أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

لاءات هيئة علماء المسلمين برفض الاحتلال والطائفية والدستور تعبر عن جوهرها الوطني

مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين الدكتور مثنى الضاري يحذر من الوقوع في المغالطات عند التوصيف حينما يتم التعاطي مع الهيئة بالاقتصار على وصفها بـ(جهة دينية) في محاولة لمنعها من حقها في معالجة الشؤون العامة، أو لحصر فعلها أو رؤيتها ضمن اتجاه واحد، لا سيما وأن وصف الشرعية يقتضي بالضرورة الدين، والحياة.

عمان- الرافدين
قال مسؤولان في هيئة علماء المسلمين في العراق إن اللاءات الخمس في فكر الهيئة وتوأمة الجهد المناهض والعمل المقاوم، يعبران عن جوهر وفكر وموقف الهيئة في مناهضة مشروع الاحتلال الأمريكي للعراق.
جاء ذلك في ورقتين قدمهما مسؤول القسم السياسي الدكتور مثنى حارث الضاري ومسؤول قسم الثقافة حارث الأزدي، في ندوة تحت عنوان “أدبيات هيئة علماء المسلمين وثوابتها وتأثيرها في واقع ومستقبل العراق”، بمناسبة الذكرى الحادية والعشرين لتأسيسها، وبمشاركة نخبة من أعضاء الهيئة ومؤازريها.
وسلّطت الندوة الضوء على محورين رئيسين تناول الأول منهما “اللاءات الخمس في فكر الهيئة” في ورقة حارث الأزدي، في حين اهتم المحور الثاني بالقراءة في تأريخ الهيئة.. توأمة الجهد المناهض والعمل المقاوم” ضمن ورقة للدكتور مثنى حارث الضاري.
وتحدّث مسؤول القسم السياسي عن توأمة الجهد المناهض والعمل المقاوم في ظل قراءة لتأريخ الهيئة بدءًا من ظروف تأسيسها ونشأتها ومرورًا بما عالجته من المواقف القضايا الكثيرة على مدى عقدين وانتهاءً بواقع الحال الذي يعيشه العراق اليوم في ظل الاحتلال المزدوج وسطوة الميليشيات الطائفية.
وبيّن الدكتور الضاري في مقدمة ورقته معنى التوأمة وهي الجمع والتكامل بين مشروعين متوازيين في مواجهة الاحتلال، الأول: تقوده القوى المناهضة للاحتلال والعلمية السياسية وفي طليعتها هيئة علماء المسلمين، والآخر: المشروع الجهادي الذي تقوده فصائل المقاومة العراقية، مشيرًا إلى ميزة الهيئة في هذا الأمر بكونها (هيئة شرعية) تعنى بأمور الدين والدنيا، ومن ذلك: السياسة والفكر، والشأن العام، والحقوق، والجانب الإنساني، والاجتماعي، وغير ذلك من مظاهر الحياة.


الدكتور مثى حارث الضاري: هيئة علماء المسلمين عبر تأريخها عملت على توأمة الجهد المناهض والعمل المقاوم للاحتلال

وحذر مسؤول القسم السياسي من الوقوع في المغالطات عند التوصيف حينما يتم التعاطي مع الهيئة بالاقتصار على وصفها بـ(جهة دينية) في محاولة لمنعها من حقها في معالجة الشؤون العامة، أو لحصر فعلها أو رؤيتها ضمن اتجاه واحد، لا سيما وأن وصف (الشرعية) يقتضي بالضرورة الدين، والحياة.
وتناول الدكتور الضاري بالبيان والشرح أبرز معالم التوأمة بين الجهدين المناهض والمقاوم، والتي منها: خطاب الهيئة المقاوم وطبيعته في تبني رؤية المقاومة، والدفاع عن المقاومة وفصائلها ودفع الشُّبَه عنها، ونظرة الناس إلى الهيئة وتعاملهم معها، وأدبيات الهيئة ورؤيتها وما تتضمنه مواقفها وحراكها السياسي، فضلاً عن انخراط أعضاء من الهيئة – سواء من الأمانة العامة أو مجلس الشورى أو الهيئة العامة في فروعها في المحافظات العراقية- في المقاومة سواء في العمل الميداني أو في مسارات النصح والإرشاد والتقويم.
وشملت ورقة مسؤول القسم السياسي في الهيئة جوانب تأريخية تتعلق بأحداث تأسيس الهيئة، ونخبة من مواقفها، فضلاً عن جهدها العام ومسارها في العمل السياسي، معززًا ذلك بالشواهد والوقائع، بالإضافة إلى أنماط تأثير الهيئة في الساحة العراقية، ودورها في تكوين الفكر المناهض للنظام السياسي القائم حاليًا في العراق.
وقال مسؤول قسم الثقافة في هيئة علماء المسلمين حارث الأزدي في مستهل حديثه إن أروقة الهيئة بأذرعها الإعلامية والسياسية والثقافية والاجتماعية والدعوية وعلى مدار عقدين أو يزيد؛ شكّلت صورة واضحة جلية لم تتضمن طرحًا طائفيًا لمواجهة الاستعلاء الطائفي المستند إلى تأييد قوة الاحتلال، ولا إلى القوة الإقليمية المتمددة في العراق، ولا نفسًا تقسيميًا في أقسى مراحل المواجهة وطرح المخططات التقسيمية، ولا رؤية تتماهى مع طروحات محتل مباشر أو محتل ثانوي، مبينًا أن الهيئة كانت حريصة كل الحرص على وحدة العراق أرضًا وشعبًا وتاريخًا.
وأضاف الأزدي أن هذه المعاني تعبّر عنها اللاءات الخمس في فكر الهيئة، وهي: (لا للاحتلال) بوصفه المشكلة الرئيسة في العراق وعليه تقوم الأحداث وتتخذ المواقف، و(لا للعملية السياسية) في ظله والتي تعد لعبة سياسية باتت لا يختلف عليها اثنان من العراقيين بأنها آذت ولم تقدم شيئًا مما رفعته لافتة للتسويق المبتذل على شتى الصعد التعليمية والصحية والخدمية بل عملت على تمزيق اللحمة المجتمعية بطروحات طائفية لم تجن منه الطوائف المتاجر بها سوى الخيبة والخذلان ونقص في الأموال والأنفس والثمرات في مقابل إثراء أمراء الطرح الطائفي على حساب المواطن الفقير.


حارث الأزدي: أروقة الهيئة بأذرعها الإعلامية والسياسية والثقافية والاجتماعية والدعوية، شكّلت صورة واضحة جلية لم تتضمن طرحًا طائفيًا لمواجهة الاستعلاء الطائفي المستند إلى تأييد قوة الاحتلال، ولا إلى القوة الإقليمية المتمددة في العراق

و(لا للدستور) الذي جيء به للتصويت بمسرحية الكتابة السريعة وتقنين الطائفية وبرمجة الأحقاد والنزاعات بما يخدم مشروع الاحتلال، وتسويق الانخداع، و(لا للطائفية) التي أطلقت الهيئة وصفها في ظل هذا التصور وقالت: إن ما يجري في العراق ليس أساسه التنوع العرقي ولا التوجه الطائفية بل هو الطائفية السياسية التي توفر للمشتركين في العملية السياسية مساحة كبيرة في التحكم وسوق الفتن وتوظيف الطائفية خدمة لتوجهاتهم، ثم (لا لتقسيم العراق) وما له صلة بمقاصد التقسيم ودوافعه والغايات المرجوة منه، وهي جعل البلد أوصالاً ممزعة ينخرها الفقر والاختلاف، بنا على تقسيمات طائفية تارة وعرقية تارة أخرى مما يقوي شوكة المشكلات التي تعصف بالعراق وشعبه.
وختم مسؤول قسم الثقافة حديثه بالقول: اليوم وبعد إحدى وعشرين سنة من المناهضة، يقف المنصفون والمؤازرون لعمل هيئة علماء المسلمين في العراق على ناصية الحقيقة ليؤكدوا سلامة النهج وصدق الاستشراف، في حين لا يجد المرجفون والمناوئون والخصوم غير كيل الاتهامات الباطلة وسوق الأراجيف بغية خلط الأوراق وإبعاد المواطن العراقي عن تأييد خطابها تارة بالتهديد وأخرى بالترغيب بوظائف يحصل عليها عدد قليل فيما تعيش أغلبية الشعب حالة العوز والفقر والحرمان.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى