أخبار الرافدين
د.عبد الوهاب القصاب

هل ثار الحسين سعيًا للفتنة؟

في كل عام يهل علينا يوم الحزن الكبير يوم انتقال سيدنا الحسين بن علي “رضي الله عنه وأرضاه” إلى جوار ربه الكريم نتيجة مؤامرة زين أصحابها له المجيء إلى الكوفة فصدقهم ناسيًا ماذا فُعل بأبيه وأخيه من قبل.
الذي جرى نعرفه جميعًا ونعلم حجم الظلم الذي أحاق بسبط النبي المصطفى وقد قال ربنا الكريم “تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْـَٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ”.
خلاف شجر بين الصحابة ورثه أبناؤهم ولم نكن نحن طرفًا فيه لا من قريب ولا من بعيد، فلم يحملنا خامنئي ومن لف لفه مسؤولية ما حصل؟
ثم يأتي “رواديد” المنبر الحسيني ليزيدوا ويزيدوا ويعيدوا أقاويل ما أنزل الله بها من سلطان. مدرسة قم وأساطينها، ولولا طوابير المعممين الذين سمموا أفكار أجيال بكاملها لما حصل عندنا الشرخ الاجتماعي العميق الذي حصل. لما تجرأ علينا نوري المالكي ووضعنا في صف معسكر يزيد بكل صفاقة ووضع نفسه ومن يتصور أنه يمثلهم في صف معسكر الحسين؛ فيا لغرابة الأمر، ويا لظلم الزمان وظلم المكان وسوء المقال وسوء المآل.
أبعدَ الذي استمعتم إليه من قول المالكي لا زلتم تصدقون ما ألصق به تجار الدين والسياسة؛ الحلف غير المقدس بين العمامة الفارسية وبنادق صنعها الأعداء ليبتز بها النجباء من أبناء شعبنا الخير.
كما سبق أن قلنا في عمودنا السابق من إيران نمر من ورق وعمامة خاطئة ودولة ابتزاز متنمرة بكل شيء، فكيف تترك دولة هذه صفاتها لتمتهن أرض البطولات أرض الآباء والأجداد.
لم يعد أمساً بعيداً نصر قادسيتنا الثانية ها هو قريب بتفاصيله وهو نصر صنعناه سوية حتى جاء المالكي وسيده المعمم ليخطفوه منكم خلسة فكيف يكون ذلك؟
هذا والله هو البطر والأشر الذي تبرأ منهما سيدنا أبو عبد الله الحسين، وها أنتم تقومون بالضد مما قام به.
قام ضد الظلم وأنتم نشرتم الظلم، قام ضد الطواغيت وأنتم استوردتم لنا طواغيت سلطتموهم على رؤوسنا، هو كان طاهر اليد والقلب واللسان وطواغيتكم نجسوا الملبس والمشرب والملفظ.
ما لكم وما لنا؛ الطموا في مناطقكم، فما الموصل ولطمكم ومواكبكم وأهلها ليسوا منكم أنتم صنفتموهم على لسان المالكي على أنهم معسكر يزيد.
لم يقم حسيننا طلبًا للفتنة ولا طلبًا المال
ولا للأبهة والدلال، بل قام لما يراه حقًا وأنتم أتباع المالكي قمتم طلبًا للفتنة، والفتنة نار تحرق حتى مشعلها.
أما من سميع رشيد العقل يتوقف قليلًا عندما يجري وما يجري ليس قليلًا، إساءة لسبط الرسول بتقويله ما لم يقل، انظروا لهذا التشويه الهائل الذي شوه به معممو قم وتوابعها في العراق مذهبكم ودينكم وعقيدتكم وارتووا وعودوا إلى ضمائركم فحكّموها.
هذه الفتنة لم تكن من صنع أيدينا نحن، بل أيديكم أنتم أو أيدي من يدعي قيادتكم من أشباه المالكي الذي وصفكم بالأراذل حاشاكم، ووصفنا نحن بالحاقدين.
لن يستقيم الأمر هكذا أبدًا فلإنقاذ الوطن نحتاج لشباب خير مثقف وواعٍ تشريني النظرة يتفق معنا على كلمة سواء. ليس أعز من العراق شيء فلننبذ الفتنة ومشعلي حرائقها ولنبادر لبناء وطن عزيز كما هي أوطان العالم التي بنتها شعوبها ولنعد عمائم السوء إلى بلدانها فهي بضاعة بائرة فاسدة. لنتناول هذه العملية السياسية الهجينة وتفككها ونكتب بأيدينا دستورنا الجديد الذي نحذف منه كل ما هو أداة تقسيم طائفية.
جربوا فقط وانظروا المخرجات وهي مخرجات خير وبركة بإذن الله.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى