أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

العراق ثاني أكثر دول العالم تلوثًا للهواء

منظمة دولية معنية بتنقية الهواء: ارتفاع معدلات التلوث في العراق بنحو الضعف خلال عام واحد.

بغداد – الرافدين

حذرت دراسة لمنظمة دولية متخصصة بتنقية الهواء وتحقيق تلفزيوني لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” من مخاطر تحدق بحياة العراقيين جراء التلوث البيئي من الصناعة النفطية ومن مخلفات الأسلحة التي استخدمت في الحرب بعد احتلال العراق.
وأدرجت منظمة “IQ Air” السويسرية المعنية بقضايا تنقية الهواء، العراق في المرتبة الثانية في قائمة أعلى دول العالم تلوثًا، في كشفت “بي بي سي” عن تعرض المجتمعات التي تعيش قرب حقول النفط في العراق، لخطر الإصابة بسرطان الدم، بسبب حرق الغاز في الهواء الطلق.
واتهم “بي بي سي” شركة بريتيش بتروليوم البريطانية بالتسبب في انتشار مرض السرطان في المنطقة، بسبب حرقها للغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط في الحقل الذي تعمل فيه، وعدم التزامها بأفضل الممارسات الدولية.
وتظهر دراسة المنظمة السويسرية التي شملت بيانات أكثر من 30 ألف محطة لمراقبة جودة الهواء موزعة على 131 دولة، ارتفاع معدلات التلوث في العراق بنحو الضعف خلال عام واحد.
وأدرجت العراق في المرتبة الثانية بعد تشاد بارتفاع نسب التلوث عن المستوى الصحي المحدد أمميًا بنسبة تزيد عن خمسين ميكروغرام لكل متر مربع عن النسبة الصحية، مؤكدة انتشار جزيئة “بي ام 2.5” الضارة في الهواء بالعراق بسبب الحرائق والعواصف الترابية واحتراق الوقود الأحفوري.
وحذرت المنظمة من انتشار الجزئيات الضارة بالهواء وانتقالها بمجرى الدم يتسبب بزيادة أمراض القلب والربو وأمراض بالجهاز التنفسي بالعراق.
وتعاني بغداد على وجه الخصوص من ارتفاع حاد بنسبة التلوث الهوائي، وباتت تصنف ضمن قائمة المدن الأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية حول العالم، حيث يصنف العراق وفق منظمة الأمم المتحدة كخامس أكثر دول العالم تضررًا من هذه الظاهرة الآخذة في التفاقم.
وإلى جانب تداعيات ظاهرة التغير المناخي العامة التي تعصف بالعراق، فإن خبراء يشيرون كذلك إلى تضافر جملة عوامل وراء ارتفاع نسب تلوث الهواء في العديد من المدن العراقية ولا سيما الكبرى منها، كالاكتظاظ السكاني بفعل الهجرة الواسعة من الأرياف وانتشار العشوائيات في أطراف المدن، وتهالك البنى التحتية والخدمية فيها جراء ذلك..
وحذرت المنظمة من انتشار الجزئيات الضارة بالهواء وانتقالها بمجرى الدم يتسبب بزيادة أمراض القلب والربو وأمراض بالجهاز التنفسي بالعراق.

ويحذر مختصون من أنه في الوقت الذي يبحث فيه العالم عن الطاقة المتجددة للتعامل مع تغير المناخ، فإن ملايين الأشخاص في العراق، يعتمدون بشكل شبه كامل على مولدات الكهرباء الخاصة العاملة بالديزل وهي تنفث الأدخنة الخطرة في المنازل والشركات طوال 24 ساعة في اليوم، وتكاد تكون من أكبر مسببات التلوث الهوائي في العراق ولاسيما في بغداد.
وترتفع مستويات التلوث البيئي الذي تسببه عوادم المولدات الكهربائية التي تعمل بالبنزين وزيت (الكاز)، بشكل غير مسبوق في العراق، إلى الحد الذي بدأ الناس عنده يستشعرون العواقب الوخيمة بشكل ملموس لاسيما وأن المولدات تنصب في الأحياء بين البيوت ومراكز المدن، من دون الالتزام بالمعايير البيئية في استخدامهم المولدات حيث لا تزود بعوادم في أكثر الأحيان، باعثة مواد سامة في الجو مثل الرصاص الذي يستنشق مباشرة من قبل الإنسان.
ويشكل التلوث البيئي في العراق خطرًا كبيرًا على حياة المواطنين في ظل الافتقار لمستشفيات متخصصة بأمراض السرطان ونقص الأدوية والأجهزة الطبية، حيث تشهد محافظة البصرة تزايد أعداد المصابين بالأمراض السرطانية بسبب التلوث النفطي وإحراق الغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط.
وسبق أن كشف تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، عن تعرض المجتمعات التي تعيش قرب حقول النفط في العراق، لخطر الإصابة بسرطان الدم، بسبب حرق الغاز في الهواء الطلق.
واتهم تقرير “بي بي سي” شركة بريتيش بتروليوم البريطانية بالتسبب في انتشار مرض السرطان في المنطقة، بسبب حرقها للغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط في الحقل الذي تعمل فيه، وعدم التزامها بأفضل الممارسات الدولية.
وتعمل شركة بريتيش بتروليوم (BP) النفطية في حقل الرميلة النفطي أكبر مناطق التنقيب عن النفط بالعراق، وتعتبر الغازات المشتعلة من هذه المواقع خطيرة لأنه ينبعث منها مزيج قوي من ثاني أكسيد الكربون والميثان والسخام الأسود الملوّث للغاية.

عصام الجلبي: العراق يخسر 5 ملايين دولار يوميًا جراء عمليات حرق الغاز وما يسببه من أضراء تلوث البيئة.

وتحصلت “بي بي سي” نتائج اختبارات الهواء التي أجراها البروفيسور شكري الحسن وهو مختص في مجال البيئة، داخل التجمعات السكنية المحيطة لحقول النفط في البصرة، أظهرت وجود مستويات من البنزين أعلى بثلاث مرات من الحد المسموح به في أنحاء البلاد وكان أعلى بكثير في جميع الأماكن من الحد الآمن الذي تقول منظمة الصحة العالمية إنه يجب أن يكون صفرًا.
في وقت أكد وزير النفط العراقي الأسبق عصام الجلبي استمرار خسائر العراق نتيجة حرق أغلب الغاز المصاحب لاستخراج النفط، وقال إن العراق يخسر 5 ملايين دولار يوميًا جراء عمليات حرق 55 بالمائة من الغاز، وعدم استغلال هذه الكميات رغم الحاجة إليه.
وأضاف الجلبي أن “العراق أصبح من أكثر دول العالم تلوثًا نتيجة حرق الغازات المصاحبة لعمليات استخراج النفط وعدم الاستفادة منها”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى