أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

السوداني يتناسى مزاعم إخراج القوات الأمريكية ويبحث مع سوليفان تعزيز بقائها

رئيس حكومة الإطار التنسيقي يؤكد مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان التزامه بتوطيد التعاون الأمني في إطار شراكة دفاعية مستدامة وطويلة الأمد.

بغداد- الرافدين
تبددت مزاعم رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني بشأن سحب القوات الأمريكية من العراق، مع عرض مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان على السوداني الثلاثاء تعزيز التعاون الأمني بين البلدين بعد ضربة شنّها الحرس الإيراني على مدينة أربيل في شمال العراق.
ويأتي عرض مستشار الأمن القومي الأمريكي بعد أيام قليلة من إعلان السوداني أنه يريد خروجًا سريعًا ومنظمًا للقوات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة من أراضيه عن طريق التفاوض، لكنه لم يحدد موعدًا نهائيًا، ووصف وجود تلك القوات بأنه مزعزع للاستقرار في ظل التداعيات الإقليمية لحرب غزة.
وقال السوداني في مقابلة مع وكالة “رويترز” في بغداد إن هناك “ضرورة لإعادة ترتيب هذه العلاقة بالشكل الذي لا تكون هدفًا وملفًا ومبررًا لأي جهة داخلية أو خارجية للعبث باستقرار العراق والمنطقة”.
والتقى سوليفان السوداني ورئيس حكومة إقليم كردستان مسرور البارزاني في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في سويسرا.
وجاء في بيان للبيت الأبيض أن سوليفان أجرى مع السوداني والبارزاني محادثات بشأن “هجمات إيران الصاروخية البالستية المتهوّرة”.
وأوضح البيان أن سوليفان والسوداني “بحثا في أهمية وضع حد لهجمات تُشن ضد أمريكيين في العراق وسوريا، وأكّدا التزامها توطيد التعاون الأمني في إطار شراكة دفاعية مستدامة وطويلة الأمد”.
وأعرب مستشار الأمن القومي الأمريكي عن دعم ومساندة بلاده لإقليم كوردستان خلال لقائه مع البارزاني، ولفت إلى أنه سيناقش مع الرئيس جو بايدن الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على أمن الإقليم، مؤكدًا أن استمرار الهجمات وتكرار استهداف المدنيين لا مبرر له، ويجب أن يتوقف.
وقال البارزاني، إنه اجتمع في دافوس مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جیك سوليفان، وتمحور الاجتماع بشأن الهجمات والاعتداءات التي استهدفت أربيل، حيث شدد على أهمية حماية أمن إقليم كردستان واستقراره.
ويأتي ذلك بعد أيام من كشفت برقية سرية للسوداني موجهة إلى وزارة الخارجية الأمريكية، عن الانصياع الكامل لبقاء القوات الأمريكية في العراق.
ونقلت صحيفة “بوليتيكو” عن برقية للخارجية الأمريكية أن السوداني صرح لمسؤولين أمريكيين بشكل خاص أنه يريد التفاوض بشأن إبقاء القوات الأمريكية في البلاد على الرغم من إعلانه الأخير أنه سيبدأ عملية إخراجهم من البلاد.
وأبلغ السوداني الجانب الأمريكي عدم أخذ تصريحاته بشأن اخراج القوات الأمريكية على محمل الجد، فهي موجهة للاستهلاك المحلي بغية إرضاء “الجماهير”، الامر الذي يكشف عن الازدواجية والنفاق السياسي الذي يمارسه السوداني على العراقيين.
وقال أحد كبار مستشاري السوداني لصحيفة بوليتيكو إنه “أبلغ مسؤولين أمريكيين أن إعلان السوداني إخراج القوات الأمريكية من العراق كان محاولة لإرضاء الجماهير السياسية المحلية” وأنه “ملتزم بالتفاوض بشأن الوجود المستقبلي لقوات التحالف الدولي في الأراضي العراقية.”
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إنها لا تخطط لسحب القوات الموجودة في العراق بناء على دعوة من حكومة الإطار التنسيقي.
ويقلل مراقبون سياسيون من أهمية مزاعم السوداني بشأن سحب القوات الأمريكية من العراق، ويصفونها بعروض إعلامية فاقدة التأثير، ولا تحظى بأن أهمية بالنسبة للشارع العراقي، كما لا تثير اهتمام الجانب الأمريكي كثيرًا.
ويدفع السوداني نحو المحافظة على موقعه في رئاسة الحكومة، أمام زعماء أحزاب وميليشيات الإطار التنسيقي، عبر رسائل تنديد بالقوات الأمريكية وإنهاء الشركة معها بعد مقتل مشتاق طالب السعيدي أحد كبار عناصر ميليشيا النجباء المنضوية في الحشد الشعبي، لامتصاص غضب الميليشيات الولائية التي طالبت بإنهاء وجود القوات الأمريكية في العراق.


الدكتور مثنى حارث الضاري: ليس بالضرورة أن يكون هناك جلوس إلى الطاولة وتقسيم للكعكة، فالولايات المتحدة احتلت العراق وهي في المنطقة لأهدافها الخاصة، وإيران أخرجت العراق من معادلة القوة في المنطقة، واستطاعت أن تفرض نفسها قوة كبيرة فيها

ويحظى السوداني بنفوذ محدود على الميليشيات المتحالفة مع إيران. واحتاج إلى دعم تلك الجماعات المنضوية في الحشد الشعبي والإطار التنسيقي للظفر برئاسة الحكومة.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إنها لا تخطط لسحب القوات الموجودة في العراق بناء على دعوة من حكومة الإطار التنسيقي.
وقال المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر “نحن هناك بدعوة من الحكومة العراقية. لست على علم بأي إخطارات من الحكومة العراقية لوزارة الدفاع بشأن قرار بسحب القوات الأمريكية”.
وقال المحلل نورمان ريكليفس الذي عمل مع الحكومة الأمريكية وكان سابقًا مستشارا لوزير الداخلية في العراق “لا ارى أي فرصة لمغادرة القوات الأمريكية العراق في المستقبل القريب”.
وقال مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور مثنى حارث الضاري أن “هذا الخطاب المعلن (لحكومة العراق) يأتي من نظام سياسي عقدت إحدى حكوماته اتفاقية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة، ومن نظام سياسي يعُد واشنطن صديقًا للعراق”.
واعتبر مسؤول القسم السياسي في الهيئة الرافضة للعملية السياسية في العراق ومخرجاتها أن “ما يجري في العراق هو مقتضيات الصراع الأمريكي الإيراني التخادمي”.

نورمان ريكليفس الذي عمل مع الحكومة الأمريكية وكان سابقًا مستشارًا لوزير الداخلية في العراق: لا ارى أي فرصة لمغادرة القوات الأمريكية العراق في المستقبل القريب

وتساءل الدكتور الضاري “كيف لنا أن نفهم تصريح السوداني في ظل الاجتماعات المستمرة مع السفيرة الأمريكية آلينا رومانوسكي، والتي تكاد تكون أسبوعية لضبط سياسة الحكم؟”.
وبسؤاله عن دوافع الاستهداف الأمريكي لقوات الحشد الشعبي في العراق ما دام هناك “تفاهمات” بين واشنطن وطهران، أجاب الضاري “الدوافع معلومة، فكلنا يعلم أن الصراع بين الدول تنتابه أحيانًا مراحل من التدافع اللين أو الهين”.
واستطرد “عندما تتقاطع مصالح قوتين أو دولتين في مكان أو زمان ما، تبدأ كل واحدة منهما تدفع الأخرى بطريقة ما”.
وبيّن “ليس بالضرورة أن يكون هناك جلوس إلى الطاولة وتقسيم للكعكة، فالولايات المتحدة احتلت العراق وهي في المنطقة لأهدافها الخاصة، وإيران أخرجت العراق من معادلة القوة في المنطقة، واستطاعت أن تفرض نفسها قوة كبيرة فيها”.
واعتبر الضاري أن أسباب الضربات الأمريكية للحشد الشعبي في العراق “وجود قواعد اشتباك ينبغي عدم تجاوزها، وأن هناك رسائل متبادلة بين الطرفين (طهران وواشنطن)”.
وقال رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل، إن “العراق على المستوى الرسمي والحكومي، لن يستطيع فعل أي شيء ضد الولايات المتحدة الأمريكية بعد تبنيها لاستهداف قيادي في الحشد الشعبي وسط بغداد، فالحكومة لم تفعل أي شيء بعد اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد أبو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني غير بيانات الاستنكار، وهذا تكرر الآن”.
وأضاف أن “الحكومة تخشى من أي رد فعل، فهي تدرك أنها بحاجة إلى الدعم الأمريكي لضمان الاستقرار الأمني والاقتصادي وحتى السياسي، لذا فإن بغداد لن تفعل أي شيء غير استمرار الرفض للقصف الأمريكي عبر البيانات، وواشنطن تتفهم هذا الرفض ولن ترد عليه بأي إجراء”.

البارزاني لسوليفان: نحتاج حمايتكم
اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى