعات العشائرية التي يذهب ضحيتها مواطنون، فضلا عن خسائر مادية بالممتلكات العامة والخاصة، إثر الاشتباكات التي تستخدم فيها أسلحة متوسطة وخفيفة وقنابل.
ويقدر خبراء عدد قطع الأسلحة غير المرخصة في العراق من 13 إلى 15 مليون قطعة، تمتلك الميليشيات الموالية لإيران أغلبها وتستعرض بين مدة وأخرى أسلحتها الخفيفة والثقيلة، إضافة لسلاح العشائر والأفراد.
وإضافة إلى النزاعات العشائرية تعد الاشتباكات التي تندلع بين الميليشيات صورة أخرى من صور الفشل والعجز الحكومي أمام السلاح المنفلت.
ووقعت اشتباكات مسلحة  في محافظة البصرة بين ميليشيا “العصائب” بزعامة قيس الخزعلي ومليشيا “كتائب الإمام” التي يتزعمها شبل الزيدي، أثناء احتفال نُظم لإحياء ذكرى مقتل قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة مليشيا الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس.
وتداول ناشطون عراقيون صورًا تظهر مواجهات مسلحة في شوارع البصرة واحتماء مسلحين يرتدون الزي الحكومي خلف سياراتهم وحالة من الفزع بين المواطنين في ظل غياب القوات الحكومية.
وشهدت المواجهات العنيفة استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ما أدى إلى وقوع إصابات من غير معرفة الأسباب الحقيقية وراء الاشتباك، إلا أنها غالبا ما تحدث بسبب الخلافات على المصالح والنفوذ.
ويقول الصحفي العراقي عثمان المختار، إن “محافظة البصرة منذ شهر يناير 2021 سجلت 13 مواجهة مسلحة بين الفصائل، أدت بعضها لسقوط قتلى وجرحى غير عمليات الاغتيال والتصفية المُتبادلة والحديث اليوم عن وجود نحو 8 آلاف عنصر موزعين على عدة مليشيات داخل “الحشد” في البصرة وحدها”.
وأشار المختار إلى أن اندلاع المواجهات بين الفصائل يعود إلى تنافسها على التهريب والنفط والسيطرة على المنافذ لزيادة نفوذها.
وفي وقت سابق اندلعت اشتباكات مسلحة بين عناصر ميليشيا “السرايا” التابعة للتيار الصدري وميليشيا “العصائب” المقربة من إيران، بعد أن أقدم عناصر ميليشيا العصائب على وضع صورة كبيرة لقائد “فيلق القدس” بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة ميليشيا الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، لإحياء ذكرى مقتلهما، الأمر الذي رفضه عناصر ميليشيا السرايا باعتبار أن المنطقة أبرز مناطق نفوذهم في جانب الكرخ من بغداد.
وقالت مصادر أمنية إن “تلك المواجهات هي نتيجة حتمية لاختلاف الأجندات والمصالح، إلا أن المحرج فيها هو موقف الحكومة التي تمثل سلطة القانون، مضيفة أن تكرار المواجهات مؤشر على تعمق حالة الخلافات والانقسام بين الفصائل التي تعددت أسماؤها”.
ويؤكد خبراء أمنيون أن الميليشيات صارت هي المتحكمة في البلد، والقوات الحكومية لا تستطيع مواجهتها، لا سيما مع وصول حكومة الإطار التنسيقي إلى السلطة والتي تضم زعماء الميليشيات.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى