أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

عائلات عراقية تترك منازلها القريبة من مقار الميليشيات خوفًا من تكرار القصف

ميليشيات الحشد الشعبي تخزن أسلحتها في مقار سكنية في المدن العراقية وبشروط تفتقر إلى السلامة من دون مبالاة بحياة الأهالي من القصف الأمريكي.

الأنبار – الرافدين

تسود حالة من الرعب بين أهالي العديد من المناطق العراقية بعد أن حولتها الميليشيات إلى مخازن للأسلحة والعتاد بمختلف الأنواع، بالإضافة إلى الصواريخ والطائرات المسيرة.
وأقدمت العديد من العائلات العراقية على ترك منازلها التي تقع بالقرب من مقار الميليشيات على أثر الهجمات الأمريكية الأخيرة التي طالت مواقع للميليشيات في قضاء القائم بمحافظة الأنبار غربي العراق، والتهديد الأمريكي المستمر بضربات جديدة.

وقالت مصادر أمنية إن “عددًا كبيرًا من العائلات في مدينة القائم ومناطق أخرى في بغداد وبابل تركت منازلها القريبة من مقار ميليشيا الحشد تحسبًا لوقوع هجمات ضدها.”
وأوضحت المصادر، أن “حالة الرعب تسيطر على العائلات وخاصة النساء والأطفال سيما وأن مشاهد التفجيرات واحتراق المنازل السكنية والسيارات بسبب تفجيرات مخازن الأسلحة مازالت شاخصة أمام أعينهم”.
وأشارت إلى أن “تلك العائلات وجهت نداءات للحكومة لتخليصها من مقار الميليشيات، إلا أن عدم توقعها باستجابة الحكومة دفعها لاستغلال الوقت وترك منازلها حفاظا على حياتها”.
وأوقع الهجوم الأمريكي الذي استهدف مواقع تابعة للميليشيات في مجمع السكك السكني في منطقة عكاشات التابعة لقضاء القائم 16 قتيلا و26 جريحًا من عناصر الميليشيات، فيما تسببت الانفجارات داخل مخازن الأسلحة، بوقوع قتيل والعديد من الإصابات بين المدنيين وتضرر عدد من المنازل القريبة منها، فضلا عن احتراق سيارات مدنية عدّة.

وتداولت صفحات على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لتطاير المقذوفات من الموقع المستهدف من قبل الطيران الأمريكي، ويظهر تخزين أسلحة ثقيلة في مواقع قريبة من المدنيين.
وأقدمت الميليشيات الحليفة لإيران منذ عدة سنوات، على إنشاء مقراتها ومخازن أسلحتها داخل الأحياء السكنية في العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى، ورغم المطالبات الشعبية المتكررة بإخراجها، إلا أن الميلشيات لم تهتم لتلك المطالبات، كما أن الحكومات المتعاقبة وقفت عاجزة عن اتخاذ أي قرار بشأن ذلك، بسبب نفوذ الميليشيا وسيطرتها على مصادر القرار.
وانتقد مدونون على منصات التواصل الاجتماعي تخزين الميليشيات لسلاحها الثقيل في الأحياء السكنية واستخدام المدنيين كدروع بشرية من قبل الميليشيات.

عائلات في قضاء القائم تغادر منازلها القريبة من مقرات ميليشيا الحشد

وأطلق ناشطون وسمًا حمل عنوان: أخرجوا الفصائل من المدن، للمطالبة بإبعاد مقار الميليشيات عن الأحياء السكنية خاصة مستودعات السلاح منه.
وتساءل الناشطون عن سبب وضع أسلحة ميليشيا الحشد داخل المدن الآمنة ووسط الأحياء السكنية، واصفين عناصرها بعدم امتلاكهم أي شعور إنساني، وأن حياة المدنيين أمر هامشي أمام أجندات تلك الميليشيات.
وبين فترة وأخرى، تهتزّ بعض المناطق نتيجة انفجار مخازن الأسلحة فيها، كما حدث سابقًا مع سكان قضاء الصويرة في محافظة واسط، بعد أن وقع انفجار لم تكشف الجهات المعنية عن أسبابه في مخزن كبير ضمّ أسلحة متوسطة وثقيلة تعود لأحدى ميليشيات الحشد.
كما انفجرت ثلاثة مخازن للأسلحة؛ في بغداد وواحد في النجف، وأسفرت عن وقوع قتلى وجرحى، بالإضافة إلى خسائر مادية وسط تكتم الجهات الأمنية، فما تبيّن الإحصاءات أن أكثر من ثلاثين انفجارًا وقع في مخازن الأسلحة والاعتدة تلك بين عامي 2016 و2023، وخلفت عشرات القتلى والجرحى.
ويصف خبراء أمنيون مستودعات الأسلحة في الأحياء السكنية بالقنابل الموقوتة التي تُهدّد السلم المجتمعي، مشيرين إلى أن الميليشيات تلجأ إلى خزن أسلحتها في تلك الأحياء لمنع القوات الأمريكية من استهدافها، ردا على الهجمات الصاروخية التي تنفذها الميليشيات ضد القواعد والمصالح الأمريكية في المنطقة، بينما يرى نواب أن ضعف الحكومة وعدم تطبيق القانون أدى إلى انتشار هذا النوع من المخازن والمستودعات.
وبالإضافة إلى المخاطر الأمنية التي تمثلها مخازن الأسلحة، فقد تركت ضررًا اقتصاديًا على تلك المناطق، حيث أصبحت غير مرغوب السكن فيها، بالإضافة إلى زيادة الهجرة والنزوح منها، بسبب تحولها الى ما يشبه الثكنات العسكرية، وتراجع فرص الحياة فيها مع غياب البيئة الصحية الأمنة.
ومع التوقعات بهجمات أمريكية قد تكون “طويلة الأمد” إلا أن الواقع لا يؤشر الى أي خطوة من قبل الميليشيات أو الحكومة الحالية بإنهاء تواجد مواقع ومخازن تلك الفصائل من داخل الأحياء السكنية، وهو ما يجعل من حياة المدنيين عرضة لخطر مستمر.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى