أخبار الرافدين
تغطية خاصةتقارير الرافدين

احتجاجات التيار الصدري تنتهي إلى لا شيء

مسؤول في حكومة الكاظمي يعترف بأن الحكومة لا حول لها ولا قوة لوقف أي اشتباكات لأن الجيش منقسم بين موالين لإيران وأتباع الصدر.

بغداد– الرافدين
انتهت احتجاجات أنصار التيار الصدري في المنطقة الخضراء بعد الاشتباكات مع عناصر ميليشيات الحشد الشعبي، إلى لاشي كما كان متوقعًا من غالبية المتابعين السياسيين.
وأمر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أتباعه بإنهاء احتجاجاتهم في وسط بغداد الثلاثاء، واعتذر للعراقيين بعد مقتل 22 شخصًا في اشتباكات بين ميليشيات سرايا السلام والحشد الشعبي المتنافسة على السلطة.
وقال الصدر “ما يحدث ليست ثورة لأنها ليست سلمية. الدم العراقي حرام”.
وفي خطاب أذاعه التلفزيون ألقاه في الساعة الواحدة ظهرًا حدد الصدر مهلة ساعة واحدة لأنصاره لإنهاء احتجاجاتهم والانسحاب في المنطقة الخضراء شديدة التحصين بوسط بغداد بعد احتلال البرلمان لأسابيع.
وقال “خلال 60 دقيقة إذا لم ينسحب التيار حتى من الاعتصام أمام البرلمان، فأنا أبرأ حتى من التيار”.
وجاء خطابه بعد يوم من أعمال عنف تشهدها العاصمة العراقية والتي اندلعت في أعقاب أزمة سياسية مستمرة منذ 10 أشهر منذ الانتخابات البرلمانية في تشرين الأول.
وتسببت أزمة سياسية مطولة تنافس خلالها الجانبان على السلطة، في بقاء البلاد بدون حكومة لأطول فترة متصلة على الإطلاق.
وبرأ الصدر، ميليشيات الحشد الشعبي، في رسالة سياسية، يرى مراقبون أنها تمهد إلى اتفاق جديد مرتقب مع الإطار التنسيقي لتقاسم حصص الحكومة الجديدة.
وقال في خطابه “هناك ميليشيات وقحة، نعم، لكن لا يجب أن يكون التيار أيضا وقحا”.
وفي وقت سابق، أطلق مسلحون صواريخ على المنطقة الخضراء وجاب الشوارع مسلحون على متن شاحنات وهم يحملون أسلحة آلية ويلوحون بقنابل يدوية بينما التزم السكان بحظر التجول. وخلال الليل استمر إطلاق النار والصواريخ في أنحاء العاصمة العراقية.
وقال مسؤول في حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، تحدث لوكالات أنباء دولية شريطة عدم الكشف عن هويته، إن السلطات ليست في وضع يسمح لها بفرض سيطرتها.
وأوضح المسؤول أن الحكومة لا حول لها ولا قوة لوقف هذا الاشتباك لأن الجيش منقسم بين موالين لإيران وأتباع الصدر.
وأجج أعمال العنف التي وقعت الاثنين إعلان الصدر انسحابه من جميع الأنشطة السياسية، وهو قرار قال إنه جاء ردًا على تقاعس زعماء وأحزاب طائفية أخرى عن إصلاح نظام حكم يصفه بالفاسد والمهترئ.
وأعلن الصدر في وقت لاحق أنه بدأ إضرابًا عن الطعام احتجاجًا على استخدام السلاح من قبل جميع الأطراف.
وأعلن الجيش حظر تجول مفتوحاً في جميع أنحاء البلاد وحث المتظاهرين على مغادرة المنطقة الخضراء، في حين وصفت الولايات المتحدة الاضطرابات بأنها مقلقة ودعت إلى الحوار لحل المشكلات السياسية. وعاد إلى إنهاء الحظر بعد انسحاب أنصار الصدر.
وقال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض المعني بشؤون الأمن القومي إن واشنطن لا ترى حاجة ملحة لإجلاء الموظفين من سفارتها في المنطقة الخضراء ببغداد.
ويقود الصدر فصيلًا مسلحًا قوامه آلاف، فضلًا عن ملايين الأنصار في أنحاء العراق. ويسيطر منافسوه، وهم متحالفون مع إيران، على عشرات من الفصائل شديدة التسليح دربتها القوات الإيرانية.
واجمعت غالبية القراءات السياسية على مدار الساعات الماضية على استبعاد الوصول إلى الفوضى، متوقعة إعادة إنتاج مشهد جديد دون تغيير.
وقال الكاتب السياسي علي الصراف “لم يجتهد الصدر في كل ما توفر له من فرص، ما جعله وفير الحظ أكثر بكثير من كل قادة الجماعات الشيعية الأخرى، الذين سطروا لأنفسهم (نضالات) وأعمال إرهاب رعتها إيران، واغتيالات وتفجيرات، امتدت على عقدين أو أكثر من السنوات. جاءته الفرص كلها مجانًا، بجهد طرف ثالث.”
واعتبر الصراف أن تدني تعليم وثقافة مقتدى الصدر إضافة إلى تعقيدات المشهد العراقي، الاجتماعي منها على وجه الخصوص، هي ما يجعل صاحب الحظ الوفير هذا، هو نفسه صاحب الحظ العاثر.
وأضاف “العراق، من حيث المبدأ، لا يقاد إلى الاستقرار بمشروع طائفي. وإذ تبدو البلاد عسيرة على التقسيم، وعسيرة على المساواة، وعسيرة على تكسير ميراثها الاجتماعي المتداخل، فإن أيّ تيار ذي طبيعة طائفية لن يمكنه أن يوفر فرصة لتحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية متوازنة. هذه حقيقة، لا تتسع لها ثقافة الصدر المحدودة”.
وكتب الصراف “النظام الراهن، غير قابل للترقيع. إنه نظام فساد شامل. أيّ محاولة للترقيع سوف تترك فراغات لتمدد الفساد عبر منافذ أخرى. النظام برمته يجب أن يسقط، ويعاد تأسيس الدولة العراقية من جديد”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى