أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدين

“الخالدون” سيرة باهرة لثوار تشرين بعدسة مخرجة سويسرية

ثورة تشرين التي أرادت استعادة البلاد المخطوفة من قبل الميليشيات ربما لم تحقق أهدافها، إلا أن التفاؤل هو الذي يسود طالما أن الثوار أمامهم يوم آخر للحياة.

بغداد- الرافدين
تمنح كاميرا المخرجة السويسرية ماجا تسشومي في الفيلم الوثائقي “الخالدون” صورة عميقة عن ثوار تشرين في العراق، حيث خرج ملايين الشباب الناقمين على الأحزاب والميليشيات الحاكمة لاستعادة بلدهم المخطوف في ثورة استمرت عدة شهور قمعتها القوات الحكومية بدعم من الميليشيات الموالية لإيران.
ويصور الفيلم الفوضى في شوارع بغداد، وابتهاج الثوار الذين يسعون جاهدين من أجل التغيير.
ويتطاير الرصاص ويملأ الغاز المسيل للدموع المشاهد، لكنه يجسد أيضًا فرحة المتظاهرين وغضبهم وتفاؤلهم.
ويعرض الفيلم لشهادات مغرقة بالحزن والفخر لثوار تشرين أثناء وبعد الثورة. بينما ينظر أحد الشهود مباشرة إلى الكاميرا، ينعى أحلامًا ضائعة ويتحدث عن رفاقه القتلى برصاص الميليشيات والقوات الحكومية.
ونشرت مجلة “فاريتي” الأمريكية المعنية بشؤون الإنتاج السينمائي والتلفزيوني عرضًا معبرا لتفاصيل الفيلم كتبه الناقد الأمريكي من أصول سودانية مرتضى الفضل، بالقول إنه من خلال تاريخ حياة الناشطين الشباب، فإن الفيلم يربط نضالهم وقناعتهم القوية بآخرين من نفس جيلهم حول العالم.
وخلص إلى القول إن هذه الثورة العراقية التي أرادت استعادة البلاد المخطوفة من قبل الميليشيات ربما لم تحقق أهدافها، إلا أن التفاؤل هو الذي يسود طالما أن الثوار أمامهم يوم آخر للحياة.
ويعرض فيلم “الخالدون” آمال جيل من الشباب العراقي ويأسهم، متناولا بشكل خاص آثار الحركة الاحتجاجية في العام 2019 على حياتهم بعدما جرى خطف الوعود التي راهنوا عليها من أجل التغيير.
ويستند الفيلم على تجارب شاهدي العيان ملاك مهدي ومحمد الخليلي، ويتناول آمال وإحباط جيل الشباب في العراق المعاصر بعد احتلال البلاد من قبل القوات الأمريكية عام 2003، وماذا يحدث عندما يتم اختطاف الوعد بحياة أفضل بسبب قمع قوى حزبية وميليشياوية، وذلك من خلال إلقاء نظرة ثاقبة على النسيج الاجتماعي والسياسي للعراق المعاصر.

بوستر فيلم “الخالدون”
وذكر كاتب التقرير مرتضى الفضل “الثورات تجلب الأمل بحياة أفضل وقوة في المجتمع، وفيلم (الخالدون) يتطرق إلى الناشطين الشباب وآثار حراك تشرين عام 2019، ويتناول اليأس بسبب فقدان الأمل والمشاعر الغاضبة التي لا يمكن التعبير عنها ظاهريًا”.
ويروي الفيلم معاناة جيل يشارك أحلامه وإحباطاته مع أشخاص آخرين في كافة أنحاء العالم يعانون من اضطهاد مماثل، وعلى الرغم من أن “الخالدون” يجسد خصوصية العراق وثقافته، إلا أن تطلعات الناشطين الذين يروون تجاربهم في العراق، تعكس أيضا تطلعات الناشطين الشباب في مناطق أخرى مثل السودان أو إيران.
ويتتبع الفيلم ملاك الناشطة النسوية المضطرة للتعامل مع عائلة تفرض قواعد صارمة، والخليلي، وهو مخرج وجد هدفه في توثيق الثورة.
ولا يمثل ملاك والخليلي ثيمة الفيلم بقدر ما إنهما بمثابة شركاء مع المخرجة تسشومي، حيث شاركا في كتابة السيناريو والسرد القائم على حياتهما وذكرياتهما.
وملاك والخليلي هما بمثابة شهود يملآن الفيلم بأكثر من مجرد روايات واقعية، عندما يحملان آلامهما ويأسهما، ولكنهما أيضا يحملان رؤيتهما الحافلة بالأمل لمستقبل يتخطى الوضع الحالي لبلدهم العراق.
ومن خلال العمل الجماعي فإن أبطال الفيلم يقومون بإعادة تمثيل حلقات من أحداث حياة ملاك والخليلي الماضية التي تضيف سياقًا إلى الأحداث الحالية، وذلك بسلاسة ومن دون أي انفصال، بحيث لا يمكن التمييز بين المشاهد الحقيقية والمشاهد المعاد إنتاجها.
وتمنح كاميرا الخليلي “الخالدون” صورًا عميقة، وهو يصور الفوضى في شوارع بغداد، وبهجة الثوار الساعين جديًا من أجل التغيير، فيما يتطاير الرصاص ويملأ الغاز المسيل للدموع كادر التصوير، إلا أنه يجسد أيضًا فرحة المتظاهرين وعبثهم وتفاؤلهم.
أما بالنسبة إلى ملاك التي تمتلك وجهًا معبرًا حافلا بالعواطف، ونبرات صوتها تنقل العديد من المشاعر بما في ذلك اعتزازها بقدرتها على اكتشاف طريقة لتكون أكثر حرية، وشكوكها حول الأوضاع وشعورها بالخوف. فإنها تتحدث عن الحنان والمودة التي يعامل بها هؤلاء الشباب بعضهم البعض.
ويطرح الفيلم من خلال سرديته ما إذا كان بإمكان ملاك التوفيق بين حبها لوطنها وأصدقائها وتطلعها إلى حياة أكثر اكتمالا في مكان آخر.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى