أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدينمجالس المحافظات: بوابة مشرعة على الفساد

رومانوسكي تضفي شرعية مزيفة على الحكيم في سياسة التخادم مع إيران

لقاء السفيرة ونائب وزير الخارجية للشؤون السياسية للولايات المتحدة، مع عمار الحكيم يؤكد بأن واشنطن تتعامل مع أتباع إيران بوصفهم الحاكم الفعلي في العراق.

بغداد- الرافدين
أضفت السفيرة الأمريكية في العراق ألينا رومانوسكي، شرعية سياسية زائفة ومنحت زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم تفويضًا على ميليشيات منضوية في الحشد الشعبي، عندما التقت به من أجل العمل “على ضرورة وقف الهجمات التي تستهدف منشآت الولايات المتحدة في العراق” وفق تصريح لرومانسكي.
ولم تكشف السفيرة وهي تعلن عما أسمتها “محادثة مهمة مع الحكيم، حيث اتفقنا على ضرورة وقف الهجمات على المنشآت الأمريكية في العراق” عن المنصب الحكومي الذي يشغله الحكيم للتفاوض معه.
وأجمع مراقبون سياسيون على أن السفيرة الأمريكية في “تفويضها” للحكيم ليكون مسؤولا على سلوك ميليشيات الحشد الشعبي الولائية، تسعى لإضفاء شرعية سياسية عليه خصوصًا بعد انتخابات مجالس المحافظات، في سياسة التخادم المستمرة بين الولايات المتحدة وإيران في العراق.
ووصفوا لقاء رومانسي مع الحكيم ثم فيكتوريا نولاند نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية للولايات المتحدة، بأن الولايات المتحدة تتعامل مع “أتباع” إيران في العراق بوصفهم الحاكم الفعلي في العراق. كما تبعث برسالة واضحة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي يحمل ضغينة أسرية وتنافسية مع الحكيم.
ويعود التنافس بين عائلي الصدر والحكيم إلى عقود تاريخية، وأن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لا يمكن أن يقبل بعمار في أي شراكة سياسية أو اجتماعية.
الأهم من ذلك، حسب تعبير الكاتب كرم نعمة، أن التنافس بين أسرتي الحكيم والصدر على مجد طائفي تحول إلى موقع سياسي لاحقًا وكراهية شديدة عادة ما يتعلمها رجال الدين الطائفيون من المرويات التاريخية.
ولم يصدر عن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني أي تعليق عن لقاء رومانسي ونولاند مع الحكيم، مع أنه لا يشغل أي منصب في حكومته.
ويعزو مراقبون التركيز على الحكيم من قبل السفارة الأمريكية ومن بعض الأطراف العربية في المنطقة، على أنه جزء من القبول بالوضع على ما هو عليه في العراق وفق تفاهمات إيرانية أمريكية وإقليمية.
ومع المقاطعة الشعبية الهائلة لانتخابات مجالس المحافظات وإفراغها من مضمونها، بدت الحاجة الأمريكية واضحة لاستمرار الوضع على ما هو عليه، خشية من انفجار “قدر الضغط الكاتم” في البلاد خصوصا من ثوار تشرين.
ولاينظر العراقيون للحكيم بـ “احترام سياسي” ويصفونه بصبي إيران في العراق ولا يمتلك أي شعبية حاضنة له، فيما تريد الولايات المتحدة منه أن يكون إحدى أدواتها في التنافس مع مقتدى الصدر.


كرم نعمة: هناك ما هو أشنع من إضفاء السفيرة الأمريكية شرعية على الحكيم، لأن العراقيين لا يثقون بالسفيرة ولا بزعيم تيار الحكمة، عندما وقعت وكالة (رويترز) للأنباء في سقطة مهنية بوصفها عمار الحكيم في تقرير نتائج انتخابات مجالس المحافظات بـ “رجل الدين الشيعي المعتدل”! بينما هو من كبار الحثالات الطائفية المتطرفة

ويدرج غالبية المتابعين تصريحات ولقاءات الحكيم الذي ينضوي تياره في الإطار التنسيقي الذي يضم الأحزاب والميليشيات الولائية، بالنفعية والزبائنية السائدة عند زعماء الإطار التنسيقي.
ويعزو مراقبون سياسيون تصريحات الحكيم إلى أنه يعمل على إعادة تأهيل نفسه من جديد بعد أن أكتشف أن قيمته في الشارع العراقي لا تساوي شيئَا. فيما أثار لقاء السفيرة الأمريكية بالحكيم ردود فعل مختلفة.
وقال الكاتب كرم نعمة هناك ما هو أشنع من إضفاء السفيرة الأمريكية شرعية على الحكيم، لأن العراقيين لايثقون بالسفيرة ولا بزعيم تيار الحكمة، عندما وقعت وكالة (رويترز) للأنباء في سقطة مهنية بوصفها عمار الحكيم في تقرير نتائج انتخابات مجالس المحافظات بـ “رجل الدين الشيعي المعتدل”! بينما هو من كبار الحثالات الطائفية المتطرفة وأكثر من أستخدم مفردات الشيعة والمكون الأكبر! وشخص يعاني من معضلة أخلاقية مكشوفة للعراقيين بما فيهم أتباعه القلائل.
وقال الكاتب أحمد علي المقرب من التيار الصدري “كل خطوات الإطار التنسيقي وتبديل تحالفاته وانخراطه في التبعيات المتعددة باتجاه إيران أو الولايات المتحدة الأمريكية، لا يشكل أي اكتشاف كبير أو جديد، لأنهم ببساطة كانوا ولازالوا يدورون في دائرة المال والسلطة والسلاح غير المرخص”.
وسعى الحكيم بعد لقاء السفيرة الأمريكية ونائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، إلى توجيه رسائل إعلامية معلنة للرأي العام بأنه الأداة الجديدة لسياسة التخادم الأمريكي الإيراني في العراق.
والتقى الحكيم بزعيم ميلشيا العصائب قيس الخزعلي ثم زعيم ميليشيا بدر هادي العامري، بوصفه حامل التعهد أمام الولايات المتحدة بعدم الإضرار بمصالحها في العراق.
وتندرج تصريحات ولقاءات الحكيم عن الاستقرار الأمني والانتخابات ضمن كوميديا التلفيق السياسي الذي بات يثير سخرية العراقيين. خصوصًا وأن الجانب الأمريكي يدرك أن تهديد الميليشيات الولائية باستهداف القوات الأمريكية ومبنى السفارة مجرد عروض صوتية وفق التعليمات الإيرانية ولا أهمية لها.
واعتبر موقع “لوو فير” الأمريكي المتخصص بالنزاعات والقضايا القانونية، أن الهجمات التي تشنها الميليشيات من وكلاء إيران على القوات الأمريكية في العراق وسوريا، هدفها توجيه “إشارات سياسية” الطابع إلى واشنطن، وأنه برغم أن هذه الميليشيات لا تسعى إلى افتعال مواجهة كبرى مع الولايات المتحدة.
وتسعى طهران من خلال حث وكلائها على شن الهجمات إلى الحفاظ على شرعيتها وتعزيزها بين وكلائها باعتبارها القوة المعارضة الرئيسية للولايات المتحدة في المنطقة، في حين أن الوكلاء يستفيدون من هذه الهجمات من أجل تحقيق مصالحهم والاستمرار في الهيمنة وتخويف الشارع العراقي.
وأشار تقرير موقع “لوو فير” إلى معلومات استخباراتية بتشجيع طهران لوكلائها وإلى اجتماعات عدة عقدت بين فيلق القدس وميليشيات عراقية، وكيفية الاستفادة من حزب الله اللبناني للتصعيد المحسوب وعدم الدخول في معركة حقيقية مع القوات “الإسرائيلية”.
وأكد على تواصل التنسيق الاستراتيجي والعملياتي الذي يحدث داخل “غرفة العمليات المشتركة” التي يقودها فيلق القدس وحزب الله بين الميليشيات العراقية والحوثيين في اليمن.
وذكر في حين أن إيران ووكلائها ربما يتصرفون بعدوانية، إلا أنه يبدو أنهم يحاولون تجنب الصراع المباشر مع الولايات المتحدة، حيث إنهم لا يستخدمون النطاق الكامل لقدراتهم.
وأضاف “خطة إيران فرض تكاليف على الولايات المتحدة في العراق وسوريا وأماكن أخرى في المنطقة، من دون الحاق مستوى من الضرر من شأنه ان يؤدي إلى رد فعل أمريكي واسع النطاق”.
وأشار إلى أن إيران تدرك أنها لا تستطيع الصمود أمام صراع تقليدي مع الولايات المتحدة.

هل تدرك فيكتوريا نولاند المعضلة الطائفية والأسرية التي يعاني منها عمار؟
اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى