أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

خرازي ينقل لاتباع إيران في العراق: الفرصة مواتية لوضع وحدة الطائفة فوق أي اعتبار

التيار الصدري يؤكد عدم وجود لقاء بين الصدر وخرازي ويشدد على أن طهران تُطبق على حكومة الإطار مطالبة الميليشيات بالخنوع لتعليمات السفارة الأمريكية في بغداد.

بغداد- الرافدين
وصف مصدر سياسي عراقي مطلع زيارة مستشار المرشد الإيراني كمال خرازي إلى العراق، بانها أشبه بـ “دورة تفقد وتعليمات لأتباع إيران في العراق” لنقل تعليمات المرشد على خامنئي واستثمار الفرصة التي وفرها الوضع الإقليمي الحالي.
وأكد المصدر في تصريح لقناة “الرافدين” أن خرازي نقل الى كل من التقاهم لحد الآن من زعماء الميليشيات والأحزاب جملة واحدة على لسان خامنئي “بأننا حققنا أهدافنا بالتأني والصبر، ويجب انتهاز الفرصة المتاحة لنا وجعل وحدة الطائفة في العراق وإيران ودول المنطقة الأخرى فوق أي اعتبار وطني آخر”.
فيما قال مصدر آخر مقرب من التيار الصدري إن “إيران تُطبق على حكومة الإطار وهذا التقارب والانبطاح للأمريكيين، بإيعاز من الإيرانيين إلى أحزاب الإطار وقياداته بالقبول بما تطلبه الولايات المتحدة عبر السفيرة الأمريكية في بغداد ألينا رومانوسكي”.
واستبعد المصدر أن يكون في جدول زيارة خرازي لقاء مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، على الرغم من أن الأخير حسّن العلاقة بشكل كبير مع الإيرانيين في الأشهر الأخيرة.
وقال “لن يخوض الصدر في أي مناقشات تخص مستقبل التيار الصدري والذي تشهد فصائله حالة من الاستياء بسبب الانسحاب من العملية السياسية، وليس لديه الا أن يعود عبر بوابة انتخابات مجالس المحافظات”.
وطالب خرازي الذي يتقلد منصب رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية، وسبق أن كان وزيرا للخارجية، بعدم ضياع الفرصة المتاحة في الوقت الحاضر لامتداد ما أسماه “المشروع الإسلامي الذي كان يحلم به الخميني للمنطقة” عبر “التوحد الطائفي” السياسي والاقتصادي بين العراق وإيران.
ونقل عن خرازي قوله لجميع من التقى بهم في زيارته المستمرة للعراق إن المرشد علي خامنئي حمّلة رسالة واحدة مفادها “أوصيكم بوحدة الطائفة من أجل الوصول للحلم الذي عملت عليه إيران منذ أربعة عقود”.
وأكد مستشار خامنئي على أن الفرصة مواتية لنا لاستثمار الهدوء في المنطقة خصوصا بعد التفاهم مع السعودية، وتثبيت حكومة محمد شياع السوداني، للعمل بتأني ومسايرة الوضع السياسي الحالي.
وطالب الحشد الشعبي وفصائله التزام التهدئة على الأقل في الوقت الحالي، وعدم افساد التطورات الأخيرة سواء مع المصالح الأمريكية أو الخليجية في المنطقة.
ولوحظ أن خرازي بعد استقباله من قبل الرئيس الحالي عبد اللطيف رشيد ورئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني، دار على زعماء الميليشيات وأحزاب الإطار التنسيقي الذي تنضوي تحته القوى والأحزاب الولائية.
وأشار خرازي في لقاء مع الرئيس الحالي، إلى الجهود التي كان قد بذلها جلال الطالباني بوصفه أحد أهم اتباع إيران من أجل توسيع العلاقات.
وأكد على الاهتمام بتطوير العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن العراق يعد البوابة للتواصل مع الدول العربية، حيث أشاد في هذا السياق بجهود العراق في تقريب وجهات النظر مع السعودية.
والتقى خرازي رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم والقيادي في ميليشيا العصائب ووزير التعليم في حكومة الإطار التنسيقي نعيم العبودي، وزعيم ميلشيا “بابلون” المنضوية في الحشد الشعبي ريان الكلداني.
وأشاد بيان بعد لقاء خرازي والحكيم بحضور السفير الإيراني محمد كاظم آل صادق، “بلغة الحوار السائدة في المنطقة والزيارات المتبادلة”.
وجدد الدعوة “لحوار موسع يشمل دول المنطقة الكبرى، فضلا عن تحييد المنطقة عن التدافع الدولي”.
وكرر الحكيم الخطاب السائد الذي انتهجته قوى الإطار التنسيقي بتوجيهات إيران على ما أسماه “طبيعة المتغيرات الحالية، وقلنا إن العراق يعيش مرحلة إيجابية غير مسبوقة، حيث دعونا الجميع إلى دعم حالة الاستقرار التي يشهدها العراق لما له من دور في دعم استقرار المنطقة”.
ولوحظ الاحتفاء من قبل زعيم ميليشيا “بابليون” ريان الكلداني بزيارة خرازي، الأمر الذي يوضح الدور الذي تلعبه هذه الميليشيا في تنفيذ مشروع الهيمنة الإيرانية في العراق عبر ميليشيات الحشد.
كما زار خرازي مركز النهرين للدراسات الذي يروج لخطاب الهيمنة الإيرانية وتنفيذ المشروع الاستراتيجي، ضمن مراكز الأنشطة الخارجية لـ “اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية” الذي تشرف عليها إيران في عدة دول ومن بينها العراق ولبنان واليمن.
ويستبعد مراقبون أن تغير إيران من طبيعة خطابها القائم على سياسة الهيمنة على المنطقة عبر الخطاب الطائفي على الرغم من اتفاق بكين بينها وبين السعودية.
وقال الكاتب السياسي فاروق يوسف “بالرغم من مضي أكثر أربعين سنة على استقرار الملالي على كرسي الحكم المطلق فإن شيئا لم يتغير في النهج الذي يتبعه النظام. وهو لن يتغير لأن دولة غطاؤها الدين لا يمكن أن تتخلى عن سياسات وتتبنى سياسات جديدة وإلا تكون قد تخلت عن ثوابتها الدينية كما يظن أتباع الولي الفقيه وهو الإمام المنزه عن الخطأ”.
وأضاف لا يملك النظام الإيراني في جعبته خطة للسلام ليطرحها من أجل أن يكون كيانا إيجابيا في المنطقة. هناك شعور داخلي بأن مؤامرة إزالته ومحوه لا تزال قائمة وأن القوى الخارجية تنسق مع أطراف داخلية لإنجاحها. ذلك ليس وهما، بل هي فكرة اعتبرها النظام أساسا لحقه في الدفاع عن وجوده ضد المارقين المتمردين على خط الإمام.

كوميديا ميليشياوية بلقاء خرازي والكلداني
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى