أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

وزير الخارجية السعودي في بغداد لمنح “شرعية سياسية” لحكومة الإطار المدعومة من إيران

هيئة علماء المسلمين في العراق: الزيارات والمؤتمرات الداعمة لحكومة الاحتلال التاسعة تغض النظر عن فداحة عيوب النظام السياسي القائم في بغداد.

بغداد- الرافدين
أجمع مراقبون سياسيون عراقيون وعرب على أن زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى بغداد، لا تفضي إلى مساعدة العراقيين الناقمين على حكومات الفساد والفشل السياسي، بقدر ما تمنح “شرعية سعودية” لحكومة الإطار التنسيقي المكونة من الأحزاب والميليشيات الولائية.
وأكدوا على أن الحكومة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني ومن خلفها الإطار التنسيقي بحاجة إلى مثل هذه “الشرعية” العربية، لأنها لم تحصل عليها بالأساس من العراقيين.
وقال أستاذ علوم سياسية في جامعة بغداد “إن العراقيين بحاجة إلى محيطهم العربي، لكن هذه الحاجة يجب ألا تكون ذريعة من قبل الحكومات العربية لدعم حكومة المنطقة الخضراء الخاضعة لسياسة الهيمنة الإيرانية”.
ووصف الأستاذ الذي يمارس تدريس العلوم السياسية منذ ربع قرن في جامعة بغداد في تصريح لقناة “الرافدين” مفضلا عدم ذكر أسمه، زيارة وزير الخارجية السعودي بمثابة خدمة تقدمها الرياض إلى اتباع إيران في العراق.
وشدد بقوله على أن ضرر الزيارة على العراقيين الرافضين للحكومة أكثر من فائدتها السياسية المزعومة. مؤكدا على أن العراقيين بحاجة إلى دعم اشقائهم العرب وليس لدعم استمرار حكومات الفشل والفساد السياسي القائمة.
وأضاف “إذا كان جدول الزيارة يتعلق بالمفاوضات السعودية الإيرانية برعاية العراق، فأن تجربة السنوات الماضية تؤكد لنا فشل هذا المسعى، لأن الرياض بالأساس لا تثق بنوايا طهران، وأن حكومة السوداني لا تمثل وسيطا عادلا بين الطرفين، بقدر ماهي صدى لسياسة الهيمنة الإيرانية”.
وعبر أستاذ العلوم السياسية عن أمله بانفتاح عربي على القوى الوطنية العراقية وليس على الحكومة، من أجل من استعادة بلدها المخطوف من قبل أحزاب إيران في العراق.
إلى ذلك عزا مصدر سياسي عراقي زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إلى نهج سياسي أمريكي فرنسي باتجاه إبقاء الوضع عما هو عليه في العراق، بغض النظر عن الفشل والفساد السياسي المستمر في العراق.
وقال المصدر السياسي في تصريح لقناة “الرافدين” “أن تفاهمات باريس وواشنطن في مؤتمر بغداد 2 في البحر الميت، على دعم حكومة السوداني دفعت دول الإقليم إلى هذا التوجه، وهو أمر لا يصب في صالح الشعب العراقي التواق للخلاص من الحكومات الفاسدة”.
وكان وزير الخارجية السعودي قد وصل بغداد صباح الخميس وعقد مؤتمرا صحافيا مع نظيره فؤاد حسين، قبل أن يلتقي برئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد.
وقال فؤاد حسين إن اللقاء مع الأمير فيصل بن فرحان تناول التعاون الأمني ومكافحة المخدرات بين البلدين. الأمر الذي أثار استغراب المتابعين عما إذا كانت وزارة الخارجية أم الداخلية معنية بهذا الملف.
فيما أكتفى وزير الخارجية السعودي بالتأكيد على دور العراق المهم في المنطقة. مشيرا إلى “عمق العلاقة بين العراق والسعودية، لاسيما وأنها تشهد زخما إيجابيا كبيراً في الفترة الأخيرة، والعمل بخطى وثيقة لاستمرار الزخم”.
وتنظر القوى الوطنية إلى الانفتاح العربي على حكومة السوداني بانه يصب في صالح إيران أكثر مما يخدم مصالح الشعب العراقي.
وسبق وأن رحبت هيئة علماء المسلمين في العراق بكل جهد عربي ودولي لمساعدة العراق، والوقوف مع “شعبه” ومساندته في التنمية والتكامل الاقتصادي، وإقرار الحوار سبيلًا لحل الخلافات؛ بشرط أن يكون هذا الجهد محققًا للمصالح العراقية الحقيقية، ومراعيًا لإيجاد حلول شاملة ونهائية لمعاناة العراقيين.

كرم نعمة
كرم نعمة: الوثوق بالمستقبل لا يعني تجاهل الحاضر المرير الذي تمثله سياسة الهيمنة الإيرانية على المنطقة، وعلى السعودية بالذات.
ورأت الهيئة في بيان لها أن مثل هذه الزيارات والمؤتمرات تعمل على استجلاب اعتراف وتأييد إقليمي ودولي لحكومة الاحتلال التاسعة. وتغض النظر عن طبيعة النظام السياسي القائم في بغداد، على الرغم من كل ما فيه من عيوب فادحة واستفحال كل عوامل عدم الاستقرار فيه.
ويتفق غالبية المراقبين مع هذا التوجه، ويرون أن أي دعم للحكومات الفاسدة في المنطقة الخضراء يزيد من كمية الضرر على العراقيين ويحول دون إنقاذ البلاد من وضعها المتصدع منذ عشرين عاما.
وقال الكاتب والصحفي كرم نعمة إن “وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في زيارته إلى العراق يمنح شرعية مضافة لحكومة الإطار التنسيقي التي تتبنى علناً استراتيجية إيران قم أم القرى” في إشارة الى سياسة الهيمنة الإيرانية التي تسعى لنقل مركز العالم الإسلامي من مكة المكرمة إلى مدينة قم الإيرانية.
وشدد نعمة في تغريدة على حسابه الموثق على تويتر على أن الوثوق بالمستقبل لا يعني تجاهل الحاضر المرير الذي تمثله سياسة الهيمنة الإيرانية على المنطقة، وعلى السعودية بالذات.
وتساءل “النيات الحسنة أمر محمود حتى في علوم السياسة، فاذا كان التوجه الخليجي لدعم حكومة الإطار التنسيقي لاستعادة العراق من إيران فهو يستحق الثناء والاهتمام، لكن كيف يحدث ذلك بينما التواصل بالأساس يتم مع أحزاب إيران في العراق”.
وقالت أميرة إبراهيم الخالد رئيسة مركز العلاقات الدولية والأبحاث في الشرق الأوسط “هناك سعادة لأي تقارب عربي خليجي، ولكن بحذر، فمازالت بعض الدول تحت مضله النفوذ الإيراني الصريح، مما يجعلنا نشعر بعبثية هذا التقارب وعدم جدواه”.
وكتب المعلق السياسي العراقي مصطفى سالم “حال العراق بيد الميليشيات، تسعى دول المنطقة، ومنها السعودية للمحافظة عليه، والأمر يختلف عن اليمن الذي قدمت الرياض والتحالف العربي صناعة النفوذ على انهاء الحوثي وميليشياته مما سمح بتقويته”.
وأضاف سالم “ليست أزمة عدم امتلاك خريطة لإدارة الصراع فقط، بل اتخاذ قرارات تقوي الأعداء وتزيد المخاطر”.
غير أن المعلق السياسي الاماراتي حمد الحبابي لا يتفق مع هذا الرأي بالقول إن “سياسة تجاهل العراق وتركه للنفوذ الإيراني كانت خطأ عربيا واضحا” معتبرا زيارة وزير الخارجية السعودي لبغداد ضرورية، ومطالبا الدول الخليجية باستمرار التواصل مع العراق على كافة المستويات.
وقال الحبابي “حكومة السوداني عمرها قصير والاهتمام الخليجي خيار ملح بالنظر للواقعية السياسية للمنطقة وأهمية العراق ومكانته، والمنطقة لا تريد عودة التناحر العراقي الإيراني كما توحي فكرة استعادة العراق من إيران”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى