أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

واشنطن ترغم السوداني على إعادة البطريك ساكو إلى بغداد

الإدارة الأمريكية تفرض على رئيس حكومة الإطار التنسيقي إعادة رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم البطريرك لويس روفائيل ساكو، إلى مقره في بغداد، قبل استقباله في واشنطن على أن يلغى مرسوم رئيس الجمهورية في وقت لاحق.

بغداد- الرافدين
كشف مصدر عراقي مطلع على خفايا الأمور في المنطقة الخضراء، أن قرار إعادة رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم البطريرك لويس روفائيل ساكو، إلى بغداد لا يعود إلى رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني، وإنما إلى قرار أمريكي صارم وهو جزء من شروط استقبال السوداني في البيت الأبيض الأسبوع المقبل.
وقال المصدر في تصريح لقناة “الرافدين” إن الإدارة الأمريكية سبق أن أبلغت السوداني بجملة من الشروط يجب تلبيتها قبل استقباله في البيت الأبيض، ومن بينها عودة البطريرك ساكو إلى بغداد، وفرض سلطته على الميليشيات، على أن يلغى المرسوم الجمهوري الذي أصدره الرئيس الحالي عبد اللطيف رشيد لاحقًا.
وقال البطريرك ساكو إن المسيحيين لا يزالون يغادرون البلد لأنه لا توجد أفعال، وإنما وعود فقط، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني سيزور الولايات المتحدة وآمل أن يتمكنوا من القيام بشيء، ويطلبوا منه ما هو في مصلحة المسيحيين وإبقائهم في أرضهم ليعيشوا فيها بكرامة.
وشدد الكاردينال بقوله إن “الشعب العراقي مختلف، فهو لطيف للغاية معنا. إنهم يعبرون لنا عن تضامنهم، ولكن ليس الطبقة السياسية”.
وأضاف توجد حكومة عراقية حالية متأثرة بإيران. وإن الوضع شديد الحساسية.
وأوضح “المسيحيون ليس لديهم ثقة بالمستقبل لأنه لا توجد رؤية ولا خطط لتغيير حقيقي من أجل دولة القانون والديمقراطية والاحترام التي يمكن للجميع العيش فيها بكرامة وحرية”.
وسبق أن قرر “رئيس الجمهورية” في مطلع شهر تموز الماضي سحب المرسوم الجمهوري رقم 147 لسنة 2013، الخاص بالكاردينال ساكو، ما أثار ردود أفعال غاضبة وجدلاً في الأوساط العراقية.
وأعربت واشنطن عن قلقها إزاء المضايقات السياسية التي يتعرض لها بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق، مؤكدة على ضرورة تأمين عودة آمنة له إلى بغداد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن ما تعرض له الكاردينال ساكو يمثل ضربًا وتهديدًا للحريات الدينية في العراق، لافتًا إلى أن واشنطن أبلغت بغداد موقفها في ظل التهديد الذي يستهدف المسيحيين الذين يمثلون جزءًا من الهوية العراقية.
وأعلن الكاردينال ساكو عن عودته إلى مقره في العاصمة بغداد بدعوة شخصية من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وقالت الكنيسة في بيان “بدعوة شخصية من رئيس مجلس وزراء العراق محمد شياع السوداني، وصل مساء الأربعاء غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو برفقة المطران توماس ميرم الى بغداد”.
وتأتي عودة ساكو إلى بغداد، قبل أيام من بدء زيارة مقررة للسوداني إلى واشنطن.
واستقبل السوداني زعيم الكلدان في العراق والعالم، البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو والوفد المرافق له. في إشارة تسبق زيارته إلى واشنطن وتمهيد لإلغاء مرسوم الرئيس الحالي عبد اللطيف رشيد.
وتوصف زيارة السوداني إلى واشنطن بـ “المعيار الذهبي” للقبول به من قبل الإدارة الأمريكية ليحظى بتأييد دولي، ومن شأن ذلك أن يعزز حظوظه في تعيينه مجددا بعد الانتخابات العامة في تشرين الأول 2025 في العراق.
ويرى المحلل المتخصص بشؤون العراق مايكل نايتس زميل معهد واشنطن. إن السوداني يريد أن يظهر في البيت الأبيض بمظهر الشخص القوي ذي التأثير الإيجابي. لكن الواقع الحالي المخزي هو أن السوداني لم يتم تعيينه إلا بعد أن استولى القضاء المسيس على انتخابات العراق للعام 2021 لصالح الإطار التنسيقي الذي تقوده عصابة من الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران.


العائد بقرار أمريكي

وكتب نايتس “إذا كانت الميليشيات المدعومة من إيران تريد عدم إحراج السوداني، فذلك لسببين لا ثالث لهما، أولا لأن الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران يناسبها وجود السوداني كواجهة غير محظورة لقيادة العراق اسميًا، وثانيا لأنها تتوقع أن يقوم السوداني عما قريب بتنفيذ عملية إخراج القوات الأمريكية من العراق ضمن إطار زمني محدد”.
ووصفت رئيسة منظمة “الحريات الدينية الدولية” نادين ماينزا وضع مسيحيي العراق بالمأساوي، تحت وطأة الميليشيات الإيرانية التي تهدد أي طرف فاعل غير حكومي.
وقالت رئيسة المنظمة التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، وتعمل على تعزيز الحرية الدينية في أربعين دولة حول العالم بينها العراق، إن تأثير الميليشيات على حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني أصبح مثيرا للقلق.
وشددت في تصريحات لموقع (VOANEWS) بعد إلغاء احتفالات عيد الفصح في العراق احتجاجًا على الغاء لقب بطريرك عن كاردينال الكاثوليك الكلدان لويس ساكو من قبل الرئيس الحالي عبد اللطيف رشيد “نرى بيئة معادية للمسيحيين في العراق، وهذا هو السبب خلف مغادرة الكاردينال لويس ساكو بغداد وانتقاله إلى محافظة أربيل”.
وأعربت ميانزا عن قلقها على مصير واحدة من أقدم المجتمعات المسيحية في العالم منذ احتلال العراق عام 2003.
وكان هناك حوالي 1.5 مليون مسيحي قبل الغزو الأمريكي للعراق، إلا أن العنف الطائفي أدى على مر السنين إلى تضاؤل أعدادهم إلى حوالي 150 ألفا وفق تقرير العام 2022 حول الحرية الدينية الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية.
وشدد تقرير الموقع الأمريكي على أن إلغاء احتفالات عيد الفصح يشير إلى الضغط المتزايد الذي يواجهه المسيحيون والأقليات الأخرى من جانب القوى المدعومة من إيران بسبب النفوذ الإيراني المتزايد في العراق. وهو ما يشكل وضعًا مأساويًا لهم.
وكانت الطائفة الكلدانية ألغت احتفالاتها لهذا العام احتجاجًا على قرار الرئيس الحالي عبد اللطيف رشيد إلغاء لقب بطريرك عن كاردينال الكاثوليك الكلدان لويس ساكو.
ويتضمن إلغاء الاحتفال، الاكتفاء بالصلاة فقط عدم القيام بالمواكب الجماهيرية والتغطية الإعلامية واستقبال المسؤولين الحكوميين، كتعبير عن التضامن مع الكاردينال ساكو.
واعتبرت ماينزا كلام الكاردينال ساكو عن وضع مسيحي العراق تحذيرًا من زعيم مسيحي رفيع المستوى وجد أن التهديدات في بغداد صعبة بما يجبره على الانتقال إلى أربيل في كردستان العراق، فأنه بالإمكان تخيل الإحساس بالضعف الذي يشعر بها المسيحيون الآخرون في التهديدات المتزايدة من الميليشيات المدعومة من إيران.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى