أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

طائرات مراقبة أمريكية من دون طيار فوق معسكرات الميليشيات لتطبيق اتفاقية الإذعان

يتجنب قادة الميليشيات الولائية في الحشد الشعبي والكيانات السياسية المرتبطة بهم في حكومة الإطار التنسيقي التعليق على تحركات الطائرات الأمريكية دون طيار في المدن العراقية.

بغداد- الرافدين
قال عراقيون إن الطائرات الأمريكية دون طيار التي تجوب المجال الجوي العراقي على انخفاض واطئ، هي إشارة مهينة لانصياع الميليشيات الولائية وفق التعليمات الإيرانية لوقف التصعيد.
وذكر عراقيون من محافظات بغداد والأنبار وأربيل وبابل، أنهم يشاهدون يوميًا طائرات المراقبة الأمريكية فوق معسكرات الحشد الشعبي والميليشيات الولائية.
وانصاعت الميليشيات الولائية لتعليمات إيرانية صارمة بعدم التحرش بالقوات الأمريكية في العراق وسوريا، خشية من قيامها برد قاتل.
ومنذ الرابع من شباط لم يتم الإبلاغ عن أي هجمات على القوات الأمريكية في العراق وسوريا حيث تتمركز الميليشيات الولائية المرتبطة بفيلق القدس الإيراني.
ويمتد نشاط الطائرات الأمريكية دون طيار إلى العاصمة العراقية بغداد، بالإضافة إلى محافظات الأنبار ونينوى وأربيل وبابل، حسبما قالت مصادر أمنية وسكان لمراسلة النسخة الإنجليزية من صحيفة “العربي الجديد”.
وأشارت المصادر إلى أن الطائرات دون طيار تشارك في المقام الأول في مهام استطلاعية تهدف إلى حماية القوات الأمريكية من التهديدات المحتملة من الميليشيات الولائية.
وتعمل الطائرات الأمريكية دون طيار على ارتفاعات أقل من ارتفاعات الطائرات المدنية، وأحياناً تكون مرئية أو مسموعة للسكان، خاصة خلال ساعات الليل.
وعلى الرغم من توقف الهجمات لأكثر من عشرين يومًا، تظل واشنطن حذرة، وتستخدم الطائرات دون طيار لأغراض المراقبة والاستهداف المحتمل.
ورجحت المصادر أن يتم نشر هذه الطائرات من قاعدة حرير الجوية في أربيل وعين الأسد في الأنبار، مشيرة إلى الجهود الأمريكية لتأمين أفرادها وسط قصور ملحوظ في الإجراءات الأمنية العراقية وافتقارها للسيطرة على تحركات الميليشيات.
ولواشنطن نحو 900 جندي في سوريا و2500 في العراق.
ويتجنب قادة الميليشيات الولائية والكيانات السياسية المرتبطة بهم في الغالب مناقشة تحركات الطائرات الأمريكية دون طيار وغالبًا ما يمتنعون عن التعليق على وقف إطلاق النار. لكن زعيم ميليشيا “النجباء” أكرم الكعبي أكد مؤخرا أن التهدئة الحالية ليست أكثر من “تكتيك مؤقت لإعادة التموضع وإعادة الانتشار”، مشيرا إلى أن بعض “الخونة والعملاء” قدموا معلومات عن مواقعنا. من دون أن يكشف عن هوية هؤلاء وعما إذا كانوا من حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني أم من زعماء ميليشيات الحشد.
بيد أن السوداني قدم “شكره الجزيل للجمهورية الإسلامية الإيرانية والإمام علي خامنئي” وفق نص التعبير الذي استخدمه خلال لقاء مع السفير الإيراني في بغداد محمد كاظم آل صادق، أثر انصياع الميليشيات في العراق للقرار الإيراني بوقف التصعيد مع القوات الأمريكية.
وقال السوداني للسفير الإيراني إن من مصلحة حكومتي استمرار الهدوء السياسي وعدم ارتكاب أي خروقات تضر بعلاقتنا مع الولايات المتحدة.
وشدد بقوله إن الدور الإيراني كان فاعلا في هذا الأمر سواء من قبل وزير الخارجية أمير حسين عبد اللهيان أو من قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني الذي زار العراق واجتمع مع زعماء الميليشيات في مطار بغداد بغية التهدئة.
وكرر السوداني شكره للدور الإيراني الذي فرض تعليماته الصارمة على الميليشيات الأمر الذي أدى إلى التهدئة منذ أسابيع.
وسبق أن كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن ممثلين عن المرجع علي السيستاني قد انضموا إلى اجتماع قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني مع زعماء الميليشيات الذي عقد في مطار بغداد الشهر الماضي.
وذكرت الصحيفة في تقرير موسع كتبه ثلاثة من المراسلين إن ممثلي السيستاني الذين شاركوا في اجتماع قاآني مع زعماء الميليشيات في مطار بغداد، دعموا الموقف الإيراني المطالب بإيقاف الهجمات على القوات الأمريكية ومبنى سفارتها في بغداد، من أجل الحفاظ على حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني.
ولعب السوداني، دورًا أيضًا، حيث أخبر قادة الميليشيات العراقية والجنرال قاآني أن الهجمات المستمرة على القوات الأمريكية أدت إلى تعقيد المفاوضات بين بغداد وواشنطن بشأن انسحاب القوات الأمريكية.
والتقى قاآني بممثلي عدة ميليشيات مسلحة في مطار بغداد يوم التاسع والعشرين من كانون الثاني الماضي، بعد أقل من 48 ساعة من اتهام واشنطن لهذه الميليشيات بالوقوف وراء مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في موقع البرج 22 العسكري بالأردن.
وأبلغ قاآني، الذي قُتل سلفه قاسم سليماني في هجوم بطائرة مسيرة أمريكية بالقرب من المطار نفسه قبل أربع سنوات، لذلك فضل ألا يغادر المطار، الميليشيات بأن سفك الدماء الأمريكية يخاطر برد أمريكي عنيف.
وقال زعيم فيلق القدس للفصائل المسلحة إنه يتعين عليها أن تبتعد عن المشهد لتجنب شن ضربات أمريكية على كبار قادتها أو تدمير بنيتها التحتية الرئيسية أو حتى الانتقام المباشر من إيران.
وأيد ممثلا مرجعية النجف الحاضران في اجتماع المطار كلام قاآني الذي اعتبر أن تجدد الصراع في البلاد يهدد بإضعاف حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني وبالتالي التفريط بـ “حكم المذهب” للعراق.
وانصاعت الفصائل والميليشيات الولائية المنضوية في الحشد الشعبي لتعليمات صارمة من قائد فيلق القدس الإيراني حظيت بموافقة ممثلي السيستاني، بإيقاف الهجمات على القوات الأمريكية.
وقال مسؤول عراقي له علاقات وثيقة مع ميليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران “إن إيران تبذل قصارى جهدها لمنع توسع الحرب والتصعيد من الوصول إلى نقطة اللاعودة”.
وأضاف أن زعماء الميليشيات استجابوا لطلب إيران التي قامت بتدريبهم وتسليحهم.
ويجمع مراقبون على أن انصياع الميليشيات يكشف طبيعة التخادم الأمريكي الإيراني في العراق لاستمرار الوضع على ماهو عليه.
إلا أن مراقبين يفسرون هذا الكلام بذريعة واهية، تسقط الشعارات الإيرانية عن تحرير القدس.
وقال سينا آزودي، المحاضر في جامعة جورج واشنطن والخبير في الأمن في الشأن الإيراني “إنهم خائفون من المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة، ويعلمون أنه إذا قُتل أمريكيون مرة أخرى فإن ذلك يعني الحرب”. وأضاف في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز “كان عليهم كبح جماح الميليشيات وإقناعهم بأن الحرب مع الولايات المتحدة يمكن أن تلحق الضرر بطهران أولاً ومن ثم بالمحور بأكمله”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى