أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

السوداني يشكر إيران على فرض سيطرتها على ميليشياتها في العراق

رئيس حكومة الإطار التنسيقي للسفير الإيراني في بغداد: من مصلحة حكومتي استمرار الهدوء السياسي وعدم ارتكاب أي خروقات تضر بعلاقتنا مع الولايات المتحدة.

بغداد- الرافدين
قدم رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني “شكره الجزيل للجمهورية الإسلامية الإيرانية والإمام علي خامنئي” وفق نص التعبير الذي استخدمه خلال لقاء مع السفير الإيراني في بغداد محمد كاظم آل صادق، أثر انصياع الميليشيات في العراق للقرار الإيراني بوقف التصعيد مع القوات الأمريكية.
وقال السوداني للسفير الإيراني إن من مصلحة حكومتي استمرار الهدوء السياسي وعدم ارتكاب أي خروقات تضر بعلاقتنا مع الولايات المتحدة.
وشدد بقوله إن الدور الإيراني كان فاعلا في هذا الأمر سواء من قبل وزير الخارجية أمير حسين عبد اللهيان أو من قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني الذي زار العراق واجتمع مع زعماء الميليشيات في مطار بغداد بغية التهدئة.
وكرر السوداني شكره للدور الإيراني الذي فرض تعليماته الصارمة على الميليشيات الأمر الذي أدى إلى التهدئة منذ أسابيع.
وذكر بيان لمكتب السوداني أنه “جرى، خلال اللقاء مع السفير الإيراني، بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتنميتها في جميع المجالات، بما يحقق المنفعة المتبادلة للبلدين الصديقين”.
وأكد السوداني للسفير الإيراني؛ أن الحكومة منفتحة على تنمية العلاقات مع جميع بلدان المنطقة، وتعمل على المشاريع الكبرى التي تحقق التكامل الشامل بين هذه البلدان، التي تجمعها روابط ومشتركات كثيرة وخطط التنمية الطموحة، بما يوطد الاستقرار الإقليمي والدولي.
ويرى مراقبون سياسيون أن السوداني لم يكن بمقدوره السيطرة على الميليشيات لولا الدور الإيراني وخصوصًا بعد زيارة قاآني إلى بغداد.
ويحظى السوداني بنفوذ محدود على الميليشيات المتحالفة مع إيران. واحتاج إلى دعم تلك الجماعات المنضوية في الحشد الشعبي والإطار التنسيقي للظفر برئاسة الحكومة.
وأجبر الوضع المتقلّب الذي يشهده العراق والمنطقة منذ أسابيع عدّة، السوداني على ممارسة فعل توازن يتمثّل في الحفاظ على العلاقات مع الولايات المتحدة، بعد وصوله إلى السلطة بدعم أحزاب مؤيّدة لإيران.
ويجمع مراقبون سياسيون على أن السوداني يحاول المحافظة على وضعه في رئاسة الحكومة ببعث رسائل خضوع لخطاب الميليشيات، فيما يتحدث بشكل مختلف كليًا مع المسؤولين الأمريكيين.
وللتأكيد على التوجيه الجديد، أرسلت إيران وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان وقائد فيلق القدس إسماعيل قاآني إلى لبنان وسوريا والعراق للقاء المسؤولين المحليين وأعضاء الميليشيات.
وفي العراق، كانت الرسالة مختلفة عن سوريا ولبنان، وقال مسؤولون إيرانيون إن تجدد الصراع في البلاد يهدد بإضعاف حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني وبالتالي التفريط بـ “حكم المذهب” للعراق.
وانصاعت الفصائل والميليشيات الولائية المنضوية في الحشد الشعبي لتعليمات صارمة من إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس الإيراني، بإيقاف الهجمات على القوات الأمريكية.
ونقلت وكالة “رويترز” عن عدة مصادر إيرانية وعراقية قولها إن زيارة قاآني إلى بغداد أدت إلى توقف الهجمات التي تشنها ميليشيات ولائية تعمل وفق تعليمات إيرانية.
ووصفت المصادر هذا بأنه علامة على رغبة طهران في الحيلولة دون نشوب صراع أوسع نطاقًا.
وقالت المصادر إن قاآني التقى بممثلي عدة ميليشيات مسلحة في مطار بغداد يوم التاسع والعشرين من كانون الثاني، بعد أقل من 48 ساعة من اتهام واشنطن لهذه الميليشيات بالوقوف وراء مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في موقع البرج 22 العسكري بالأردن.
وأبلغ قاآني، الذي قُتل سلفه قاسم سليماني في هجوم بطائرة مسيرة أمريكية بالقرب من المطار نفسه قبل أربع سنوات، الميليشيات بأن سفك الدماء الأمريكية يخاطر برد أمريكي عنيف.
وأضافت المصادر أن قاآني أبلغ الفصائل المسلحة أنه يتعين عليها أن تبتعد عن المشهد لتجنب شن ضربات أمريكية على كبار قادتها أو تدمير بنيتها التحتية الرئيسية أو حتى الانتقام المباشر من إيران.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤول عراقي له علاقات وثيقة مع ميليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران “إن إيران تبذل قصارى جهدها لمنع توسع الحرب والتصعيد من الوصول إلى نقطة اللاعودة”.
وأضاف أن زعماء الميليشيات استجابوا لطلب إيران التي قامت بتدريبهم وتسليحهم.
غير أن المعلق السياسي العراقي مصطفى سالم قال “لم تصل ميليشيات خامنئي في العراق لمرحلة تأكل بها نفسها، لأن سيطرة إيران عليها قائمة، مع إمكانية جرهم لحرب ضد العراقيين لإشغالهم.”
وأضاف “لم يكن صعبًا على قاآني منعهم من ضرب الأهداف الأمريكية، لكنه لن ينجح في وقف صراع المصالح والمنافسة بينهم، مع احتكار ميليشيات معينة للأسلحة الجديدة”.
وقال سياسي عراقي “إن أعداء الميليشيات الولائية هم القوى الوطنية الرافضة للهيمنة الإيرانية سواء في العراق أو سوريا أو لبنان، وليس إسرائيل كما تزعم هذه الميليشيات”.
وأشار السياسي العراقي متحفظًا على ذكر اسمه، إلى الجملة الشهيرة التي ذكرها أبومهدي المهندس بأن “إسرائيل” ليست العدو الأول وإنما “السنة العرب”.
وشدد بقوله “إن عناصر الميليشيات جبناء مع نتنياهو وجرائمه في غزة، لكنهم شجعان في التفنن بعمليات القتل على الهوية في العراق”.
واتخذت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بادين، نهجًا حذرًا مماثلا مع طهران، فقد استهدفت القوات الأمريكية وكلاء إيران في العراق وسوريا، لكنها لم تضرب الداخل الإيراني.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان قد أدى زيارة إلى لبنان وسوريا التقى خلالها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله والرئيس السوري بشار الأسد، تهدف إلى الطلب من زعماء الميلشيات الولائية الاستمرار والالتزام بسياسة “الصبر الاستراتيجي” والتأكد من أنهم يستمرون بالعمل في إطار التنسيق المشترك.
وذكرت مصادر إعلامية عربية بأن عبد اللهيان جمع آراء ما أسماه بـ “قادة جبهة المقاومة” حول المرحلة المقبلة لرفعها إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي أرسل عبداللهيان بهذه المهمة على ضوء خلافات شديدة داخل المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وأجهزة القرار الإيرانية حول الخطوة التي يجب اتخاذها تجاه الهجمات الأمريكية، بعد مقتل زعماء ميليشيات وعسكريين إيرانيين في العراق ولبنان وسوريا.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى