أخبار الرافدين
تقارير الرافدينطوفان الأقصى: القضية الفلسطينية في الواجهة الدوليةعربية

وحشية الاحتلال تئد أحلام أسيرة محررة بقتل طفليها في غزة

المحررة وفاء البس، كانت تحلم مثل أي فتاة ببناء أسرة وإنجاب أطفال، وهذا ما حدث فعلاً بعد خروجها من سجون قوات الاحتلال، إلا أن غارة وحشية دمرت كل مشروعها وأحلامها وقتلت طفليها في عمارة نزحوا إليها من شمال قطاع غزة.

غزة- على أطلال عمارة سكنية دمرتها الطائرات الحربية “الإسرائيلية”، تحتضن الأسيرة المحررة وفاء البس ألعاب طفليها، اللذين فقدتهما جراء الهجوم الوحشي لقوات الاحتلال على العمارة.
تلك الدمى أصبحت ذكرى مؤلمة للأسيرة التي خرجت من سجون قوات الاحتلال وعانت الويلات أثناء اعتقالها لمدة 7 سنوات قبل الإفراج عنها عام 2011 في صفقة لتبادل الأسرى.
المحررة “البس”، كانت تحلم مثل أي فتاة ببناء أسرة وإنجاب أطفال، وهذا ما حدث فعلاً بعد خروجها من سجون “إسرائيل”.
فبعد تحررها، تزوجت “البس” وأنجبت طفلين، براء وحسن، وكانا لها سندًا وحياة جديدة تبني بها آمالها في الاستمرار بالحياة بعد سنوات من العذاب داخل السجون والمعتقلات الانفرادية.
لكن “إسرائيل” لم تتركها تعيش حياتها الوردية كما كانت تخطط بالاستقرار والسلام، فغارة وحشية دمرت كل مشروعها وأحلامها وقتلت طفليها في عمارة نزحوا إليها من شمال قطاع غزة إلى مدينة غزة بعد قصف منزلهم المكون من أربع طوابق.
وأثناء جلوسها على أنقاض العمارة، تستحضر البس ذكريات الأيام الجميلة التي عاشتها مع أطفالها، حيث طلب ابنها براء أن يلعب كرة القدم، فسجلته في أحد الأندية في غزة وجلبت له كرة هدية.
ولم تتردد وفاء البس في شراء دمية لطفلها حسن تصوّر شخصية “سبايدر مان” الشهيرة عندما طلبها.
وصفت البس طفلها حسن بأنه “حلو وحنون”.
البس كانت تجد في طفليها حياة جديدة بعد سنوات مريرة قضتها في السجون، فهما كانا مصدرًا للفرح والسرور بالنسبة لها.
تلك السنوات المريرة من العذاب كانت تتلاشى عندما تجلس مع طفليها، إذ ينسيانها ماضيها الصعب ويمنحانها القوة والحب للحياة.
بعد سنوات من السجن، عادت الآلام لتحطم المحررة الفلسطينية البس، مما ألقى بظلال من الحزن على حياتها.


جثامين أطفال بريئة تحت الركام
فقد قضى الدمار على منزلها، ووجدت نفسها تنوح بحثًا عن جثماني طفليها بين الأنقاض، وسط جهود طواقم الدفاع المدني.
لكن بحثها لفترة طويلة لم ينتج عنه سوى استخراج ألعاب ودمى وذكريات طفليها، التي احتفظت بها في حقيبة صغيرة، تُذكِّرها بأوقات الفرح والسعادة على الرغم من الألم والدمار الذي حل بها.
وتمسك البس بتلك الذكريات بين أضلعها، وهي تجلس تتذكر كيف كانت تلهو مع براء وحسن، وكيف كانت تضحك وتلعب معهما.
كانت البس تشعر بالسعادة المطلقة عندما ترى ابتسامتيهما تزينان وجهيهما البريئين، وتتمنى لو يمكنها استعادة تلك اللحظات مرة أخرى.
وتشعر البس بالألم الشديد لفقدان براء وحسن، اللذين كانا مصدرًا لقوتها وصمودها في وجه كل المصاعب التي مرت بها.
تقول البس لمراسل وكالة “الأناضول” “خرجت من السجن وتزوجت وأنجبت براء وحسن، ما رأيت بالدنيا غيرهم هم رأس مالي”.
وتضيف “هم تحت الردم، هذا حذاء براء، وتلك كرة القدم، وهذه دمية، لم أرَ شيئًا جميلًا في تلك الحياة”.
وتابعت “طفلي براء شهم وحسن ما أحلاه، أبيض البشرة ووجه مدور وحنون، هم سندي بالدنيا”.
وقالت بألم “رجعوا أولادي ووقفوا الحرب”.
وناشدت الأسيرة المحررة الرئيس الفلسطيني محمود عباس والدفاع المدني بسرعة إخراج طفليها من تحت الأنقاض لتلقي النظرة الأخيرة عليهم.
بدوره، قال أحد الفلسطينيين أثناء تواجده فوق أطلال المنزل، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف المنزل وقتل تسعة أفراد، بينهم أطفالًا، تحت غطاء أمريكي.
وأضاف “الاحتلال يمارس عدوانه بسبب الفيتو الأمريكي الذي أيد استمرار القتال في قطاع غزة”.
وتساءل “أين العرب والمسلمون مما يحدث في قطاع غزة، من قتل وتشريد للفلسطينيين؟”.
وأوضح أن الفلسطينيين في قطاع غزة مهما حصل لهم لن يتركوا منازلهم ولن يخرجوا من أرضهم.
ويحل شهر رمضان هذا العام، بينما تواصل قوات الاحتلال حربها المدمرة ضد قطاع غزة رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، بتهمة ارتكاب جرائم “إبادة جماعية” في حق الفلسطينيين.
وبالإضافة إلى الخسائر البشرية تسببت الحرب “الإسرائيلية” بكارثة إنسانية غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل حوالي 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى