أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتشكيل الحكومة العراقية أزمات متعاقبةتقارير الرافدين

السوداني يدافع لحفظ منصبه أمام الميليشيات الولائية

تأكيدات المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" والناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي عن تعاون حكومة الإطار بعملية مقتل الميليشياوي مشتاق طالب السعيدي تضع السوداني في مأزق أمام الميليشيات.

بغداد- الرافدين
يدفع رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني نحو المحافظة على موقعه في رئاسة الحكومة، أمام زعماء أحزاب وميليشيات الإطار التنسيقي، عبر رسائل تنديد بالقوات الأمريكية وإنهاء الشركة معها بعد يوم من مقتل مشتاق طالب السعيدي، أحد عناصر ميليشيا “النجباء” المنضوية في ميلشيا الحشد في بغداد في غارة أمريكية مما أثار غضب الميليشيات الولائية التي طالبت بإنهاء وجود القوات الأمريكية في العراق.
ويحظى السوداني بنفوذ محدود على الميليشيات المتحالفة مع إيران. واحتاج إلى دعم تلك الجماعات المنضوية في الحشد الشعبي والإطار التنسيقي للظفر برئاسة الحكومة.
وقال السوداني الجمعة إن الحكومة تشكل لجنة للتحضير لإنهاء مهمة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في البلاد. وذلك بعد ساعات قليلة من مسعى حكومته لنفي تأكيدات المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” الجنرال باتريك رايدر بالتعاون مع الجانب العراقي في استهداف مقر للحشد الشعبي في بغداد وقتل السعيدي.
فيما عبر الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي عن امتنانه لدعم حكومة السوداني أثر مساعدتها في عملية مقتل القيادي في ميليشيا “النجباء”.
ومثلت تصريحات رايدر وكيربي مأزقًا للسوداني أمام زعماء الميليشيات، الأمر الذي سارع إلى نفيه رئيس خلية الإعلام الأمني تحسين الخفاجي.
وأعلن الخفاجي تنصل حكومة السوداني بشدة من وجود مثل هذا التعاون، مشددًا على أن الاعتداء نُفذ بشكل مباشر من دون علم أي جهة عسكرية أو أمنية عراقية، كما هو حال الاعتداءات الأخيرة التي طالت مواقع أمنية، وفق كلامه.
وجاء في بيان مكتب رئيس الوزراء الحالي “إننا بصدد تحديد موعد بدء الحوار من خلال اللجنة الثنائية التي شُكلت لتحديد ترتيبات انتهاء هذا الوجود، وهو التزام لن تتراجع عنه الحكومة، ولن تفرط بكل ما من شأنه استكمال السيادة الوطنية على أرض وسماء ومياه العراق”. في مسعى لتهدئة غضب زعماء الميليشيات من السوداني.


المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” الجنرال باتريك رايدر أكد على بالتعاون مع الجانب العراقي في استهداف مقر للحشد الشعبي في بغداد وقتل السعيدي
غير أن مراقبين قللوا من أهمية تصريحات ووعود حكومة السوداني، فهي في مأزق سياسي ما بين ميليشيات الإطار التنسيقي التي دفعت بها لتشكيل الحكومة، وبين سطوة القوات الأمريكية في العراق.
وللولايات المتحدة 2500 جندي في العراق في مهمة تقول إنها تستهدف تقديم المشورة والمساعدة للقوات المحلية.
ونقل البيان عن السوداني قوله “نؤكد موقفنا الثابت والمبدئي في إنهاء وجود التحالف الدولي”. مدافعا عن ميليشيا الحشد الشعبي، على الرغم من إعلان ميليشيات في داخلها التبعية لفيلق القدس الإيراني.
وحاول السوداني ثني الميليشيات وتهميش سلطة حكومته بقوله “أكدنا مرارا أنه في حال حصول خرق أو تجاوز من قبل أية جهة عراقية، أو إذا ما تم انتهاك القانون، فإن الحكومة العراقية هي الجهة الوحيدة التي لها أن تقومَ بمتابعة حيثياتِ هذه الخروقات”.
وشدد على أن “الحكومة هي الجهة المخولة بفرض القانون، وعلى الجميع العمل من خلالها، وليس لأحد أن يتجاوز على سيادة العراق”.
غير أن مثل هذا الكلام لا يحظى بأي تأثير على الميليشيات التي تنسق نشاطها مع قادة الحرس الثوري الإيراني وفق سياسة التخادم القائمة بين الولايات المتحدة وإيران في العراق.
وبدد مقتل مشتاق طالب السعيدي في حي سكني في شارع فلسطين في بغداد، الاستقرار السياسي والسيطرة الأمنية التي تتذرع بها حكومة السوداني.
وعندما علم السكان المجاورون أن الانفجار ناجم عن القوات الأمريكية، أعرب البعض عن مخاوفهم من وقوع المزيد من أعمال العنف.

الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي عبر عن امتنانه لدعم حكومة السوداني أثر مساعدتها في عملية مقتل القيادي في ميليشيا “النجباء”
وقالت سارة جمال (27 عامًا)، التي تعيش على بعد عدة بنايات من موقع الهجوم “هذا مؤشر على أن الوضع الأمني القلق وغير الثابت في العراق”.
وبينما تفضل حكومة السوداني ترتيبًا تقوم به القوات الأمريكية بمنع أي محاولة لإسقاطها سواء من الميليشيات المتنافسة أو من ثورة شعبية على غرار ثورة تشرين، بدلاً من الترتيب الذي يعطي مظهر الاستمرار في استضافة الجيش الأمريكي الذي غزا البلاد قبل عقدين من الزمن، فإن واشنطن كانت حذرة من الانسحاب الكامل لقواتها في العراق. في وقت تتزايد فيه التوترات الإقليمية.
وقال سجاد جياد الزميل في مركز “ذي سنتشوري فاوندشن” للأبحاث،
“وضع مقتل السعيدي حكومة السوداني في موقف صعب للغاية”.
وأضاف في تصريح لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية “إن ضربة يوم الخميس ربما كانت تهدف إلى الإشارة إلى أنه ستكون هناك تكلفة لأي هجمات مستقبلية على القوات الأمريكية”.
وقال الكاتب أحمد علي المقرب من التيار الصدري “كل خطوات الإطار التنسيقي وتبديل تحالفاته وانخراطه في التبعيات المتعددة باتجاه إيران أو الولايات المتحدة الأمريكية، لا يشكل أي اكتشاف كبير أو جديد، لأنهم ببساطة كانوا ولازالوا يدورون في دائرة المال والسلطة والسلاح غير المرخص”.
واعتبر موقع “لوو فير” الأمريكي المتخصص بالنزاعات والقضايا القانونية، أن الهجمات التي تشنها الميليشيات من وكلاء إيران على القوات الأمريكية في العراق وسوريا، هدفها توجيه “إشارات سياسية” الطابع إلى واشنطن، وأنه برغم أن هذه الميليشيات لا تسعى إلى افتعال مواجهة كبرى مع الولايات المتحدة.

سجاد جياد: وضع مقتل مشتاق طالب السعيدي، السوداني في موقف صعب للغاية أمام القوات الأمريكية والميليشيات في وقت واحد
وتسعى طهران من خلال حث وكلائها على شن الهجمات إلى الحفاظ على شرعيتها وتعزيزها بين وكلائها باعتبارها القوة المعارضة الرئيسية للولايات المتحدة في المنطقة، في حين أن الوكلاء يستفيدون من هذه الهجمات من أجل تحقيق مصالحهم والاستمرار في الهيمنة وتخويف الشارع العراقي.
وأشار تقرير موقع “لوو فير” إلى معلومات استخباراتية بتشجيع طهران لوكلائها وإلى اجتماعات عدة عقدت بين فيلق القدس وميليشيات عراقية، وكيفية الاستفادة من حزب الله اللبناني للتصعيد المحسوب وعدم الدخول في معركة حقيقية مع القوات “الإسرائيلية”.
وأكد على تواصل التنسيق الاستراتيجي والعملياتي الذي يحدث داخل “غرفة العمليات المشتركة” التي يقودها فيلق القدس وحزب الله بين الميليشيات العراقية والحوثيين في اليمن.
وذكر في حين أن إيران ووكلائها ربما يتصرفون بعدوانية، إلا أنه يبدو أنهم يحاولون تجنب الصراع المباشر مع الولايات المتحدة، حيث إنهم لا يستخدمون النطاق الكامل لقدراتهم.
وأضاف “خطة إيران فرض تكاليف على الولايات المتحدة في العراق وسوريا وأماكن أخرى في المنطقة، من دون الحاق مستوى من الضرر من شأنه ان يؤدي إلى رد فعل أمريكي واسع النطاق”.
وأشار إلى أن إيران تدرك أنها لا تستطيع الصمود أمام صراع تقليدي مع الولايات المتحدة.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى