أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدينحكومات الفساد في العراقمجالس المحافظات: بوابة مشرعة على الفساد

التعاسة تكتنف ملايين العراقيين في اليوم الدولي للسعادة

عراقيون يعيشون في أحياء عشوائية يتساءلون: كيف يمكن أن تصلنا السعادة فيما نحن نعيش مع أطفالنا في بيوت صفيح تفتقر إلى الكرامة الإنسانية.

بغداد- الرافدين
يتكرر السؤال عن التعاسة والمستقبل الغامض بين ملايين العراقيين الذين لا يمتلكون بيتًا خاصًا بهم ولأسرهم، في اليوم الدولي للسعادة الذي حددته الأمم المتحدة في العشرين من آذار من كل عام.
ويجمع عراقيون على أن مفهوم السعادة نوع من الرفاهية غير متاحة إلا لفئة لصوص الدولة في العراق الذين حصروا أنفسهم في المنطقة الخضراء والمجمعات المحمية بعناصر الميليشيات.
وجاء العراق في المرتبة 98 بين 146 دولة على مستوى العالم في مؤشر السعادة الدولي بحسب تصنيف ((ceoworld العالمي لعام 2024، حيث تصدرت فنلندا القائمة كأسعد بلد في العالم.
ولم يتقدم العراق إلا على دول مثل إيران واليمن والصومال وأفغانستان في المؤشر، على الرغم من أن العراق بلد غني بالنفط، بينما لا يزال ثلث سكانه البالغ عددهم 42 مليونًا يعيشون في الفقر، أما البطالة فهي مرتفعة في أوساط الشباب، فيما يحتجّ العراقيون على النزاعات السياسية وسطوة الأحزاب والميليشيات الفاسدة والنفوذ الإيراني في بلدهم.
ويستند معدو الدراسة المنشورة سنويًا منذ 2012، إلى استطلاعات رأي يجيب فيها السكان عن استبيانات بشأن درجة السعادة الشخصية. وتتم مقاطعة هذه البيانات مع إجمالي الناتج المحلي ومؤشرات التضامن والحرية الفردية والفساد، لوضع درجة نهائية على 10.
ويعيش ملايين العراقيين في مجمعات عشوائية في أطراف المدن يفتقدون فيها للكرامة الإنسانية فضلا عن الخدمات، الأمر الذي يجعل من السعادة وضعًا بعيد المنال، فيما تحاول وسائل إعلام حكومية تقديم صورة مزيفة عن السعادة في العراق عبر لمجمعات ومقاه محصورة على طبقة محدودة من المجتمع.
ويتساءل عراقي يعيش مع أسرته المكونة من ستة أفراد، في مجمع عشوائي في منزل مبني من الصفيح، عن معنى السعادة في وضعه الحالي مع أطفاله.
ودعا الرجل في تصريحات مصورة على “فيسبوك” وسائل الإعلام التي تتحدث عن السعادة إلى زيارة المناطق العشوائية للاطلاع على حال “التعاسة” التي دفعت أجيالًا من الشباب إلى الجريمة وأدمان المخدرات واللصوصية، بعد أن فقدوا الأمل بالمستقبل وتغيير وضعهم المزري.
وقالت الباحثة الاجتماعية سمر الفيلي “هناك وسائل واشتراطات حتى تتحقق السعادة، لكنها للأسف غير موجودة في العراق، بسبب كل المآسي التي مر بها البلد، لا يمكن لأي فرد أن يكون سعيدًا”.
وأضافت الفيلي في تصريحات بمناسبة اليوم الدولي للسعادة “مازال الكثير لا يملك بيتًا للعيش، وهو أقل متطلبات السعادة وهناك من لايزالون حتى الآن من دون قوت يومي”.
وأوضحت أن “البلدان يمكن أن تحتفل بيوم السعادة في ظل ظروف اقتصادية جيدة تساهم في ارتفاع مستوى الرفاهية مثل امتلاك سيارات وشوارع نظيفة ومؤهلة ومراكز ترفيهية واسعة، وهذا يحدث عندما تكون هناك عدالة بتوزيع الثروات”.
وتعترف السلطات الحكومية بحاجة العراق إلى نحو 4 ملايين وحدة سكنية لحل أزمة السكن. وهذا يعني أن أكثر من 10 ملايين فرد عراقي يفتقرون إلى منزل خاص بهم يمنحهم نوعًا من الأمان الشخصي والاجتماعي.
ومنذ عام 2003 يتخذ العراق مراتب متأخرة في جميع مؤشرات ومعايير الفساد والحريات وجودة الصحة والتعليم ونصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي.
وخرجت العاصمة العراقية بغداد خارج التصنيف الدولي التي تعده سنويًا وحدة المعلومات والأبحاث والتحليل الاقتصادية في مجموعة (EIU) البريطانية عن جودة العيش.
ومع وجود غالبية العواصم العربية في التصنيف السنوي للمجموعة البريطانية المرموقة وهي إحدى شركة مجموعة “إيكونوميست”، إلا بغداد التي كانت تصنف في ذيل المؤشر السنوي لنفس المجموعة في الأعوام السابقة لم يظهرها المؤشر في التقرير السنوي.
ويستند المؤشر إلى 30 معيارًا نوعيًا وكميًا تتعلق بالاستقرار والنظام الصحي والثقافة والبيئة والتعليم والبنية التحتية.


سمر الفيلي: هناك وسائل واشتراطات حتى تتحقق السعادة، لكنها للأسف غير موجودة في العراق، بسبب كل المآسي التي مر بها البلد
ويمثل خروج العاصمة بغداد من مؤشر وحدة المعلومات الاقتصادية (EIU)عن تصنيف المدن الملائمة للعيش في العالم، ضربة لحكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني. بعدما أطلقت على نفسها “حكومة خدمات”.
ويعزى عدم ظهور بغداد في المؤشر إلى غياب المعلومات الصادرة عن المصادر الحكومية أو عدم دقتها، أو لأن طبيعة المعيشة في بغداد من الرداءة الأمر الذي جعلها خارج درجات التصنيف.
وأظهر استطلاع للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا “الاسكوا” بأن العراقيين هم أكثر سكان المنطقة شعورًا بعدم المساواة، وأن الفساد يشكّل التحدي الأكبر الذي يواجه البلاد.
وأشار استطلاع “الاسكوا” إلى أن العراقيين هم أكثر الناس تشاؤمًا بعدم وجود مساواة مقارنة بالمعدل العام لبقية المواطنين العرب.
وأوضح أن معدل التشاؤم لدى العراقيين فيما يتعلق بوضعهم الحالي والمستقبلي بخصوص المساواة الاقتصادية والاجتماعية، هو الأعلى بين مواطني البلدان العربية الأخرى.
وأظهر استطلاع أجري بين شباب عراقيين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و24 سنة، ان ثلاثة ارباعهم كانت نظرتهم سلبية جدًا تجاه الوضع الحالي للمساواة الاجتماعية والاقتصادية.
وذكر أن هناك أشياء كثيرة تجعل الناس تعساء، ولكن هناك عوامل هي الأكثر تأثيرًا ومنها الفقر والمجتمعات السيئة والجوع والشعور بالوحدة.
وتصدر العراق مع أفغانستان ولبنان المراتب العليا في المشاعر السلبية وفق استطلاع للمشاعر أجرته مؤسسة غالوب الأمريكية للأبحاث للبلدان التي تعاني من مشاعر سلبية حول العالم.
وشمل استطلاع المشاعر نحو 122 دولة، وشارك فيه نحو 127 ألف شخص من عمر 15 عامًا فما فوق خلال الفترة من عام 2021 وحتى آذار الماضي.
وتضمن الاستطلاع عدة نقاط منها أسئلة للمشاركين سواء وجها لوجه أو عبر الهاتف، بشأن المشاعر الإيجابية، والمشاعر السلبية والتوتر وغيرها.
ويعزو الاستطلاع سبب ذلك لعدة عوامل من بينها الحروب والتضخم مما جعل العالم أكثر تعاسة.
وذكر الاستطلاع أن هناك أشياء كثيرة تجعل الناس تعساء، ولكن هناك عوامل هي الأكثر تأثيرا ومنها الفقر والمجتمعات السيئة والجوع والشعور بالوحدة.
وبالنسبة للمشاعر السلبية جاءت أفغانستان أولا، تبعها كل من لبنان والعراق وسيراليون والأردن وتركيا وبنغلادش والأكوادور وغينيا وبينين.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى