أخبار الرافدين
تشكيل الحكومة العراقية أزمات متعاقبةتقارير الرافدين

إيران تعيد الوئام بين الصدر والمالكي للمحافظة على استمرار حكم المذهب للعراق

نوري المالكي بدأ يشعر بالخطر من صعود زعيم ميليشيا العصائب قيس الخزعلي بالتعاون مع زعيم ميليشيا بدر هادي العامري اللذين يدعمان محمد شياع السوداني في البقاء بدورة جديدة في رئاسة الحكومة.

بغداد- الرافدين
يحمل السفير الإيراني في العراق محمد كاظم آل صادق خلال الأسابيع المقبلة خطة عمل من المرشد الإيراني علي خامنئي تعيد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للمشهد السياسي والعدول عن العزلة بعد انسحاب كتلته من البرلمان الحالي.
وعزت مصادر سياسية عراقية عودة السفير آل صادق إلى طهران للاتفاق على تفاصيل الخطة من أجل الحفاظ على “وحدة الطائفة في حكم العراق” حسب ما جاء في مسودة خطة العمل المعدة من قبل مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي.
ويتواجد في طهران حاليًا السفير الإيراني الذي التقى الخميس مع وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، الذي أكد على ضرورة التنفيذ الكامل للاتفاقيات والوثائق الموقعة مع حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني.
وذكرت وكالة “مهر” الإيرانية شبه الرسمية الخميس، أن السفير عرض خلال اللقاء تقريرًا عن سير العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين.
وأشار عبداللهيان إلى العلاقات “المميزة” والاستراتيجية بين إيران والعراق، مؤكدًا على ضرورة التنفيذ الكامل للاتفاقيات والوثائق الموقعة بين كبار المسؤولين في البلدين من أجل تنمية وتطوير العلاقات بين البلدين الجارين الشقيقين والمسلمين وتحقيق أهدافهما المشتركة في مختلف المجالات.
وقال مصدر مقرب من التيار الصدري إن الخطة الإيرانية تهدف إلى إقناع الصدر بالعدول عن العزلة السياسية، بغية الحيلولة دون فقدان “حكم الطائفة” للعراق بسبب الخلافات مع القيادي في الإطار التنسيقي ورئيس كتلة القانون نوري المالكي.
وكشف المصدر في تصريحات لقناة “الرافدين” إن المالكي بدأ يشعر بالخطر من صعود زعيم ميليشيا العصائب قيس الخزعلي بالتعاون مع زعيم ميليشيا بدر هادي العامري اللذان يدعمان محمد شياع السوداني في البقاء بدورة جديدة في رئاسة الحكومة وإخراج المالكي من المشهد السياسي.
وقال إن المالكي يشعر بأن الخزعلي ابتلع حكومة السوداني، وأنه لا يريد صناعة “زعامات شيعية جديدة” تنافسه ويكون هو ومقتدى الصدر فقط أهم هذه الزعامات برغم البون الشاسع بين الاثنين.
وأضاف أن السوداني “متمتع” برئاسة الحكومة ويخطط للبقاء فيها ويعمل على تدشين مشاريعه السياسية والاقتصادية الخاصة بدعم من ميليشيا العصائب، الأمر الذي أثار حنق المالكي ودفعه إلى الاستعانة بإيران من أجل مصالحته مع الصدر.
وقال علي خلخالي محرر الشؤون الإيرانية في موقع “المونيتور” أن طهران لا تزال تنظر الى مقتدى الصدر على أنه حليف مفيد ويستحسن الاحتفاظ به على الرغم من انتقاداته العنيفة لاتباعها في الاطار التنسيقي في العراق.
وأشار خلخالي الى أن طهران لم تتخذ أي خطوة ضد الصدر، لأنها لا تزال تعتبره حليفًا يستحق أن تحافظ عليه.


كرم نعمة: الإطار التنسيقي ليس أكثر من تجمع طائفي هش مسكون بالضغائن والكراهية والتنافس على الحصص والمناصب والحقد والانتقام بمجرد إتاحة الفرصة

وتقدم وزارة الثقافة والإرشاد الإيرانية تعليمات الى وسائل الاعلام الايرانية تمنع توجيه أية انتقادات إلى الصدر أو مهاجمته، والامتناع عن تصويره على أنه شخصية معادية لإيران.
وتدفع إيران باتجاه تواصل التيار الصدري مع أحزاب وميليشيات الإطار التنسيقي، وأن واحدة من أدوات نفوذها هي وحدة أتباعها في العراق وفق وصية المرشد علي خامنئي “وحدة الطائفة فوق أي اعتبار وطني عراقي آخر”.
وترى طهران أن بمقدورها استخدام أنصار الصدر، في ممارسة التخادم القائم بينها وبين الولايات المتحدة في العراق.
وطالبت وكالة “تسنيم” الناطقة باسم الحرس الثوري الإيراني، بالتفاعل مع مقتدى الصدر وتياره ومنحه المكانة خاصة في “محور المقاومة” منوهة إلى أنه يجب ألا ينسى وجود فراغ داخل الإطار التنسيقي الموالي إلى طهران.
وطالب علي رضا مجيدي المقرب من الحكومة الإيرانية، بضرورة الحفاظ على مقتدى الصدر، معتبرا إياه داعما للمقاومة.
ويحاول قيس الخزعلي أن يكون نوري المالكي الجديد من خلال إزاحته واللعب على وتر ثنائية العلاقات بين أمريكا وإيران، إلا أن مشكلة الخزعلي أنه بدأ يتصور نفسه أكبر من حجمه.
ويرى زعيم ميليشيا العصائب أن حكومة السوداني دون التيار الصدري فرصة لا مثيل لها، والمالكي كذلك يرى ذلك، ولكن كليهما يريد من أن يكون السوداني منصاعًا لمطالبهما ومصالحهما السياسية والمالية.
وكانت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية التي تصدر في لندن قد كشفت أن المالكي “حمّل وسطاء سريين رسائل” إلى زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، للتفاهم حول عودة الأخير إلى العملية السياسية عبر الانتخابات التشريعية المقبلة.
واتفقت المصادر على أن المالكي هو “صاحب المبادرة في التواصل مع التيار الصدري، وأنه التقى خلال الأسبوعين الماضيين شخصيات على صلة بالصدر لشرح رؤيته بشأن الانتخابات والتعديلات التي ينوي إدخالها على قانونها”.
ويتزامن ذلك مع التصريحات التلفزيونية التي أطلقها رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم واصفًا الإطار التنسيقي بـ”لمة حبايب” في محاولة مكشوفة لتلفيق الصورة عن الخلافات المتصاعدة داخل أحزاب وميليشيات الإطار التنسيقي.
ويحمل الحكيم ضغينة أسرية وشخصية لمقتدى الصدر، وطالما وصفه بـ”الجاهل” الذي يريد التفريط بحكم المذهب للعراق وفق نزوات شخصية قاصرة.
ويجمع مراقبون على أن توقيت وصف الحكيم للإطار بـ”لمة حبايب” لا تغير من حقيقة الخلافات المتصاعدة والخشية من تحالف جديد بين الصدر والمالكي.
وقال الكاتب العراقي كرم نعمة “إن الحكيم يبرر معضلته الأخلاقية والأسرية بالتزييف المستمر”. مؤكدًا على أن كلمة “الحبايب” بالنسبة لعمار الحكيم معادل لمفردة التلفيق.
وأضاف “عمار الحكيم شاهد على أن الإطار التنسيقي ليس أكثر من تجمع طائفي هش مسكون بالضغائن والكراهية والتنافس على الحصص والمناصب والحقد والانتقام بمجرد إتاحة الفرصة”.
ولم تعد لدى السوداني أي رافعة سياسية، بعدما انقلبت معظم قوى الإطار عليه، بسبب نواياه الانتخابية وتقوية افراد أسرته بمشاريع اقتصادية بغية استثمارها في البقاء بدورة رئاسية جديدة.
ويصف مراقبون حكومة الإطار التنسيقي برئاسة السوداني بأنها حكومة العصائب وأن كانت تسمى بحكومة الإطار.


علي خلخالي: إيران لم تتخذ أي خطوة ضد الصدر، لأنها لا تزال تعتبره حليفًا يستحق أن تحافظ عليه

وصار السوداني محسوب اليوم على العصائب أكثر من أي قوة أخرى في داخل الإطار وسلطة الخزعلي على رئيس الوزراء تفوق سلطة نوري المالكي وهادي العامري.
وقام السوداني مؤخرا بزيارة زعيم ميليشيا العصائب قيس الخزعلي، لبعث رسالة سياسية مفادها “إن الخزعلي وميليشيا العصائب تحت رعاية الحكومة، ولن يقوموا بأي مناوشات ضد القوات الأمريكية ولن يطالبوا بمغادرتها الأراضي العراقية”.
ويحاول الخزعلي على الطرف المقابل في بعث رسائل سياسية عن الإذعان التام للشروط الأمريكية في العراق، ويقدم نفسه “كسياسي” بدلا من زعيم ميليشيا مارقة من أجل استمرار الظفر بامتيازات الحكومة.
وذكر بيان صادر عن ميليشيا العصاب بأن الخزعلي أشاد “بجهود الحكومة على جميع المستويات وأن الجانبين ناقشا أهمية دعم الاستقرار السياسي والأمني، لتمكين الحكومة من تنفيذ برنامجها.” فيما وصف السوداني مواقف الخزعلي بـ “الوطنية”!
ووصف مصدر إعلامي مقرب من التيار الصدري، تعبير السوداني بأنه غسيل سمعة سياسي للخزعلي أمام الأمريكان. فوطنية الخزعلي أو السوداني تفندها صفقات الفساد والفشل السياسي والتخادم مع الولايات المتحدة وإيران.
وقال إن السوداني تناسى كيف كان يخاطبه الخزعلي في اجتماعات الإطار التنسيقي مطالبًا إياه بأن لا يتصرف أمام الحاضرين في الإطار كرئيس وزراء. وأنه غير مخول باتخاذ أي قرار سياسي أو أمني من دون العودة لقادة الإطار.


وصف السوداني للخزعلي بالشخصية الوطنية أثار سخرية العراقيين
اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى