أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

واشنطن ترفض استقبال السوداني قبل فرض سلطته على ميليشيات الحشد

البيت الأبيض يرى أنه لا جدوى من زيارة السوداني للبيت الأبيض، لأنه لم يكن هناك بيان واقعي لوزارة الدفاع أو لرئاسة الوزراء أو الحكومة العراقية، سوى بيانات شجب وتنديد ورفض لسلوك الميليشيات والإشارة إلى الاتفاقيات الأمنية مع الإدارة الأمريكية على خروج قوات التحالف تدريجيًا.

بغداد- الرافدين
رفض البيت الأبيض استقبال رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني، بالتزامن مع عملية جديدة للقوات الأمريكية استهدفت قتل أحد قادة عناصر ميليشيا حزب الله المنضوية في الحشد الشعبي.
وأوصل البيت الأبيض رسالة واضحة للسوداني بأنه غير مرغوب به، ما لم يفرض سلطته كرئيس للوزراء على الميليشيات الولائية المدعوة من إيران.
وكان مقررا أن يؤدي محمد شياع السوداني زيارة إلى البيت الأبيض في شهر نيسان المقبل ينظر إليها بأن يعدّ قبوله من قبل الإدارة الأمريكية “المعيار الذهبي” ليحظى بتأييد دولي، ومن شأن ذلك أن يعزز حظوظه في تعيينه مجددا بعد الانتخابات العامة في تشرين الأول 2025 في العراق.
ويرى المحلل المتخصص بشؤون العراق مايكل نايتس زميل معهد واشنطن. إن السوداني يريد أن يظهر في البيت الأبيض بمظهر الشخص القوي ذي التأثير الإيجابي. لكن الواقع الحالي المخزي هو أن السوداني لم يتم تعيينه إلا بعد أن استولى القضاء المسيس على انتخابات العراق للعام 2021 لصالح الإطار التنسيقي الذي تقوده عصابة من الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران.
وأكد معلومة رفض استقبال السوداني في البيت الأبيض عبد الرحمن الجزائري أحد القياديين في ميلشيا الحشد الشعبي الذي قال إن الإدارة الأمريكية رفضت استقبال السوداني بعد طلب رسمي للقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن بسبب “عدم سيطرة القائد العام على المجاميع المتنفذة”.
وكانت رئاسة الوزراء في بغداد قد طلبت عبر وزارة الخارجية عقد لقاء للسوداني مع الرئيس بايدن لكن الإدارة الأمريكية رفضت الزيارة لأن رئيس الوزراء لم يستطع موازنة العملية السياسية والعسكرية داخل العراق.
ورأت إدارة البيت الأبيض أنه لا جدوى من زيارة السوداني للبيت الأبيض، لأنه لم يكن هناك بيان واقعي لوزارة


مايكل نايتس: إذا كانت الميليشيات المدعومة من إيران تريد عدم إحراج السوداني، فذلك لسببين لا ثالث لهما، أولا لأن الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران يناسبها وجود السوداني كواجهة غير محظورة لقيادة العراق اسميًا

الدفاع أو لرئاسة الوزراء أو الحكومة العراقية، سوى بيانات شجب وتنديد ورفض لسلوك الميليشيات والإشارة إلى الاتفاقيات الأمنية مع الإدارة الأمريكية على خروج قوات التحالف تدريجيًا.
ووسط هذا السياق المتوتر، كان رئيس حكومة الإطار التنسيقي قد أطلق محادثات مع واشنطن بشأن مستقبل التحالف بهدف تحديد جدول زمني يتيح انسحابًا تدريجيًا من البلاد.
وتزامن رفض البيت الأبيض زيارة السوداني مع تصريح يحيى رسول المتحدث العسكري باسم السوداني، الذي أعتبر أن التحالف الدولي في العراق بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تحول إلى عامل عدم استقرار للبلاد، ويهدد بجرّ بغداد إلى دائرة الصراع.
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) مساء الأربعاء، تنفيذ قواتها ضربة في العراق أدت إلى مقتل أبو باقر الساعدي القيادي في ميليشيا حزب الله المنضوية في الحشد الشعبي العراقي، قالت إنه مسؤول عن التخطيط والمشاركة بشكل مباشر في الهجمات على القوات الأمريكية بالمنطقة.
وجاءت الضربة الأمريكية بعد أربعة أيام من شن واشنطن هجمات داخل العراق، ردا على مقتل 3 من جنودها وإصابة 40 آخرين أواخر كانون الثاني الماضي، في هجوم بطائرة مسيرة على قاعدة شمال شرق الأردن قرب الحدود مع سوريا.
وقال مسؤولون في واشنطن إن الهجوم الذي وقع في الأردن ضد القوات الأمريكية يحمل بصمة ميليشيا حزب الله في العراق.
ونقلت وكالة الأنباء الحكومية (واع)، عن ميليشيا الحشد الشعبي، نبأ مقتل القيادي في ميليشيا حزب الله أبو باقر الساعدي جراء استهداف سيارته في منطقة المشتل شرقي العاصمة بغداد.
وقال رسول “تُكرر القوات الأمريكية، وبصورة غير مسؤولة، ارتكاب كل ما من شأنه تقويض التفاهمات والبدء بالحوار الثنائي، إذ أقدمت على تنفيذ عملية اغتيال واضحة المعالم، عبر توجيه ضربة جوية وسط حي سكني من أحياء العاصمة بغداد بطريقة لا تكترث لحياة المدنيين وللقوانين الدولية”.
ويجمع مراقبون على أن الضربة الأمريكية الجديدة ومقتل الساعدي لا يغيران من قواعد الاشتباك القائمة بين الولايات المتحدة وإيران عبر ميليشياتها في العراق.
ويقولون إن واشنطن لا تريد أن “يفلت” قتلة جنودها الثلاث، لكن من دون أن تفتح معركة مع إيران.


عبد الرحمن الجزائري: الإدارة الأمريكية رفضت استقبال السوداني بعد طلب رسمي للقاء بايدن بسبب “عدم سيطرة القائد العام على المجاميع المتنفذة”

واتفقت الولايات المتحدة وإيران على عدم تغيير قواعد الاشتباك وعدم الدخول في حرب، وأنهما حريصان على استمر الوضع على ما هو عليه في العراق وفق سياسة التخادم القائمة بينهما منذ احتلال العراق عام 2003.
وتساءل الكاتب السياسي العراقي مصطفى سالم عن درجة أهمية القتلى وعددهم، لتكتفي القوات الأمريكية من الرد، ولتبقى الميليشيات ملتزمة بقرارات طهران، أو قبل تفككها.
وقال “هذه المعادلة ستشكل عبئا لكنها أسقطت ارتباط دور وعمليات الميليشيات بغير خطط وأمن إيران”.
وأضاف “كلما قتلت الولايات المتحدة أحد عملاء ومرتزقة إيران في العراق تمنح حكومة محمد شياع السوداني، الميليشيا التي ينتمي لها القتيل، أموالا لزيادة عدد مرتزقتها وتعويض معداتها، ما تفعله واشنطن هو إعادة الميليشيات لاستهداف العراقيين فقط”.
ويرى سجاد جياد الباحث في مركز “سنتوري انترناشونال” للأبحاث أن التوترات في الشرق الأوسط سوف تستمر لأسابيع أو أشهر. واعتبر أن الفصائل المرتبطة بإيران غير مستعدة للتراجع.
وأضاف “تلك المجموعات تملك قدرات هامة وهي نشطة في عدة دول، الولايات المتحدة جاهزة للرد ولقتل عناصرهم


مصطفى سالم: كلما قتلت الولايات المتحدة أحد عملاء ومرتزقة إيران في العراق تمنح حكومة محمد شياع السوداني، الميليشيا التي ينتمي لها القتيل، أموالا لزيادة عدد مرتزقتها وتعويض معداتها، ما تفعله واشنطن هو إعادة الميليشيات لاستهداف العراقيين فقط

واستهداف مواقعهم. لا تعطي الولايات المتحدة أي مؤشر على أنها مستعدة للتراجع في الشرق الأوسط”.

وأوضح أن “هناك احتمال كبير للتصعيد، ولا يعني ذلك بالضرورة حربًا مفتوحة بين الولايات المتحدة وإيران”.
وعبّر مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، جون ألترمان، عن اعتقاده بأننا سنشهد استمرار مستوى معين من العنف لبعض الوقت. إيران والمجموعات التي تدعمها لا تريدان إعلان الاستسلام.
وقال لوكالة الصحافة الفرنسية “أعتقد أن عدد الهجمات وحجمها سيتضاءلان، ويعود ذلك إلى سببين الأول هو أن الضربات الأمريكية تقلل من قدراتهما، والثاني هو أنهما تريدان قليل الخسائر”.
وكانت كل المؤشرات السياسية قبل مقتل الجنود الأمريكيين الثلاث على الحدود الأردنية السورية، ترى أن الدافع وراء زيارة السوداني إلى واشنطن هو رغبة إيران في تجنب التعرض لضربة من الولايات المتحدة ومن هنا فأن ادعاء ميليشيا حزب الله، وفق مايكل نايتس مضحكًا، بأن إيران لم تكن على علم بالهجمات الكثيرة التي شنتها على الأمريكيين. وكذلك ربما لا ترغب إيران في مقتل جزء كبير من قيادة ميليشيا حزب الله على يد الأمريكيين.
وكتب نايتس “إذا كانت الميليشيات المدعومة من إيران تريد عدم إحراج السوداني، فذلك لسببين لا ثالث لهما، أولا لأن الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران يناسبها وجود السوداني كواجهة غير محظورة لقيادة العراق اسميًا، وثانيا لأنها تتوقع أن يقوم السوداني عما قريب بتنفيذ عملية إخراج القوات الأمريكية من العراق ضمن إطار زمني محدد”.

انصياع تام للتخادم الأمريكي الإيراني في العراق
اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى