أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

مؤسسة البصائر تفتح رواقها أمام زوار معرض عمان للكتاب بعشرات الإصدارات

القارئ العربي أمام خيار كتب ووثائق عن تاريخ العراق وهيئة علماء المسلمين ورؤيتها الشرعية والسياسية للمشهد العراقي وقضايا الأمة.

عمان- الرافدين

يفتح رواق مؤسسة البصائر للدراسات والنشر أبوابه في عشرات العناوين أمام زوار معرض عمّان الدولي للكتاب بدورته الحادية والعشرين التي انطلقت الخميس بمشاركة أربعمائة دار نشر عربية ودولية.
وتوفر مؤسسة البصائر للدراسات والنشر جميع إصدارات هيئة علماء المسلمين في العراق.
وتثير إصدارات المؤسسة شغف المتابعين للعلوم الشرعية كالفقه وأصول الفقه، والحديث وعلومه، واللغة العربية وآدابها وفنونها، والدراسات التاريخية، والحقوقية، والتوثيقية، والسياسية، فضلاً عن المطبوعات المتنوعة لمؤسسة البصائر التي تمتاز بطباعتها ذات الجودة العالية.
وتتوفر في جناح المؤسسة؛ الوثائق والمجلات ذات الصلة بتاريخ العراق وهيئة علماء المسلمين ورؤيتها الشرعية والسياسية للمشهد العراقي وقضايا الأمة، بالإضافة إلى مؤلفات عدد من العلماء والباحثين، من بينهم فضيلة الشيخ العلامة الدكتور عبد الملك عبد الرحمن السعدي، والأمين العام الراحل للهيئة الشيخ حارث الضاري.
وبإمكان المهتمين باقتناء الكتب الصادرة من مؤسسة البصائر التي ستكون متاحة في جناحها الذي يحمل الرمز D4 في رواق القدس ضمن أرضية معرض عمّان الدولي للكتاب الذي يقام في قاعة المركز الأردني للمعارض الدولية ـ مكة مول بالعاصمة الأردنية، والذي يستمر لغاية العاشر من شهر أيلول الجاري.
ويمنح متن كتاب “هيئة علماء المسلمين في العراق والشيخ حارث الضاري في ذاكرة الأمة” فرصة للمتابعين للاطلاع على أعمال المؤتمر العلمي الأول لهيئة علماء المسلمين في العراق، الذي نظمه قسم الثقافة والإعلام في الهيئة بالتعاون مع مركزي “الأمة للدراسات والتطوير” و”الرافدين للدراسات الاستراتيجية”.
ومن بين أهم إصدارات مؤسسة البصائر، سيكون كتاب “الجهاد؛ مشروعيته، وأحكامه، وضرورته، وما ينبغي فيه” لمؤلفه الشيخ الدكتور حارث سليمان الضاري، فرصة للتبحر في الأفكار المعتدلة، فهذا الكتاب في الأصل بحث كتبه الشيخ الدكتور الضاري طبع بعد وفاته. ويتميّز بقيمته العلمية والبحثية والدينيّة السياسيّة والاجتماعية؛ حيث كان معدًا للمشاركة في جهد علمي موسع للبحث في موضوع الجهاد، يشترك فيه نظر عدد من علماء الأمة. وقد حالت الظروف دون إتمام هذا الجهد العلمي؛ فعقد الشيخ الضاري النية على نشره بعد الزيادة عليه بمباحث أخرى لها علاقة بالموضوع الرئيس للبحث.
ويتحدث هذا الكتاب عن مشروعية الجهاد، وضرورته، وأهميته، ويتضمّن محددات شرعية وضرورية للالتزام بالمنهج الصحيح له، ويكشف عن حقيقة أعداء المقاومة، ويتضمّن أمورًا رغب الشيخ في جلب الانتباه إليها مع الأحكام الشرعية التي لابدّ منها في صلب التأسيس للموضوع وهي تعريف الجهاد، بمعناه العام والخاص، وتفصيل أنواع الجهاد العام، والتأكيد على جهاد الدفع وضرورته للأمة ومصلحتها في الدفاع عن نفسها أمام الهجمات التي تتعرض لها.
ويستعرض الكتاب أيضًا جانبًا من تاريخ التشريع الإسلامي في موضوع الجهاد بأسلوب موجز غير مخل؟ ويبحث في مسائل منها على من يجب؟ ومع من يكون؟ وبيان رأي جمهور العلماء في عدم وجود الإمام، وهل يؤخر الجهاد أم لا؟ ومن ثم يدرج الصفات التي لابدّ من توفرها فيه، ويتضمن كذلك كيف كان فتح البلدان في زمن الرسول “صلى الله عليه وسلم” والصحابة والتابعين؛ والاختلاف الكبير بينه وبين ما طرأ على العلاقات بين الأمم والشعوب بعد ذلك وفي عصرنا الراهن، وما استحدث من المعاهدات والمواثيق الدولية الزائفة من قبل الهيمنة الأمريكية والصهيونية، لتشويه سمعة الإسلام وإيذاء المسلمين.
ولا يفوت المؤلف التنبيه على شروط وآداب الجهاد الصحيح وما ينبغي أن يتحلى به المجاهدون من صفات، ويؤشر بعض الأخطاء في هذا السياق، متخذًا من الساحة العراقية نموذجًا لذلك.
وسيكون أمام طلاب علوم الحديث والفقه والباحثين، فرصة لاقتناء كتاب “المداخل الأولية في علم علل الحديث، ويليه مغازي الوليد بن مسلم الدمشقي” الصادر عن مؤسسة البصائر للدكتور عمر مكّي.
ويعد هذا الكتاب مدخلًا ميسرًا إلى علم علل الحديث؛ حيث يقوم فيه مؤلفه بتعريف أصوله وموارده، ويبيّن عظم منزلة علم علل الحديث بين علوم الحديث الأخرى.
ويتضمّن الكتاب سبعة مطالب: المطلب الأول منها في مفهوم العلة في اللغة وخلاصة أقوال اللغويين في مدلول العلة عندهم هي التكرار والعائق والضعف في الشيء والسبب والتلهي أو الاشتغال بالشيء، والمطلب الثاني في مفهومها في الاصطلاح الحديثي.
ويذكر فيه المؤلف عددًا من تعريفات علماء الحديث للعلة، والمطلب الثالث: في أهمية علم علل الحديث، وكونه من أجل علوم الحديث وأبرزها وأكثرها نفعًا، والمطلب الرابع يتناول فيه المؤلف ذكر أبرز علماء علل الحديث ويذكر واحدًا وعشرين عالمًا منهم، ويرتبهم على سنة وفاتهم، والمطلب الخامس في كتب العلل وكيف بدأ التصنيف فيها وعلى يد من؟ وقسمها المؤلف إلى مصنفات غير مفردة ومصنفات مفردة، مع ذكر أهم وأشهر الكتب المطبوعة التي تخصّ علم العلل، والمطلب السادس تحدث فيه المؤلف عن طرق معرفة علل الحديث، وذكر مقاييس العلماء في معرفة مدى صحة الحديث ومخالفته، ذاكرًا بعض الأمثلة على ذلك، والمطلب السابع والأخير تناول المؤلف فيه علم العلل عند الفقهاء، الذين جمعوا بين الفقه والحديث.
وألحق المؤلف بالكتاب نبذة عن مغازي الوليد بن مسلم الدمشقيّ وحياته ومكانته العلمية، ورواياته في المغازي في صحيح البخاري.
كما سيفند كتاب “المقاومة العراقية؛ انطلاقتها وتطورها وأهدافها وهويتها وإنجازاتها ومشروعها لتحرير العراق” لمؤلفه الشيخ الدكتور حارث الضاري، أي معلومات مغلوطة عن المقاومة العراقية ودورها الوطني في مواجهة الاحتلال الأمريكي.
وسيكون متاحا أمام زوار معرض عمان الدولي للكتاب أحد أهم الكتب عن سيرة الشيخ حارث الضاري، “أعوام على الجمر: الشيخ حارث الضاري بعض سيرة وبعض ذكريات” للدكتور رافع الفلاحي.
يسرد الفلاحي بعضًا من سيرة الرجل الذي رفض التنازل عن وطنيته للمحتل الأمريكي وأتباعه بجملة في غاية التعبير تتلخص بـ “فكر وفعل وراية المقاومة.. ورثها أبًا عن جد”.
في متن هذا الكتاب يطلع القارئ على أن الشيخ حارث الضاري لم يكرر سؤال العراقيين وهم يواجهون المحتل الأمريكي بينما يشاهدون العملاء القادمين مع المحتل يمارسون دور الخادم المطيع، لأن الشيخ حارث كان يعرف جيدًا ما العمل وما السبيل لمواجهة الاحتلال، لم يدع للتريث وانتظار ما سوف تأتي به الأيام، بل بادر وحتى قبل أن يقع الاحتلال إلى الدعوة لمقاومة الاحتلال قائلا للعراقيين الشرفاء: هيئوا أنفسكم للمقاومة ما لكم غيرها.
ربما تلك الفقرات القصيرة تكشف للقارئ قناعة الشيخ حارث الضاري الذي ودعته القلوب مكسورة عام 2015 وخسره العراق مثالا يقتدى فيه بالوطنية في أعلى درجاتها.
سيكون القارئ أمام كتاب يعترف مؤلفه في العنوان بأنه بعض سيرة وبعض ذكريات، في محاولة لتحريض المؤرخين لكتابة سيرة الدكتور حارث الضاري كاملة، كي تبقى وثيقة للتاريخ، وكي لا يقوم عملاء الاحتلال بلقم فم التاريخ حجرًا من أجل ألا يذكر الحقيقة التي شهدها العراق في زمن رث وشاذ منذ عام 2003 ولا يزال مستمرًا إلى اليوم.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى