أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

نازحو رفح يعيشون تحت وطأة الجوع والعطش

أسرة فلسطينية مكونة من تسعة أفراد لم تحصل منذ يومين على ما تحتاجه من المياه للشرب والغسيل في مخيم رفح.

غزة- يواجه الفلسطينيون في مخيم النزوح بمدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، نقصا حادًا في إمدادات المياه، ما يفاقم من معاناتهم في ظل الحرب “الإسرائيلية” المستمرة منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
وفي طابور طويل يصطف فيه المئات من النازحين ينتظر سعد الترابين (45 عامًا) ممسكًا بيده بعبوات فارغة، ينتظر بصبر دوره لملئها.
في وقت أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الإثنين، عن تمسكه بتقوية واستمرار عمل الوكالة الأممية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مجددا تحذيره من تداعيات أي اجتياح عسكري “إسرائيلي” لمدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة.
وجدد غوتيريش تحذيره من أي عملية عسكري “إسرائيلية” في مدينة رفح على الحدود مع مصر، قائلا إنها “ستؤدي إلى كارثة إنسانية”، وداعيا “إسرائيل” إلى التراجع عن خطط دخولها.
ومن أصل حوالي مليوني نازح في قطاع غزة، يوجد قرابة 1.4 مليون في رفح، بعد أن أجبرهم جيش الاحتلال على النزوح إليها؛ بزعم أنها آمنة، ثم شن عليها لاحقًا غارات أسفرت عن شهداء وجرحى وزادت معاناة النازحين.
وقال غوتيريش إن “الأونروا تعمل في ظروف صعبة للغاية، والتحقيقات في الاتهامات الموجهة ضدها مستمرة، وآمل أن تؤدي إلى إعادة تمويلها”.
واستدرك غوتيريش الذي يزور الأردن قادمًا من مصر المجاورة لغزة “هناك دول تراجعت عن وقف تمويلها لأونروا، وهناك دول أخرى تنتظر نتائج التحقيق”.
وتابع “ملتزمون بتقوية الأونروا، فهي شريان الحياة والأمل في قطاع غزة، وأنا مصمم على استمرار عملها وتعزيزه ونسعى للحفاظ على خدماتها”.
ومنذ يومين، لم يحصل الترابين وعائلته، التي تتألف من 9 أفراد، على ما يحتاجونه من المياه، على الرغم من حاجتهم الملحة لها.
ويرجع عدم تمكن الفلسطيني من الحصول على المياه إلى ندرة توفرها، وذلك نتيجة لعدم توفر الكهرباء والوقود اللازمين لتشغيل محطات ضخ المياه بشكل مستمر.
الفلسطيني الترابين، كحال المئات من الأسر النازحة في رفح، يعيش في ظروف مأساوية وصعبة بسبب نقص المياه، التي تعتبر ركيزة أساسية للحياة.
وأقام الفلسطينيون النازحون مخيمات مؤقتة في مدينة رفح، التي يبلغ عدد سكانها حوالي مليون و300 ألف نسمة، وذلك نتيجة للأوضاع الصعبة التي يواجهونها جراء الحرب، وفقًا لمسؤولين حكوميين في غزة.
وتفتقر هذه المخيمات الى أبسط مقومات الحياة، وتمثل ملاذًا مؤقتًا للعديد من الأسر التي نزحت جراء القصف، حيث يعيش السكان في ظروف صعبة تحت ظلالها.
يقول الترابين “منذ الأمس وحتى الآن، لم أحصل على أي قطرة من المياه، ومع دخول فصل الصيف، تزداد حاجتنا للمياه بشكل أكبر”.
ويضيف “أصغر مخيم في مدينة رفح يحتوي على 80 إلى 90 عائلة، وتصل إمدادات المياه إليه لساعتين فقط، وليس بشكل يومي، وهذا لا يكفي لتلك العائلات”.
ويتابع “المياه هي أساس الحياة، فعدم توفرها يعني عدم وجود للحياة”.


الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: هناك دول تراجعت عن وقف تمويلها لأونروا، وهناك دول أخرى تنتظر نتائج التحقيق
ولفت إلى أن الشخص يحتاج يوميًا من 40 لـ50 لتر مياه بالمعدل الطبيعي، ولكننا لا نستطيع الحصول حتى على 2 لتر مياه يوميًا.
وأوضح أن الأوضاع في مخيمات النزوح وقطاع غزة تتفاقم يومًا بعد يوم بسبب استمرار الحرب والحصار.
ويتطلع الفلسطيني إلى أن يتلقى العالم بعين الرحمة والشفقة ما يحصل في قطاع غزة.
ويأمل في أن تقدم دول العالم المساعدة والدعم، ويسعون جاهدين لتحقيق السلام وإنهاء الحرب.
بدورها، تنتظر أم صهيب ياسين، البالغة من العمر 40 عامًا، على طرف خيمتها، أطفالها على أحر من الجمر لتعبئة جالون المياه لإعداد طعام إفطار رمضان.
وعندما عاد أطفالها، ابتسمت أم صهيب واستقبلتهم بحرارة شديدة، بسبب ما يحملونه من كنز ثمين لها.
وتقول “في مخيمات النزوح نواجه العديد من المشاكل، ومن أهمها مشكلة المياه؛ فنادرًا ما تأتي يوميًا لفترة تتراوح بين ساعتين إلى ثلاث ساعات، مما يجعل من الصعب علينا تلبية احتياجاتنا، نظرًا لكثرة عدد النازحين”.
وتضيف “نقضي يومنا كله في البحث عن المياه، خاصةً خلال شهر رمضان”.
وتمنت أن تنتهي الحرب ويعود السلام، وأن تتوفر المياه بشكل كافٍ في قطاع غزة، وأن لا تشهد مدينة رفح أي عملية عسكرية.
ومنذ أسابيع، تتصاعد تحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات الاجتياح المحتمل؛ في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح بالمدينة.
ويأتي ذلك بينما تشن قوات الاحتلال منذ السابع من تشرين الأول 2023 حربًا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى