أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

السوداني يزعم بصلافة أمام مديرة مجموعة الأزمات الدولية بأن حكومته باتت مفتاحًا للحلول

مجموعة الأزمات الدولية: عجز النظام الطائفي القائم في العراق عن توفير حكم فعال كان سببًا في إشعال شرارة ثورة تشرين بعد أن اتسعت الفجوة بين المواطنين والنخب مع استمرار الفساد المستشري.

بغداد- الرافدين
تحولت مزاعم رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني أمام المديرة التنفيذية لمجموعة الأزمات الدولية كومفورت أيرو، بأن العراق “بات مفتاحًا للحلول” إلى موضع تساؤل وتهكم في آن واحد.
وتزامن تصريح السوداني مع عجزه عن السيطرة على ميليشيات ولائية بعد أن استهدفت عدّة صواريخ فجر الجمعة السفارة الأمريكية الواقعة في المنطقة الخضراء.
ويتساءل مراقبون كيف لرئيس حكومة الإطار التنسيقي العاجز أمام السلاح المنفلت للميليشيات الولائية في العراق، أن يزعم بأن حكومته تشكل مفتاحًا للحلول في المنطقة.
ويأتي تصريح السوداني بعد أيام من توبيخ وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون له في اتصال هاتفي كسر فيه الأعراف الدبلوماسية والبروتوكول عندما اتصل وزير خارجية برئيس حكومة.
وشدد كاميرون في الاتصال الهاتفي مع السوداني، على أن العراق غير مهيأ أن يلعب أي دور محتمل في الصراع القائم حاليًا في غزة، وعلى رئيس الحكومة أن يمارس سلطة أقوى لمنع الميليشيات المارقة من تجاوز ما مسموح لها وحماية الرعايا الأجانب في العراق.
وطالب كاميرون رئيس حكومة الإطار التنسيقي أن يفرض سلطته على ميليشيات تابعة للحكومة، لأنه بمجرد حدوث الانفلات في العراق فإن الحكومة لا تتحمل تكلفة ذلك خصوصًا مع النقمة الشعبية المتصاعدة في العراق.
ولم يعرف رد المديرة التنفيذية لمجموعة الأزمات الدولية كومفورت أيرو، على مزاعم السوداني التي أعتبر فيها أن حكومته باتت مفتاحًا للحل في المنطقة، في وقت أجمعت دراسات سابقة لمجموعة الأزمات الدولية، على الفشل السياسي القائم في العراق منذ احتلاله عام 2003.
وسبق وأن شخّصت دراسة مطولة للمجموعة الدولية المهتمة بمنع حدوث النزاعات الدموية حول العالم من خلال تحليلات ميدانية ومن خلال إسداء المشورة، أن الولايات المتحدة فشلت في تعلم الدروس الكاملة من التدخل الكارثي في العراق، عندما تحولت البلاد إلى نموذج للفشل والفساد السياسي في العالم
وذكرت مجموعة الأزمات الدولية في دراسة أخرى أن التحديات التي يواجهها النظام الطائفي، الذي يوزع السلطة والموارد بين الطوائف والقوميات في العراق، لا تزال قائمة.
وأضافت “كان عجز النظام الطائفي عن توفير حكم فعال هو الذي أشعل شرارة احتجاجات ثورة تشرين عام 2019، ومع ذلك، فقد اتسعت الفجوة بين المواطنين والنخب منذ عام 2019، مع استمرار الفساد المستشري في منع الدولة من تقديم الخدمات العامة الكافية”.
وتحاول حكومة السوداني الإيحاء بأن الأمور تحت سيطرتها، فيما القوات الأمنية الحكومية لا تستطيع الدخول في مواجهات مع الخصوم المتصارعين على المشهد بين ميليشيات الإطار التنسيقي وأنصار التيار الصدري. بالتزامن مع الحرب المستمرة في غزة.
غير أن تقريرًا لصحيفة “فايننشيال تايمز” البريطانية أكد على أن السوداني لا يستطيع السيطرة والتأثير على الميليشيات المسلحة عندما تستحوذ على الشارع.
ويرى مراقبون أن الهدوء السياسي الخادع الذي توحي به حكومة الإطار التنسيقي للمؤسسات والحكومات الغربية ليس موضع اطمئنان، وأن واشنطن مع بقاء الوضع في العراق على ماهو عليه في الوقت الحاضر، إلا أن ذلك لا يعني أن زعماء العملية السياسية موضع ثقة دائمة.
ويجمع مراقبون على أن الغضب الشعبي العراقي الحقيقي يكمن في أنه رافض للوضع السياسي المتردي والمستمر بالفشل منذ عشرين عامًا، الأمر الذي سيقرب لحظة الانفجار الشعبي في مدن العراق.
ويرى الكاتب أحمد علي المقرب من التيار الصدري “على عكس الدعاية الولائية لأحزاب وجماعات الإطار المسلحة التي حاولت تقديم أوراق اعتمادها كجهات منخرطة في ما يعرف بـ (محور المقاومة) الذي تتزعمه إيران، فإن السلوك السياسي وسردية المواقف لها تبدو وكأنها على غير ذلك من خلال معالجة الخط التاريخي لهذه الجماعات والأحزاب الشيعية التي تم تأهيلها إيرانيًا وجذبها إلى واقع الصراع مع خصوم إيران”.
وأكد الكاتب الصدري في مقال له على منصته في موقع “إكس” على أن المشروع الإطاري الحالي منصب على إثبات الجدارة والولاء للولايات المتحدة الأمريكية وليست طردها بعد فترة من تعكر العلاقات بين الطرفين، ولذا فإن السياسي الولائي يدرك أن خط الدفاع الحقيقي ضد تطلعات مقتدى الصدر في إحداث إصلاح حقيقي في بنية النظام السياسي وإزاحة الكيانات الطائفية السياسية والعودة إلى مشروع عابر للمكونات هو بالاعتماد على اللاعب الأمريكي الخارجي ومعه الإيراني”.
وتؤكد التقارير السرية التي ترفعها السفيرة الأمريكية في بغداد ألينا رومانوسكي إلى وزارة الخارجية الأمريكية على أن موجة الاستياء الشعبي العراقي لم تتراجع، وأن الصراع والتنافس بين القوى السياسية والأحزاب على مغانم الدولة تستعر مع اقتراب موعد انتخابات مجالس المحافظات.
وسبق أن قالت رومانوسكي “إن العراقيين لا يريدون دولة تسيطر عليها ميليشيات، وأن الولايات المتحدة لن ترحل عن المنطقة، وأن العراق يمثل أهمية استراتيجية كبيرة لدى واشنطن”.
وأوضحت “مهما تكن طبيعة علاقة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مع هذه الجماعات المسلحة والفصائل، فإن الهدف يجب أن يبقى منصبا على ضمان تمتع العراق بالاستقرار والأمن، وهو هدف منوط تحقيقه برئيس الوزراء”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى