أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

حكومة الإطار التنسيقي.. لا تقوم بواجباتها وتطالب الناس بأعمال تطوعية بدلًا عنها!!

حكومة الإطار التنسيقي تروج لمنجزات وهمية عبر استغلال مناسبة اليوم الدولي للمتطوعين.

بغداد – الرافدين
في اليوم الدولي للمتطوعين من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية الذي حددته الأمم المتحدة منذ عام 1985 في الخامس من كانون الأول من كل عام، قال الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش: “دعونا نعيد الالتزام بضمان أن يتمكن جميع الناس من بذل طاقتهم لصياغة مستقبل أفضل”.
وتبدو هذه الدعوة في عراق اليوم خالية من أي قدرة على التفاعل ثم المشاركة في التنفيذ، إذ يعيش العراق منذ الاحتلال الأمريكي عام 2003 أزمات متتالية، ضربت السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي، وخلفت أعدادًا كبيرة من الأرامل والأيتام والفقراء والمعدمين، وقد فشلت الحكومات المتعاقبة في إيجاد حلول جذرية لإشكالاتها.
وتليمعًا لصورتها أما الرأي العام والشارع العراقي تقوم حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني باستعراض إعلامي والترويج لمنجزات وهمية عبر استغلال مناسبة اليوم الدولي للمتطوعين والقيام بحملات تطوعية لذر الرماد في العيون، بحسب وصف مراقبين.
وكان السوداني عبر تغريدة على منصة إكس أشار إلى الدور المهم الذي يقوم به المتطوعون عبر ما أسماها بـ “الحملة التطوعية الكبرى”، في محاولة لرسم صورة مزيفة عن الواقع المأساوي في العراق، كجزء من محاولة الترويج على أن الحكومة الحالية حكومة خدمات وتنمية إلا أن الواقع يعكس انعدامًا في الخدمات وغيابًا واضحًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومؤسسات مترهلة لا تؤدي دورها، فضلًا عن الفساد المستشري في أروقتها، ما يعني أن المواطن غائب عن حسابات الحكومة.
ونتيجة للإهمال الحكومي لمرافق الحياة العامة، يضطر مواطنون للقيام بحملات تطوعية وبمجهودات شخصية من أجل تلبية حاجتهم ومعالجة مشاكل خدمية تمس حياة المواطن بشكل مباشر.
ولعل الأمثلة كثيرة على حالات التطوع التي تقوم بها مجاميع عراقية لتنفيذ أعمال هي من مهام الحكومة وواجبات أجهزتها لكن الفساد والإهمال جعلها تعزف عن القيام بذلك، ومنها انتشال رفات الجثث من تحت أنقاض بيوت مدينة الموصل التي دمرت بالقصف خلال فترة ما أطلقوا عليها تسمية “تحرير المدينة”، وقد أثبت الواقع أنه تدمير للمدينة.
وتنظيم أهالي قضاء القاسم جنوبي محافظة بابل حملات تطوعية لبناء مدارس جديدة عبر جمع التبرعات من أهالي المدينة والميسورين بعد تيقنهم بأن الحكومة لن تشيد أي مدرسة جديدة في مدينتهم التي تعاني من واقع تعليمي متدن.
كما تطوع نحو مائتين من الشباب بالعاصمة بغداد في مبادرة “سفراء النظافة”، لتخليص المدينة من القمامة، وزيادة الوعي البيئي في مدينة باتت شوارعها ونهرها التاريخي أشبه بمكبّ للنفايات البلاستيكية وغيرها من المخلفات المضرّة بشكل كبير في البيئة، على غرار مناطق أخرى في البلاد، بعد عجز الحكومة عن القيام بدورها في الحفاظ على التراث والبيئة.
ونتيجة لانخفاض شعبيتهم يسعى المرشحون والأحزاب السياسية في الفترة الحالية إلى استمالة العراقيين وحثهم على المشاركة في الانتخابات، بإظهار الاهتمام بحاجاتهم الإنسانية من خلال الدعوة والإعلان عن تشكيل فرق تطوعية من هذه الأحزاب ومن الجماعات المؤيدة للمرشحين للقيام ببعض الأعمال الخدمية في محاولة لكسب الأصوات، وهي من الأساليب التي ما عادت تنطلي على المواطنين.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى