أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

استفتاء السوداني المواطنين عن وجود القوات الأمريكية تتحول إلى موضع سخرية في الشارع العراقي

تحولت رسالة نصية إلى العراقيين من قبل الحكومة بشأن تواجد القوات الأمريكية إلى موضع تندر وتهكم، مؤكدين على السوداني أو زعماء الإطار التنسيقي لا يستطيعون الضغط على الولايات المتحدة التي وضعتهم في الحكم.

بغداد – الرافدين
تحولت حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني إلى موضع تهكم وسخرية في الشارع العراقي بعد تلقي المواطنين رسائل نصية على هواتفهم المحمولة، تضمنت استطلاع رأي عن تواجد القوات الأمريكية في البلاد.
وبعثت حكومة السوداني رسائل نصية لعدد كبير من المواطنين جاء فيها “عزيزي المواطن.. هل أنت مع استمرار مهمة التحالف الدولي في العراق؟”، داعية إياهم للإجابة عبر رابط أسفل الرسالة.
وتحول الأمر إلى “كوميديا سياسية ساخرة ومرة” وضحك على الذقون بين العراقيين مؤكدين على أن ليس بمقدور السوداني أو زعماء الإطار التنسيقي الضغط على الولايات المتحدة التي وضعتهم في الحكم.
وزاد من منسوب الكوميديا السياسية التي ارتكبتها حكومة السوداني، مع نفي وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، أي خطط لسحب قواتها من العراق، وهو ما يتعارض مع تصريحات لبغداد تؤكد العمل على إنهاء الوجود الأمريكي في البلاد.
وفي الخامس من كانون الثاني الجاري، أعلن “البنتاغون” مقتل أبو تقوى السعيدي، أحد زعماء ميليشيا النجباء الولائية، المنضوية في الحشد الشعبي، في غارة جوية بالعاصمة العراقية بغداد.
وتساءل خبراء أعلام عن “المستشار” الذي ورط السوداني بهذه الرسالة الساذجة وحوله إلى “مضحكة” في الشارع العراقي، فالحكومة بالأساس لا تمتلك مصداقية لدى المواطن مع العروض الإعلامية لإنجازات مزيفة التي تمارسها من استعادة أموال سرقة القرن حتى معدات مصفى بيجي المسروقة.
وكتب المحلل السياسي العراقي كفاح محمود كريم، متهكمًا هناك عبارات كوميدية تبدأ بـ” لا أحد فوق القانون، أهم شيء السيادة، الميليشيات والفصائل تأتمر بأوامر القيادة العامة للقوات المسلحة، العراق بلد ديمقراطي فيدرالي، نحن حريصون على شعبنا الكردي، الحكومة قادرة على حماية سيادة العراق، نحن حررنا مدنكم وحمينا اموالكم واعراضكم” في إشارة إلى التناقضات والتزييف الكامن في العملية السياسية القائمة في البلاد.
وتحظى حكومة السوداني بدعم أحزاب وميليشيات موالية لإيران، منضوية في الحشد الشعبي التي خصصت له موازنة مالية حكومية ضخمة.
ويجمع مراقبون على أن إعلان حكومة السوداني فتح تحقيق في مصدر الهجمات التي تشنها الميليشيات على البعثات الدبلوماسية ومعسكرات القوات الأمريكية يكشف عجزها وخضوعها لتلك الميليشيات التي تأخذ تعليماتها من الحرس الثوري الإيراني لتنفيذ أجندة التخادم ما بين الولايات المتحدة وإيران في العراق.
وتسعى طهران من خلال حث وكلائها على شن الهجمات إلى الحفاظ على شرعيتها وتعزيزها بين وكلائها باعتبارها القوة المعارضة الرئيسية للولايات المتحدة في المنطقة، في حين أن الوكلاء يستفيدون من هذه الهجمات من أجل تحقيق مصالحهم والاستمرار في الهيمنة وتخويف الشارع العراقي.
وقال رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل، إن “العراق على المستوى الرسمي والحكومي، لن يستطيع فعل أي شيء ضد الولايات المتحدة الأمريكية بعد تبنيها لاستهداف قيادي في الحشد الشعبي وسط بغداد، فالحكومة لم تفعل أي شيء بعد اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد أبو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني غير بيانات الاستنكار، وهذا تكرر الآن”.


غازي فيصل: حكومة السوداني لن تفعل أي شيء غير استمرار الرفض للقصف الأمريكي عبر البيانات، وواشنطن تتفهم هذا الرفض ولن ترد عليه بأي إجراء
وأضاف أن “الحكومة تخشى من أي رد فعل، فهي تدرك أنها بحاجة إلى الدعم الأمريكي لضمان الاستقرار الأمني والاقتصادي وحتى السياسي، لذا فإن بغداد لن تفعل أي شيء غير استمرار الرفض للقصف الأمريكي عبر البيانات، وواشنطن تتفهم هذا الرفض ولن ترد عليه بأي إجراء”.
ويدفع السوداني نحو المحافظة على موقعه في رئاسة الحكومة، أمام زعماء أحزاب وميليشيات الإطار التنسيقي، عبر رسائل تنديد بالقوات الأمريكية وإنهاء الشركة معها بعد مقتل السعيدي، لامتصاص غضب الميليشيات الولائية التي طالبت بإنهاء وجود القوات الأمريكية في العراق.
ويحظى السوداني بنفوذ محدود على الميليشيات المتحالفة مع إيران. واحتاج إلى دعم تلك الجماعات المنضوية في الحشد الشعبي والإطار التنسيقي للظفر برئاسة الحكومة.
وقال السوداني الجمعة إن الحكومة تشكل لجنة للتحضير لإنهاء مهمة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في البلاد. وذلك بعد ساعات قليلة من مسعى حكومته لنفي تأكيدات المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” الجنرال باتريك رايدر بالتعاون مع الجانب العراقي في استهداف مقر للحشد الشعبي في بغداد وقتل السعيدي.
فيما عبر الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي عن امتنانه لدعم حكومة السوداني أثر مساعدتها في عملية مقتل القيادي في ميليشيا “النجباء”.
وفي السادس والعشرين من كانون الأول الماضي، قال البيت الأبيض إن الجيش الأمريكي استهدف 3 منشآت تابعة لـ “ميليشيا حزب الله” في العراق، ردًا على هجوم أصاب قاعدة عسكرية للتحالف الدولي.
ونفت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، الثلاثاء، أي خطط لسحب قواتها من العراق، وهو ما يفند تصريحات لحكومة السوداني تؤكد العمل على إنهاء الوجود الأمريكي في البلاد.
وقال المتحدث باسم “البنتاغون” باتريك رايدر، في تصريحات صحفية “لست على علم بأي إخطار من بغداد لوزارة الدفاع بشأن قرار بسحب القوات الأمريكية”.
وأضاف “سنظل على تشاور وثيق مع الحكومة العراقية بشأن وجود القوات الأمريكية وسلامتها وأمنها، القوات الأمريكية موجودة في العراق بدعوة من الحكومة هناك”.
وللولايات المتحدة 2500 جندي في العراق في مهمة تقول إنها تستهدف تقديم المشورة والمساعدة للقوات المحلية.
وقلل مراقبون من أهمية تصريحات ووعود حكومة السوداني بإخراج القوات الأمريكية وبالاستعراض الإعلامي في الرسائل النصية التي أرسلت إلى المواطنين العراقيين، فالحكومة في مأزق سياسي ما بين ميليشيات الإطار التنسيقي التي دفعت بها لتشكيل الحكومة، وبين سطوة القوات الأمريكية في العراق.
وقال الكاتب أحمد علي المقرب من التيار الصدري “كل خطوات الإطار التنسيقي وتبديل تحالفاته وانخراطه في التبعيات المتعددة باتجاه إيران أو الولايات المتحدة الأمريكية، لا يشكل أي اكتشاف كبير أو جديد، لأنهم ببساطة كانوا ولازالوا يدورون في دائرة المال والسلطة والسلاح غير المرخص”.
واعتبر موقع “لوو فير” الأمريكي المتخصص بالنزاعات والقضايا القانونية، أن الهجمات التي تشنها الميليشيات من وكلاء إيران على القوات الأمريكية في العراق وسوريا، هدفها توجيه “إشارات سياسية” الطابع إلى واشنطن، وأنه برغم أن هذه الميليشيات لا تسعى إلى افتعال مواجهة كبرى مع الولايات المتحدة.
وأشار تقرير الموقع إلى معلومات استخباراتية بتشجيع طهران لوكلائها وإلى اجتماعات عدة عقدت بين فيلق القدس وميليشيات عراقية، وكيفية الاستفادة من حزب الله اللبناني للتصعيد المحسوب وعدم الدخول في معركة حقيقية مع القوات “الإسرائيلية”.
وأكد على تواصل التنسيق الاستراتيجي والعملياتي الذي يحدث داخل “غرفة العمليات المشتركة” التي يقودها فيلق القدس وحزب الله بين الميليشيات العراقية والحوثيين في اليمن.
وذكر في حين أن إيران ووكلائها ربما يتصرفون بعدوانية، إلا أنه يبدو أنهم يحاولون تجنب الصراع المباشر مع الولايات المتحدة، حيث إنهم لا يستخدمون النطاق الكامل لقدراتهم.
وأضاف “خطة إيران فرض تكاليف على الولايات المتحدة في العراق وسوريا وأماكن أخرى في المنطقة، من دون الحاق مستوى من الضرر من شأنه ان يؤدي إلى رد فعل أمريكي واسع النطاق”.
وأشار إلى أن إيران تدرك أنها لا تستطيع الصمود أمام صراع تقليدي مع الولايات المتحدة.

يضحك على نفسه وليس علينا
اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى