أخبار الرافدين
د.عبد الوهاب القصاب

هل من نهاية لمعاناة العراقيين؟

طالت هذه الأزمة واستطالت وجعلت معاناة الناس تطول معها. تراهم وهم في حالهم هذه يرجون فرج الله، يقولون ونقول معهم هل فرج الله قريب؟
الأمل بالله كبير والنعمة منه غامرة، لكنه جل في علاه قال لنا وهو يعلمنا درسًا مهمًا في الحياة قال “إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ [الرعد:11].
إذن الدرس واضح وحازم وحاسم أن تبقوا على حالكم لا تأخذون جماع أمركم بأيديكم فلا تغيير إذن، بل إن حكم الله تعالى قد يشملكم ولات حين مندم.
الحل هو أن نخلع هذه الطبقة الفاسدة وفق القواعد التي وضعتها بنفسها. اخلعوهم بإسقاطهم بالانتخابات وقد رأينا مأزقهم حينما سقطوا الآن فكيف إذا ما حقق العراقيون أغلبيتهم الخاصة بهم وليس برمز أو عمامة أو حزب، حينئذ لم يكن عليهم إلا الرحيل. ولكي نقطع عليهم الطريق ينبغي تطهير مجلس القضاء والمحكمة الاتحادية العليا من ذيولهم وهذا أمر ينبغي على النزيهين الشرفاء من القضاة أن يأخذوه على عاتقهم وأن يسعوا لتطهير جهازهم من الذيول.
يتألم الإنسان وهو يرى تطور جوارنا الإقليمي وتخلفنا، لكن هذا ليس أمراً دائمًا بل وليد ظروف صنعها الغزو الأمريكي غير الشرعي عندما سلم دفة البلد لعصابة من الفاشلين والسراق جاؤوا محملين بأجندة إيرانية ذات وجهين أولها تدمير العراق والانتقام منه ومن شعبه ثأرًا جبانًا من هزيمتهم في القادسية الثانية وسرقة أمواله وبناه التحتية ونقلها إلى كيان الشر. والوجه الثاني إطلاق يد السراق الذين نصبتهم أميركا حكامًا على العراق بالسرقة بعد أن جهزتهم بالفتاوى التي تتيح لهم أكل المال العام بعد أن يحمسوه باعتباره مالًا سائباً لا مالك له فولغوا فيه ولم يشبعوا حتى الآن.
والمعلوم أن الهالك قاسم سليماني كان يتقاضى الخمس من موازنة الدولة العراقية ويحوله لطهران بعد أن يستقطع حصته وقد تكون هي الأخرى الخمس أو أكثر أو أقل على طريقتهم في التعامل في جباية “الحقوق الشرعية”.
أوردت هذه القضايا رغم أنها معلومة للقسم الأعظم من الناس، لكني أوردتها مجددًا لنعلم كم من العمل التوعوي الناجز نحتاج لكي ننقل هذه الصورة لمن غم عليه ولم يرها وليعلم حجم التوعية المطلوبة التي تعتمد عملًا تطوعيًا لابد أن يبدأ منذ الآن ويتوجه للشرائح الأكثر تأثرًا من أبناء الشعب الذين احتل أصحاب العمائم والمنابر عقولهم حيث ينبغي أن يكون الهدف تحرير هذه العقول وفتح عيونها على حقيقة ما يجري.
إذن فتوقع أن تغير الانتخابات الأمور جذريًا أمر خيالي. هي قد تعد الأرضية للتغيير، لكن التغيير الحقيقي هو أمر ينبغي أن يحمله الناس للناس يتمحور حول عملية إعادة بناء الذات وإعادة المنظومة القيمية المهدرة وإيقاف تدخل مؤسسة العشائر والمؤسسة الدينية خاصة الشيعية ذات الانتماء الفارسي بالشأن العام.
من هنا سيتمكن العراقيون من منح أنفسهم فرصة جديدة لكي يحققوا ذاتهم بعيدًا عن هيمنة مؤسسة دينية دخيلة لا يحمل رموزها ولاءً للعراق، بل لبلد جار للعراق دافعه النهب والانتقام.
لو نجح أصحاب الفكر والرأي والبصيرة في إعادة توجيه جهودهم لتحقيق ما ورد في أعلاه لكان هذا إنجازاً رائعًا، فهل يتمكنون؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى