أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

رسول الله عليه الصلاة والسلام انتقل بالإنسان من مكانة دُنيا إلى منزلة عليا

الدكتور محمد محمود لطيف: ميزان النظام المتكامل لا يمكن أن يتحقق إلا ببناء الفرد المفضي إلى بناء المجتمع، وأن تكوين الإنسان السوي في البناء الاجتماعي يؤهل إلى تكوين الوحدة الاجتماعية، والأخلاقية والسياسية.

عمان- الرافدين
قال الشيخ الدكتور محمد محمود لطيف إن رسول الله عليه الصلاة والسلام انتقل بالإنسان من مكانة دُنيا إلى منزلة عليا، وفي ظل هديه تطوّر الفرد المسلم وأصبح مؤهلاً ليكون لبنة عظيمة ومؤثرة في بناء وتكوين اجتماعي يحقق المراد من الدعوة الإسلامية، بما يقود إلى تكوين الدولة المسلمة العادلة.
جاء ذلك في المحاضرة التي القاها الدكتور لطيف، عن البناء الاجتماعي في الهدي النبوي، وأسس تكوين المجتمع الصالح في ظل التشريع الإسلامي ضمن فعاليات الموسم الرمضاني لهيئة علماء المسلمين في العراق التي تبثها منصّة “غياث” العلمية والدعوية مرّتين في الأسبوع طيلة الشهر الكريم.
واستهل الدكتور محمد محمود لطيف محاضرته بمقدمة تتناول أسس التربية التي تلقاها الصحابة – رضي الله عنهم – من النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – موضحًا أن ميزان النظام المتكامل لا يمكن أن يتحقق إلا ببناء الفرد المفضي إلى بناء المجتمع، وأن تكوين الإنسان السوي في البناء الاجتماعي يؤهل إلى تكوين الوحدة الاجتماعي، والأخلاقية والسياسية، وما يتعلق بشؤون الحياة كافة، مشيرًا إلى أن واقع الناس المعاصر بات بأشد الحاجة إلى الهدي النبوي والقيم والمعايير التي يتضمنها؛ من أجل النهوض بالمجتمعات وانتشالها مما تعانيه من اضطراب أخلاقي وقيمي وسلوكي.
وذكر المحاضر أن الهدى في البناء الاجتماعي يشير إلى وجود وقواعد ومعايير في تكوين البناء، تنتج عنها أنماط معينة للسلوك يعبر عنها بالروابط الاجتماعية أو العلاقات، موضحًا أن منظومة البناء في الإسلام بمفاصلها المتعددة: (السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والقضائية، والمالية، وغيرها) تقوم على أربعة أسس مشتركة، هي: الأساس العقدي، والأساس التشريعي، والأساس التعبدي، والأساس الأخلاقي، مستعرضًا أمثلة وتطبيقات توضح معنى كل أساس منها وتكشف عن مقاصده وثماره وتأثيراته في الحياة عامة.
وأكّد الدكتور محمد محمود لطيف على أن الإسلام أراد تربية وجدان المسلم حتى يكون ذا نفع في بيئته، ومؤهلاً لتكوين مجتمع يقوم على التكافل الاجتماعي، وضرب على ذلك جملة من الأمثلة التي من بينها ما تقتضيه توبة المسلم حين يرتكب ذنبًا، بإتباعه بعمل صالح، من قبيل: الصدقة التي لا تخفى آثار نفعها على المجتمع، أو بالصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر بما يحفظ للمجتمع عفته وصلاحه، أو بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما لهما من تأثير بيّن في استقامة المجتمع وانضباطه.
ونبّه الدكتور المحاضر إلى أن الإسلام حينما أمر بالأخوة بين مكوّنات المجتمع وأفراده، أراد بناء منظومة ذات قيم، عن طريق النهي عن الأفعال التي تهدم وتؤسس للبغضاء والفرقة، مثل: الغيبة، والنميمة، والقطيعة، وسوء الظن، والتجسس، وتتبع العورات، والحسد، والخذلان، والظلم، وغير ذلك، مشيرًا في هذا المقام إلى ما يعانيه أهلنا في قطاع غزة من خذلان فظيع ومؤلم وهم يتعرضون لظلم كبير من جرّاء العدوان وجرائم الإبادة والتجويع والتشريد التي يرتكبها الاحتلال يوميًا.
وختم الدكتور لطيف محاضرته بالترغيب بحسن الخلق الذي يُعدُّ أصلاً لأدب التعامل بين الناس، مسلطًا الضوء على الأفعال الاجتماعية للنبي -صلى الله عليه وسلم- الذي كان خلقه القرآن في شؤونه كلها، ولكونه قدوة وأسوة حسنة؛ ينبغي على المسلمين وجوبًا الاقتداء به في أحوالهم وظروفهم كلها.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى