أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

العقوبات الأمريكية على “فلاي بغداد” هل تصل إلى حرب حقيقية على ميليشيات إيران في العراق

شركة "فلاي بغداد" المملوكة لعمار الحكيم تقوم بنقل عناصر الميليشيات والأسلحة والأموال بين العراق وإيران إلى سوريا ولبنان، في عمليات تدار من قبل فيلق القدس في الحرس الإيراني.

بغداد – الرافدين

كشف قرار العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية على شركة “فلاي بغداد” للنقل الجوي التي يمتلكها زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، الدور الذي تقوم به أحزاب وميليشيات إيران في العراق بدعم سياسة الهيمنة التي يمارسها الحرس الثوري الإيراني في المنطقة.
وتكشف العقوبات على شركة “فلاي بغداد”، رسالة جديدة من الولايات المتحدة، ضمن مقتضيات الصراع الأمريكي الإيراني التخادمي في العراق.
وفيما قلل مراقبون من تأثير العقوبات الأمريكية على النشاط السياسي لعمار الحكيم الطباطبائي مالك الشركة، أعتبر آخرون أنها رسالة يجب أن تؤخذ على محمل الجد في الصراع الأمريكي الإيراني على أرض العراق.
وقالوا يجب أن نفهم العقوبات الجديدة على إحدى أهم شركات الميليشيات في العراق، بأنها جزء من الصراع الذي تنتابه أحيانًا مراحل من التدافع، عندما تتقاطع مصالح قوتين أو دولتين في مكان أو زمان ما، تبدأ كل واحدة منهما تدفع الأخرى بطريقة ما.
في غضون ذلك باشر البنك المركزي العراقي الثلاثاء بتجميد حسابات شركة “فلاي بغداد” للنقل الجوي، في انصياع جديد لقرارات عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية بعد العقوبات التي فرضتها على مجموعة مصارف عراقية العام الماضي تدار من قبل متنفذين مرتبطين بالميليشيات المنضوية في الحشد الشعبي. تقوم بتهريب الدولار إلى إيران وحزب الله في لبنان.
وقال مصدر مطلع، إن “البنك قام بتجميد حسابات الشركة في ثلاثة مصارف رئيسية استجابة لعقوبات الخزانة الأمريكية”.
وكانت الولايات المتحدة، قد فرضت الاثنين، عقوبات على شركة الطيران العراقية “فلاي بغداد” المملوكة لزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، ومديرها التنفيذي بشير عبد الكاظم علوان الشباني المرتبط بعلاقة مصاهرة مع اسرة الحكيم، بعد إدانتها بتقديم المساعدة للجناح العسكري في الحرس الإيراني.

مراقبون يقللون من تأثير العقوبات الأمريكية على نشاط الحكيم السياسي

وتتهم واشنطن شركة الطيران ومديرها التنفيذي بشير الشباني “بتقديم المساعدة” لفيلق القدس المسؤول عن العمليات الخارجية للحرس الثوري، وكذلك “لمجموعاته الوكيلة في العراق وسوريا ولبنان”، وفق الوزارة.
وتشمل العقوبات كذلك “ثلاثة من قادة وأنصار إحدى الميليشيات الرئيسية لفيلق القدس في العراق”، وهي ميليشيا حزب الله، بالإضافة إلى شركة “تقوم بنقل وتبييض الأموال” لصالح هذه الميليشيا، حسبما أضافت الوزارة الأمريكية في بيان.
وأشار البيان إلى “التهديد المستمر الذي يشكله فيلق القدس وشبكته على الأمريكيين والمنطقة”، من خلال “سلسلة من الهجمات الصاروخية وبالمسيرات” التي نفذتها كتائب حزب الله المسلحة الموالية لإيران في العراق “في تصعيد ضد الأمريكيين في العراق وسوريا”.
ونقل البيان عن وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية براين نيلسون قوله “سعت إيران ووكلاؤها إلى استغلال الاقتصادات الإقليمية واستخدام شركات تبدو مشروعة لتمويل هجماتهم وتسهيلها”.
وتتضمن العقوبات الاقتصادية تجميد أصول الشركة والكيانات المملوكة لها كليًا أو جزئيًا في الولايات المتحدة، كما يحظر عليها القيام بمبادلات تجارية من وإلى البلاد.
ووفق بيان الخزانة، “تستخدم كتائب حزب الله طائرات “فلاي بغداد” لنقل عناصر الميليشيات والأسلحة والأموال إلى سوريا ولبنان لدعم النظام السوري، إذ استخدم قادة كتائب حزب الله رحلات طيران “فلاي بغداد” في مناسبات متعددة لنقل أكياس من العملة الأمريكية وأسلحة أمريكية الصنع التي تم الحصول عليها من خلال جمعها من ساحة المعركة من العراق إلى لبنان، كما أرسلت كتائب حزب الله مقاتلين من العراق إلى لبنان على متن رحلات جوية تديرها شركة فلاي بغداد”.
وأكدت الخزانة الأمريكية، أن “شركة فلاي بغداد سلمت لهذه الجماعات العاملة في سوريا مجموعة من الأسلحة، بما في ذلك صواريخ فتح وذو الفقار والفجر إيرانية الصنع، بالإضافة إلى بنادق آلية وقنابل يدوية ورشاشات أخرى”.
وفي بيان منفصل، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران “تشكل تهديدا كبيرا لمنطقة الشرق الأوسط”.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر “ما زالت الولايات المتحدة ملتزمة بالكشف عن الأفراد والجماعات التي تسيء إلى اقتصاداتها المحلية وتنخرط في أنشطة غير قانونية تدعم الجماعات الإرهابية التي تزعزع استقرار المنطقة، وباتخاذ إجراءات ضدها”.
ومن جانبها قالت سفيرة الولايات المتحدة في العراق ألينا رومانوسكي، إن “استخدام إيران لشركة طيران عراقية لتهريب الأسلحة والمقاتلين والدولار الأمريكي، يمثل انتهاكًا صارخًا لسيادة العراق.
وأوضحت رومانوسكي في تدوينة على منصة “أكس” أن “الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت تصنيف شركة الطيران العراقية (فلاي بغداد) وثلاثة أعضاء من كتائب حزب الله على قائمة الجهات الداعمة للحرس الثوري الإيراني ومجموعات موالية لإيران بالعراق وسوريا ولبنان”. من دون أن تشير إلى علاقة عمار الحكيم مالك الشركة الذي التقته مؤخرا.
وذكرت أن هذا القرار يؤكد “عزم الولايات المتحدة الأمريكية على التصدي للتهديد المستمر الذي يمثله الحرس الثوري الإيراني وشبكته الموالية في العراق”.

تساءل الباحث بالشأن العراقي مجاهد الطائي عما إذ كانت شركة “فلاي بغداد” تستخدم مسافريها كدروع بشرية لنقل الممنوعات

من جهتها، نددت “فلاي بغداد” بالعقوبات الأمريكية، مؤكدة أنها لا تستند إلى أي أدلة مادية أو معنوية.
وأكدت الشركة التي تؤمن رحلات إلى بيروت ودمشق وحلب ودبي بالإضافة إلى طهران وبومباي وإسطنبول أن رحلاتها “مستمرة بشكل طبيعي ولم تتوقف لأي سبب كان”.
فيما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مساء الاثنين مقاطع فيديو تظهر مسافرين في مطار بغداد غاضبين أثر إلغاء رحلاتهم.
وحمل أحد المسافرين مسؤولية ما حصل للشركة معتبرا أن من واجبها تأمين رحلاتها، وفي حال جد طارئ فعليها أن تؤمن طائرات أخرى لركابها، خصوصا أنهم أتموا الذمم المالية وأسعار البطاقات على أكمل وجه، في إشارة منه إلى إلغاء الشركة للرحلات من دون أي تأمين بدائل.
وتساءل الباحث بالشأن العراقي مجاهد الطائي في تدوينة له على منصة “أكس” حول إذ ما كانت شركة “فلاي بغداد” تستخدم مسافريها كدروع بشرية لنقل الممنوعات.
وقال إن “فلاي بغداد كانت تقدم عروضًا مغرية للسفر بـ 90 دولارًا و110 دولارًا، وكان الجميع يتساءل كيف تكسب هذه الشركة التي دائمًا ما تكون نصف طائراتها خالية بسبب تأخر المواعيد لساعات”.
وطالب الجهات المعنية بفتح تحقيق شامل مع هذه الشركة التي وصفها بـ “الفاسدة”.
وكان الاتحاد الأوروبي قد جدد في وقت سابق حظر رحلات شركة “فلاي بغداد” التي يمتلكها زعيم تيار الحكمة عمار عبد العزيز الطباطبائي، في إشارة إلى نتائج غسيل الأموال المسروقة من المال العام وتأسيس شركات لا تحظى بمصداقية دول العالم.
وتم حظر “فلاي بغداد” من العمل في المجال الجوي للاتحاد الأوروبي بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة حددتها وكالة سلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبي.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى