أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

إيران تحذر السوادني: الربط السككي مع تركيا مكلف وغير ذي جدوى اقتصادية

مسؤول إيراني ينقل إلى السوداني رسالة من خامنئي تحثه على المشاريع الاقتصادية مع إيران بذريعة "التقارب الجغرافي والطائفي المشترك بين البلدين".

بغداد- الرافدين
حذر مسؤول حكومي إيراني رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني مما أسماه بـ “المجازفة الاقتصادية” في مشروع الربط السككي بين ميناء الفاو الكبير في جنوب العراق وتركيا.
وقال المسؤول الإيراني خلال زيارة غير رسمية إلى بغداد كموفد من المرشد علي خامنئي، خلال لقاء مع السوداني بأن مشروع الربط السككي مع تركيا الذي ينوي العراق تنفيذه خلال عام 2024 غير ذي جدوى اقتصادية للعراق بالنظر لتكلفته العالية ومردوداته القليلة، مطالباً بالتركيز على استكمال مشروع الربط السككي مع إيران.
وكشف مصدر إعلامي عراقي عن نقل المسؤول الإيراني رسالة من خامنئي إلى السوداني تحثه بالتركيز على المشاريع الاقتصادية مع إيران بذريعة “التقارب الجغرافي والطائفي والمصير المشترك بين البلدين”.
وقدم المسؤول الإيراني للسوداني دراسة تؤكد أن الربط السككي الذي بدأ العمل به ما بين البصرة والشلامجة، سيوفر للعراق عوائد اقتصادية ضخمة، مقارنا التكلفة العالية مع مشروع الربط السككي مع تركيا.
ولم يعرف بعد موقف حكومة السوداني من التحذير الإيراني، وعما إذا كانت ستستمر في المشروع مع تركيا أم سيقتصر العمل على الربط السككي مع إيران عبر مدينة البصرة.
وكان خامنئي قد دفع خلال زيارة السوداني إلى طهران نهاية العام 2022 إلى المزيد من “مذكرات التفاهم والتعاون بين إيران والعراق” في إشارة لربط السيادة والاقتصاد العراقي بإيران.
وقال “في الفترات السابقة جرت مفاوضات وتفاهمات جيدة لكنها لم تصل إلى مرحلة العمل. لذلك علينا أن نتحرك نحو العمل فيما يتعلق بجميع الاتفاقات، وخاصة في مجال التعاون الاقتصادي وتبادل البضائع والسكك الحديدية”.
وزعم خامنئي “موقفنا حيال أمن العراق هو أنه لو أراد أي طرف المساس بـأمنه، فستكون صدورنا دروعًا لمواجهته من أجل الحفاظ على أمنه”.
يأتي ذلك بعد أن اعترف مسؤولون إيرانيون أن الربط السككي ما بين البصرة والشلامجة سيؤدي إلى إكمال الحلقة المفقودة في مشروع إطلاله إيران على البحر المتوسط عبر سوريا ولبنان.
وأكد تقرير لصحيفة “فايننشال تريبيون” الإيرانية التي تصدر بالإنجليزية على الأهمية السياسية لمشروع الربط أكثر من القيمة الاقتصادية التي ستجنيها إيران.
وأوضح التقرير أن العراق سيتحمل الكلفة الأكبر في بناء المشروع الذي سيتطلب 18 شهرًا من العمل قبل افتتاحه.
وخصص العراق 230 مليون دولار كخطوة أولى، لتنفيذ مشروع خط السكك الحديد البصرة- شلامجة الذي تم الاتفاق مع إيران على الشروع به خلال شهر أيار القادم.
وشدد المسؤولون الإيرانيون على أن استكمال خط السكة الحديدية سيخلق ممر عبور بين الشرق والغرب إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط، ويمر عبر العراق إلى سوريا وصولًا إلى ميناء اللاذقية.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الاقتصادية مهدي سفاري، إن الخط سيكون بطول 32 كيلومترًا من الشلامجة إلى البصرة، وأن العراق خصص ميزانية تقارب 230 مليون دولار لخط سكة الحديد، وهذا يحدث لأول مرة.
وكان سفاري يتحدث بعد الزيارة التي قام بها وزير النقل في حكومة الإطار التنسيقي رزاق محيبس السعداوي إلى طهران، حيث جرى وضع اللمسات النهائية على الاتفاقيات والمشاريع الثنائية، بما في ذلك السكك الحديدية العابرة للحدود.
وكان العراق وتركيا قد أعلنا عن مشروع من خط سكة حديد مزدوج لقطارات الشحن والركاب وطريق سريع بطول 1190 كم لشاحنات البضائع يبدأ من ميناء الفاو الكبير في جنوب العراق حتى يصل إلى تركيا، وسيتم الشروع به مطلع عام 2024 بكلفة تقدر بمليارات الدولارات.
وسيمر خط السكة الحديد والطريق عبر تسع محافظات عراقية وينتهي به الأمر عند الحدود مع تركيا.

ماجد اللجماويّ: عوائد مشروع الربط السككي والبري مع تركيا تدر على العراق ما يعادل مداخيل حقول النفط الكبيرة

وأنهت شركة إيطالية لم يحدد أسمها دراسة جدوى مشروع السكك الحديدية والطرق السريعة ورفعتها إلى وزارة النقل في حكومة السوداني.
من المتوقع أن تكون قدرة قطار الشحن المبدئي على نقل 3.5 مليون حاوية و22 مليون طن من البضائع السائبة سنويًا، مع خطط للتوسع على مراحل إلى 7.5 مليون حاوية و33 مليون طن سنويًا. بالإضافة إلى ذلك، ستبلغ سعة قطار الركاب فائق السرعة 13.8 مليون مسافر سنويًا.
ويرى خبراء اقتصاديون أن مشروع الربط السككي بين ميناء الفاو في محافظة البصرة وتركيا سيدر بفوائد اقتصادية عالية في نقل البضائع وتشغيل ميناء الفاو، على عكس مشروع الربط مع إيران الذي يهدف إلى افراغ مشروع ميناء الفاو من جدواه الاقتصادية، عندما يجعل العراق رهينة الموانئ الإيرانية.
وشددوا على أن مشروع الربط مع تركيا سيقدم فائدة مزدوجة عبر نقل البضائع من ميناء الفاو حتى تركيا عبر الربط السككي والطريق البري أو ايصالها إلى المدن العراقية.
وقال السفير العراقي في تركيا ماجد اللجماويّ، إن عوائد هذا المشروع على العراق توازي مداخيل حقول النفط الكبيرة، كما أن الاتراك يأملون الاستفادة من هذا الطريق سواء عبر القطارات أو الطرق البرية.
وأكد على اهتمام الاتراك بمشروع الربط مع العراق، مشيرا إلى أن المشروع يعود إلى مجلس الاعمار في العهد الملكي لكنه لم ينفذ بسبب الظروف التي مرت على العراق.
وقال اللجماوي إن المشروع سيدر بفوائد هائلة على البلدين فضلا عن كونه يؤكد موقع العراق الاستراتيجي وسيختصر الطريق بين آسيا وأوروبا عبر أقصر الطرق البرية والبحرية.
ويتماثل مشروع الطريق البري مع شبكة قطار الشرق السريع الذي كان يوصل البصرة بباريس، واليوم سيبدأ من ميناء الفاو في جنوب البصرة ليصل إلى أوروبا عن طريق إسطنبول.
وأكمل الأتراك كل متطلبات الطريق الاستراتيجي من جسور وطرق برية دولية وإيصالها للحدود العراقية، وبالنسبة لشبكة القطار القديم الذي كان يمر إلى تركيا عبر الأراضي السورية فقد تم تجاوزه، وسيكون هناك طريق جديد يتجنب أيضا منفذ إبراهيم الخليل الذي يتطلب إنشاء ثلاثة عشر نفقا كل نفق يجب أن يكون بطول عدة كيلومترات.
وقال اللجماوي “سيتم عمل ممرات عبور عن طريق معبر فيش خابور في محافظة دهوك الذي يمر مباشرة من العراق إلى تركيا، مضافا إليه شبكة سكة حديد القطارات”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى