أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

“ناشونال إنتريست”: بدون وجود عراق تخاف منه إيران فأن المنطقة مهددة

المحلل السياسي الأمريكي المختص بالشؤون الإيرانية جون ألين جاي: الهزيمة الأخلاقية والسياسية لواشنطن في العراق تقابلها هيمنة مجانية لإيران.

بغداد- الرافدين
قال المحلل السياسي الأمريكي المختص بالشؤون الإيرانية جون ألين جاي، إن هزيمة الولايات المتحدة الأخلاقية والسياسية في العراق يقابلها منح انتصار مجاني لإيران، باستحواذها على العراق وتمدد نفوذها بالمنطقة.
وذكر جاي الذي سبق وأن شارك في تأليف كتاب “الحرب مع إيران: العواقب السياسية والعسكرية والاقتصادية” إن احتلال العراق عام 2003 كلف واشنطن وبغداد إراقة نهر من الدماء، لكن إذا كان هناك منتصر في هذه الفوضى التي أحدثتها الولايات المتحدة فهي إيران الدولة المجاورة للعراق والمنافسة له.
وكتب جاي، المدير التنفيذي لجمعية جون كوينسي آدامز الأمريكية، في تقرير نشرته مجلة “ناشونال إنتريست” بمناسبة مرور عشرين عامًا على الاحتلال الأمريكي، أن الغزو أطاح بالعراق كقوة كابحة لإيران، حيث لم يعد يتعين على طهران أن تخشي الدولة التي أوقفت أطماعها في عام 1988. في إشارة الى الحرب العراقية الإيرانية 1980- 1988 والتي قبلَ في النهاية الخميني إيقاف القتال بجملته الشهرية “تجرعت السم”.
وتعين على استراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط منذ عام 2003 أن تتعامل مع تداعيات ظهور إيران كدولة أكثر قوة، نتيجة لاحتلال العراق وتدمير مؤسسات الدولة وحل الجيش العراقي.
وعاد كاتب التقرير إلى تصريح وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن أثناء زيارته إلى بغداد في السابع من آذار بأن “القوات الأمريكية مستعدة للبقاء في العراق” فقد أصبح منع تغلغل إيران هناك وفي مناطق أخرى مهمة أمريكية لن تنتهي أبدأ.
وقال جاي إن احتلال العراق وما أعقبه من تفكيك الدولة العراقية أدى إلى حالة من الفوضى وإلى ضعف العراق مما ترك الباب مفتوحًا على مصراعيه أمام انتشار النفوذ الإيراني.
وشكلت طهران ميليشيات وحركات سياسية طائفية، واستخدمت هذه الجماعات للسيطرة على مؤسسات الدولة. وطالبت بحق الاعتراض فيما يتعلق بالسياسات الحكومية، مع استخدام القوة عندما لا يتم تلبية مطالبها.
وأسهمت الميليشيات في إضفاء طابع طائفي على المشهد السياسي والمجتمعي الذي شهد قيام بغداد بعزل نفسها وهروب الأقليات الدينية بعد عمليات القتل على الهوية والتغيير الديمغرافي للمدن.
وأسهمت جهود رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي في جعل الجيش العراقي مواليا له فقط والذي انتهى بانهياره أمام تنظيم “داعش” في عام 2014.
ولاتزال هذه الميليشيات المسلحة خارج سيطرة الدولة، وأطلقت بشكل روتيني صواريخ على السفارة والقواعد الأمريكية، وفي عام 2019، اقتحمت المنطقة الخضراء عندما ردت الولايات المتحدة على قصف قواعدها.
وأصبح تحقيق التوازن في مواجهة نفوذ هذه الميليشيات مبررًا رئيسيًا لاستمرار وجود الآلاف من القوات الأمريكية في العراق. ويعد التصدي للميليشيات مهمة لن تنتهي أبدًاُ. حيث تقوم أيضًا بتهريب أسلحة إلى سوريا ولبنان.
ويمكن القول إن احتلال العراق أدى إلى تحول في استراتيجية الولايات المتحدة بشأن الشرق الأوسط بعيدًا عن السعي لتحقيق التوازن، إلى السعي لإحداث تغيير.

جون ألين جاي: الغزو أطاح بالعراق كقوة كابحة لإيران، حيث لم يعد يتعين على طهران أن تخشي الدولة التي أوقفت أطماعها في عام 1988

وكانت الولايات المتحدة تزعم أن عراقًا ديمقراطيًا سوف يكون دافعًا لموجة تحول ديمقراطي في المنطقة، ولكن هذا لم يحدث عندما تحول العراق إلى دولة فاشلة وفي قمة هرم الفساد العالمي وسرقت القوى والأحزاب الحاكمة أكثر من 600 مليار دولار من ثروته حسب الأرقام الحكومية.
وقال كاتب التقرير “بدون وجود عراق يُخاف منه، سيكون لدى إيران المزيد من القوة لتوجيهها إلى الولايات المتحدة”.
وأوضح “لن يقلق طهران عراق ضعيف تابع لها، كما كانت تعمل قبل عام 2003 للتصدي لدولة عراقية قوية عند حدودها”.
وأضاف “سوف تكون أي قوة عسكرية تقليدية، مدعومة بصواريخ بالستية قصيرة المدى، مناسبة بشكل أفضل للعراق الواقع تحت الهيمنة الإيرانية”.
وشدد بقوله “من المؤكد أن بعض التقدم الإيراني في الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، سوف يزيد أيضًا التهديد الإيراني للقواعد الأمريكية في المنطقة. ولكن هذه المخاطر ليست بنفس المستوى مثل التهديد الصاروخي والنووي الإيراني الذي تواجهه الولايات المتحدة”.
وعبّر كاتب التقرير عن اعتقاده بإنه لا يمكن معرفة الشكل الذي كان سيبدو عليه الشرق الأوسط اليوم، لو لم تقم الولايات المتحدة بغزو العراق.
وقال “ولكن من الصعب تصور مسار كان سيشهد صعودًا مماثلًا في النفوذ الإيراني. وقد تسبب غزو العراق في الكثير من الشرور، ولكن مواجهة الولايات المتحدة الطويلة مع إيران، والتي ربما تؤدي إلى حرب، هي إحدى الشرور الأكثر ديمومة.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى