أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

جنرال أمريكي متقاعد يشهد أمام المحكمة عن تعذيب سجناء أبو غريب

الجنرال المتقاعد أنطونيو تاغوبا لهيئة المحلفين: المقاول ستيفن ستيفانوفيتش المشرف على السجن من شركة “سي إيه سي آي إنترناشيونال” حاول تخويفي بينما كنت أحقق في انتهاكات سجن أبو غريب.

بغداد- الرافدين
شَهدَ جنرال بالجيش الأمريكي حقق في تعذيب المعتقلين العراقيين قبل عشرين عامًا في سجن أبو غريب سيئ السمعة، بأن مقاولًا أصدر تعليمات لحراس السجن بتعذيب المعتقلين عند استجوابهم للحصول على اعترافات منهم، لكنه استخدم مفردة (soften up) للتخفيف من وطأة كلمة التعذيب واستبدالها بـ”التليين”.
وقال الجنرال المتقاعد أنطونيو تاغوبا لهيئة المحلفين في المحكمة إن المقاول ستيفن ستيفانوفيتش المشرف على السجن من شركة “سي إيه سي آي إنترناشيونال” حاول تخويفه بينما كان يحقق في انتهاكات سجن أبو غريب.
وكانت شهادة تاغوبا أقوى دليل حتى الآن على أن الموظفين المدنيين في شركة المقاولات العسكرية (CACI) ومقرها فيرجينيا لعبوا دورًا في إساءة معاملة سجناء أبو غريب.
وخلص تاغوبا إلى أنه “كان يعلم بوضوح أن تعليمات ستيفانوفيتش تعادل الاعتداء الجسدي”.
وقال في شهادته أمام المحكمة يوم الثلاثاء السادس عشر من نيسان إنه استجوب شخصيًا ستيفانوفيتش لمدة ساعة تقريبًا كجزء من تحقيقه.
ووقف ثلاثة ناجين من سجن أبو غريب في مواجهة أحد المقاولين العسكريين الذي يُحمّلونه مسؤولية ما مروا به من تعذيب، في المحكمة الجزائية الأمريكية في بفيرجينيا. وبعد 21 عامًا من احتلال العراق.
ويعمل المدعون على تحميل الشركة مسؤولية توفير الظروف التي سهلت التعذيب الذي تعرضوا له. ودعموا أقوالهم بأدلة في التحقيقات الحكومية تفيد بأن مقاوليها أمروا الشرطة العسكرية بانتزاع اعترافات المحتجزين أثناء استجوابهم.
وسبق أن قاد الجنرال المتقاعد تحقيقًا في فضيحة أبو غريب، وخلص إلى أنه ينبغي محاسبة مستجوِب واحد على الأقل من “سي إيه سي آي إنترناشيونال” على إصدار تعليمات للشرطة العسكرية بلغت الإساءة البدنية.
ويرفع ثلاثة معتقلين سابقين في السجن دعوى قضائية ضد شركة CACI “سي إيه سي آي إنترناشيونال” في المحكمة الفيدرالية الأمريكية، متهمين الشركة التي أشرفت على السجن بتعذيبهم.
وأشار تحقيق سابق للجيش الأمريكي إلى المعاملة المروعة للمعتقلين في أبو غريب بالقرب من بغداد بأنها “سادية، وفاضحة، ووحشية”. وتم تقديم العديد من الضباط العسكريين من الرتب الدنيا إلى محكمة عسكرية لدورهم في التعذيب، لكن شركة (CACI) مرت دون عقاب، وفقًا لمركز الحقوق الدستورية.
وتأخرت هذه المحاكمة لأكثر من 15 عامًا، هي المرة الأولى التي يتمكن فيها سجناء أبو غريب من رفع قضية مدنية أمام هيئة محلفين أمريكية.
وقال محامو المعتقلين بأن شركة (CACI) مسؤولة عن سوء معاملة المدعين الثلاثة لأن الشركة قدمت محققين مدنيين للجيش تم تعيينهم في أبو غريب وتآمروا مع الشرطة العسكرية التي كانت تعمل كحراس سجن لتعذيب النزلاء.
وفي حكم صدر عام 2018، رأت المحكمة المركزية أن المعاملة المزعومة من قبل الرجال في سجن أبو غريب تشكل تعذيبًا وجرائم حرب ومعاملة قاسية ولا إنسانية ومهينة لذا فأنها تمنح المحاكم الفيدرالية الأمريكية الولاية القضائية على الدعاوى المدنية التي يرفعها الرعايا الأجانب الذين يزعمون انتهاك القانون الدولي.
وتحدث المعتقل العراقي سهيل الشمري عن الاعتداءات الجنسية والضرب خلال شهرين قضاهما في السجن.
وقال الشمري إنه تعرض للصعق بالكهرباء وجُرّ في جميع أنحاء السجن بحبل مربوط حول رقبته.
وقال مراسل قناة “الجزيرة” السابق صلاح العجيلي إن الوضعيات التي أجبِر على اتخاذها جعلته يتقيأ سائلا أسود. كما حرم من النوم، وأجبر على ارتداء الملابس الداخلية النسائية وهُدد بالكلاب.
وأضاف أن القوات الأمريكية عرضته للتعذيب وغيره من أشكال سوء المعاملة، بما فيها الإذلال الجسدي، والنفسي، والجنسي أثناء احتجازه في سجن أبو غريب.
وقال المعتقل السابق طالب المجلي أنه كان أحد الرجال الذين ظهروا في صورة من أبو غريب انتشرت على نطاق واسع تظهر مجموعة من السجناء عراة وفوق رؤوسهم أكياس وهم مكدسون فوق بعضهم البعض في هرم بشري، بينما يبتسم جنديان أمريكيان خلفهما.
وأوضح “أمرنا جنديان أمريكيان، رجل وامرأة، بالتجرد من ملابسنا. كوّمونا، سجينا فوق سجين. كنت واحدا منهم”.
وأضاف أن القوات الأمريكية اعتقلته أثناء زيارة لأقاربه في محافظة الأنبار العام 2003.
وأوضح “في صباح 31 تشرين الأول 2003، حاصرت القوات الأمريكية القرية التي كان يعيش فيها عمي. أخذوا أولادا وشيوخا من القرية. أخبرتهم أنني ضيف من بغداد وأعيش في بغداد وجئت لزيارة عمي. وضعوا غطاء على رأسي وربطوا معصميّ برباطات بلاستيكية. وضعوني في عربة هامر”.
وبعد قضاء بضعة أيام في قاعدة الحبانية العسكرية ومكان مجهول في العراق، نقلت القوات الأمريكية المجلي إلى سجن أبو غريب. وقال إنه بدأ التعذيب حينها “نزعوا ملابسنا. تم الاستهزاء بنا والأكياس فوق رؤوسنا، لا حول لنا ولا قوة. تعذيب بالكلاب البوليسية، والقنابل الصوتية، وطلقات النار الحية، والمياه في الزنزانات”.
وسبق أن قالت قالت “هيومن رايتس ووتش” إن الحكومة الأمريكية تقاعست عن تقديم تعويضات أو سبل إنصاف أخرى للعراقيين الذين عانوا من التعذيب وغيره من الانتهاكات، رغم مرور عقدين على ظهور أدلة على إساءة القوات الأمريكية معاملة المعتقلين في سجن أبو غريب وغيره من السجون التي أدارتها الولايات المتحدة في العراق.
وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003، احتجزت الولايات المتحدة وحلفاؤها نحو 100 ألف عراقي بين 2003 و2009.
ووثّقت “هيومن رايتس ووتش” ومنظمات أخرى التعذيب وغيره من أشكال سوء المعاملة على يد القوات الأمريكية في العراق.
وقدم ضحايا الانتهاكات لسنوات شهاداتهم حول المعاملة التي تعرضوا لها، لكنهم لم يتلقوا سوى اعترافا ضئيلا من الحكومة الأمريكية، ولم يحصلوا على أي تعويض. وفق الحظر المفروض على التعذيب بموجب القانون المحلي الأمريكي، و”اتفاقيات جنيف 1949″، و”اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة”، والقانون الدولي العرفي، هو حظر مطلق.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى