أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

واشنطن تحذر السوداني من مغبة وضع أنظمة الدفاع الجوي بيد إيران

ينظر خبراء عسكريون عراقيون إلى الرغبة الإيرانية ببناء القدرات الدفاعية للجيش العراقي، إلى أنها استحواذ وسيطرة على العقيدة العسكرية العراقية، وآخر ما تفكر به طهران هو تطوير الجيش العراقي الذي خاضت معه حربًا لثماني سنوات.

بغداد- الرافدين
حذرت الإدارة الأمريكية رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني، من مغبة ترك أنظمة الدفاع الجوي للقوات العراقية تحت السيطرة التسليحية والتدريبية الإيرانية.
وأوصلت واشنطن رسائل حازمة عبر مسؤولين أمريكيين بما فيهم السفيرة ألينا رومانوسكي لحكومة الإطار التنسيقي تحذرها من صفقة تعمل عليها حكومة السوداني بشأن تزويد القوات العراقية، بأنظمة دفاع جوي إيرانية.
وأعلنت حكومة السوداني أنها تبحث عن أنظمة دفاع جوي جديدة، وأرسلت لجانًا إلى عدة دول للتفاوض بشأن العقود. وفي حين أنه من غير الواضح من أين ستحصل بغداد في نهاية المطاف على هذه الأنظمة، إلا أن إيران وكوريا الجنوبية قد تكون أفضل الدول المرجحة لهذه الصفقة وفق بول إيدون المتخصص بالشؤون العسكرية والسياسية في دول الشرق الأوسط.
وأبدت إيران اهتمامًا في بناء القدرات الدفاعية الجوية للجيش في العراق فضلا عن ميليشيات الحشد الشعبي التي تفضلها طهران على القوات الحكومية، وأعربت مؤخرًا عن اهتمامها بإجراء تدريبات دفاع جوي مشتركة مع الدول الحليفة.
وينظر خبراء عسكريون عراقيون إلى الرغبة الإيرانية ببناء القدرات الدفاعية للجيش العراقي، إلى أنها استحواذ وسيطرة على العقيدة العسكرية العراقية، وآخر ما تفكر به طهران هو تطوير الجيش العراقي الذي خاضت معه حربًا لثماني سنوات.
وكان المرشد الإيراني علي خامنئي قد دفع خلال زيارة السوداني إلى طهران نهاية العام 2022 إلى المزيد من “مذكرات التفاهم والتعاون بين إيران والعراق” في إشارة لربط السيادة والتسليح والاقتصاد العراقي بإيران.
وقال “في الفترات السابقة جرت مفاوضات وتفاهمات جيدة لكنها لم تصل إلى مرحلة العمل. لذلك علينا أن نتحرك نحو العمل فيما يتعلق بجميع الاتفاقات، وخاصة في مجال التعاون الاقتصادي وتبادل البضائع والسكك الحديدية”.
وطورت إيران بعض الدفاعات الجوية بعيدة المدى في السنوات الأخيرة والتي يمكن أن تقدمها لبغداد وفق شروطها، مثل نظام بافار-373، الذي تفتخر طهران بأنه أقوى من نظام إس-300 وفي نفس مستوى نظام إس-400.
وعارضت الولايات المتحدة حصول العراق على مثل هذه القدرات المتطورة من إيران، خاصة إذا قام أفراد إيرانيون بتشغيل هذه الأنظمة المتقدمة لأنهم قد يعرضون العمليات الجوية “للتحالف في العراق” للخطر إذا كانت هناك جولة أخرى من الأعمال العدائية بين القوات الأمريكية ووكلاء الميليشيات الإيرانية.
وذكرت واشنطن أن حكومة السوداني ستخاطر بتكبد عقوبات أمريكية بموجب قانون محاربة أعداء الولايات المتحدة من خلال قانون العقوبات “كاتسا” إذا قدمت بغداد مثل هذا الطلب الكبير إلى طهران.
وأعلن المتحدث العسكري بحكومة السوداني في الثامن عشر من آذار أن العراق يبحث التعاقد على الأسلحة والأنظمة المتقدمة، وهناك لجان فنية وعسكرية زارت عددًا من الدول وقدمت لها عروضًا للحصول على أسلحة مضادة للطائرات.
والتقى وزير الدفاع في حكومة الإطار التنسيقي ثابت العباسي مع نظيره الكوري الجنوبي شين وون-سيك في الحادي والعشرين من آذار لبحث التعاون العسكري.
وناقش العباسي شراء مروحية كورية الصنع من طراز “KUH-1” باسم “سوريون”.
ولا يؤكد أي من هذه التطورات الأخيرة أن بغداد ستختار في نهاية المطاف نظام الدفاع الجوي الكوري الجنوبي. وفق بول إيدون المحلل العسكري لمجلة الأعمال الأمريكية “فوربس”.
وسبق أن بحث وزير الدفاع ثابت العباسي، مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال زيارة إلى طهران الصفقات التسليحية والتعاون الأمني.
ونقل العباسي عن رئيسي تأكيده على “دعم طهران للمساعي التي يبذلها العراق لإعادة بناء البلاد من جميع النواحي”. وثمّن العباسي “دعم إيران للعراق وشعبه”.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” عن رئيسي قوله، إن “العراق يجب ألا يتحوّل إلى مكان للتآمر أو التهديد ضد جيرانه”.
واعتبر رئيسي أن الحدود المشتركة بين إيران والعراق “حدود الصداقة والتعاون”، مؤكدًا أن بلاده “تعتبر أمن العراق من أمنها”.
كما بحث العباسي مع نظيره الإيراني محمد رضا آشتياني، سبل تطوير العلاقات الثنائية بما يخدم المؤسسة العسكرية، خلال لقاء جمعهما في إطار زيارة أجراها لطهران.
وكانت أهم عملية استحواذ قام بها العراق في مجال الدفاع الجوي بعد عام 2003 في عام 2014 عندما حصل على أنظمة Pantsir-S1 متوسطة المدى من روسيا.
وأشار مسؤولون حكوميون إلى أن بغداد مهتمة باحتمال الحصول على أنظمة صواريخ طويلة المدى متقدمة من طراز S-300 أو S-400 من موسكو.
وتعد الولايات المتحدة أيضًا خيارًا، ولكنها قد لا تكون الحل الأمثل. هناك بند في قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2024 الذي أقره الكونغرس “لتجهيز وتدريب قوات الأمن العراقية وقوات البيشمركة الكردية للدفاع ضد الهجمات بالصواريخ والقذائف والأنظمة غير المأهولة”.
غير أن الولايات المتحدة قد تكون مترددة في توفير دفاعات جوية متقدمة للعراق. علاوة على ذلك، قد تعارض الميليشيات الولائية المنضوية في الحشد الشعبي التي تمتلك التأثير الكبير على السوداني، أي صفقة تسليح مع الولايات المتحدة وتفضل أن تكون الصفقة مع إيران.
وسبق أن لجأت الحكومة في بغداد إلى الولايات المتحدة لشراء أنظمة دفاع جوي في عام 2013. وطلبت بغداد 40 نظام دفاع جوي قصير المدى من طراز AN/TWQ-1 Avenger وثلاثة بطاريات من طراز Hawk-21، وهي نسخة حديثة من طراز MIM-23 Hawk متوسط المدى.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى