أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

السيستاني يدعم إيران بالحفاظ على “حكم المذهب في العراق” وعدم مهاجمة القوات الأمريكية

مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" يؤكد على أن الإدارة الأمريكية عدلت خططًا كانت موضوعة لاقتناص هدف كبير من زعماء الميليشيات الموالية لإيران.

بغداد- الرافدين
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن ممثلين عن المرجع علي السيستاني قد انضموا إلى اجتماع قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني مع زعماء الميليشيات الذي عقد في مطار بغداد الشهر الماضي.
وذكرت الصحيفة في تقرير موسع كتبه ثلاثة من المراسلين إن ممثلي السيستاني الذين شاركوا في اجتماع قاآني مع زعماء الميليشيات في مطار بغداد، دعموا الموقف الإيراني المطالب بإيقاف الهجمات على القوات الأمريكية ومبنى سفارتها في بغداد، من أجل الحفاظ على حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني.
والتقى قاآني بممثلي عدة ميليشيات مسلحة في مطار بغداد يوم التاسع والعشرين من كانون الثاني الماضي، بعد أقل من 48 ساعة من اتهام واشنطن لهذه الميليشيات بالوقوف وراء مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في موقع البرج 22 العسكري بالأردن.
وأبلغ قاآني، الذي قُتل سلفه قاسم سليماني في هجوم بطائرة مسيرة أمريكية بالقرب من المطار نفسه قبل أربع سنوات، لذلك فضل ألا يغادر المطار، الميليشيات بأن سفك الدماء الأمريكية يخاطر برد أمريكي عنيف.
وقال زعيم فيلق القدس للفصائل المسلحة إنه يتعين عليها أن تبتعد عن المشهد لتجنب شن ضربات أمريكية على كبار قادتها أو تدمير بنيتها التحتية الرئيسية أو حتى الانتقام المباشر من إيران.
وأيد ممثلا مرجعية النجف الحاضران في اجتماع المطار كلام قاآني الذي اعتبر أن تجدد الصراع في البلاد يهدد بإضعاف حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني وبالتالي التفريط بـ “حكم المذهب” للعراق.
وانصاعت الفصائل والميليشيات الولائية المنضوية في الحشد الشعبي لتعليمات صارمة من قائد فيلق القدس الإيراني حظيت بموافقة ممثلي السيستاني، بإيقاف الهجمات على القوات الأمريكية.
وقال مسؤول عراقي له علاقات وثيقة مع ميليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران “إن إيران تبذل قصارى جهدها لمنع توسع الحرب والتصعيد من الوصول إلى نقطة اللاعودة”.
وأضاف أن زعماء الميليشيات استجابوا لطلب إيران التي قامت بتدريبهم وتسليحهم.
ولعب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، دورًا أيضًا، حيث أخبر قادة الميليشيات العراقية والجنرال قاآني أن الهجمات المستمرة على القوات الأمريكية أدت إلى تعقيد المفاوضات بين بغداد وواشنطن بشأن انسحاب القوات الأمريكية.
في غضون ذلك قال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، إن الإدارة الأمريكية عدلت خططًا كانت موضوعة لاقتناص هدف كبير من زعماء الميليشيات الموالية لإيران.
وأضاف “تراجعنا عن ضرب قيادي كبير بالفصائل في العراق بعد التهدئة التي ساهم بها زعيم فيلق القدس الإيراني” من دون أن يكشف اسم زعيم المليشيا المستهدف.
وبمجرد أن هدأت الهجمات على الأمريكيين، امتنعت الولايات المتحدة عن ضرب واحد على الأقل من كبار قادة الميليشيات لتجنب تعطيل الهدنة وإذكاء المزيد من الأعمال العدائية، وفقًا للمسؤول في وزارة الدفاع.
وكانت نتيجة مشاورات الجنرال قاآني عبارة عن استراتيجية جديدة دعت الميليشيات العراقية إلى وقف جميع الهجمات على القواعد الأمريكية في العراق والسفارة الأمريكية في بغداد، بما في ذلك إقليم كردستان في شمال العراق.
وفي سوريا، طُلب من مجموعات الميليشيات خفض شدة الهجمات على القواعد الأمريكية لتجنب سقوط قتلى، وفقًا لمسؤولين إيرانيين وتقييمات استخباراتية أمريكية.
وقال قاآني خلال الاجتماع في مطار بغداد “إن إيران ومحور المقاومة حققوا مكاسب كافية في الضغط على الولايات المتحدة لأن الرئيس جو بايدن كان يواجه انتقادات شديدة بسبب دعمه القوي لإسرائيل وظهرت شقوق بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والإيرانيين”.
وأضاف أن الحرب بين طهران وواشنطن يمكن أن تعرض للخطر أيضًا هدف إيران طويل المدى في بناء الهلال الشيعي في المنطقة.

سينا آزودي، المحاضر في جامعة جورج واشنطن والخبير في الأمن في الشأن الإيراني: إنهم خائفون من المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة، ويعلمون أنه إذا قُتل أمريكيون مرة أخرى فإن ذلك يعني الحرب

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان قد أدى زيارة إلى لبنان وسوريا التقى خلالها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله والرئيس السوري بشار الأسد، تهدف إلى الطلب من زعماء الميلشيات الولائية الاستمرار والالتزام بسياسة “الصبر الاستراتيجي” والتأكد من أنهم يستمرون بالعمل في إطار التنسيق المشترك.
وذكرت مصادر إعلامية عربية بأن عبد اللهيان جمع آراء ما أسماه بـ “قادة جبهة المقاومة” حول المرحلة المقبلة لرفعها إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي أرسل عبداللهيان بهذه المهمة على ضوء خلافات شديدة داخل المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وأجهزة القرار الإيرانية حول الخطوة التي يجب اتخاذها تجاه الهجمات الأمريكية، بعد مقتل زعماء ميليشيات وعسكريين إيرانيين في العراق ولبنان وسوريا.
وكشف عضو في حزب الله اللبناني تحدث لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن ملخص الرسالة الإيرانية للجماعة، وكان مفادها “نتنياهو محصور في الزاوية الآن.. لا تعطيه مخرجًا.. دعونا لا نعطيه فائدة شن حرب أوسع نطاقًا، لأن ذلك سيجعله منتصرًا”.
إلا أن المراقبين يفسرون هذا الكلام بذريعة واهية، تسقط الشعارات الإيرانية عن تحرير القدس.
وقال سينا آزودي، المحاضر في جامعة جورج واشنطن والخبير في الأمن في الشأن الإيراني: “إنهم خائفون من المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة، ويعلمون أنه إذا قُتل أمريكيون مرة أخرى فإن ذلك يعني الحرب”. وأضاف في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز “كان عليهم كبح جماح الميليشيات وإقناعهم بأن الحرب مع الولايات المتحدة يمكن أن تلحق الضرر بطهران أولاً ومن ثم بالمحور بأكمله”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى